السبت، 06 يوليو 2024

08:49 م

براتب 1250 دولارًا تسدده تركيا.. مرتزقة سوريون يقاتلون في النيجر

مقاتلون موالون لتركيا في سوريا - صورة أرشيفية من 2020

مقاتلون موالون لتركيا في سوريا - صورة أرشيفية من 2020

روان رضا

A A
سفاح التجمع

نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، نقلًا عن مصدر أمني في الجيش الوطني، تقريرًا يفيد فيه بأن من وصفهم بـ"المرتزقة السوريين" يقاتلون إلى جانب الشركات العسكرية الروسية "فاجنر" في النيجر.

وأفاد التقرير، بأن هذه المهمة هي الأصعب من رحلات الارتزاق السابقة التي جرت تركيا الشباب إليها في ليبيا وأذربيجان، مضيفًا أن المرتزقة يعملون بشكل أساسي في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي منطقة معروفة بجماعاتها المتطرفة النشطة والجهاديين.

إغراءات للمرتزقة

وفق تقرير المرصد السوري، تغري تركيا المرتزقة بحوافز مختلفة، بما في ذلك الراتب الشهري المقدم من خلال عقد مدته ستة أشهر.

وفي حالة الإصابة، يمكن للمرتزق الحصول على ما يصل إلى 35.000 دولار بناء على معدل الإعاقة المقدر الذي يحدده فريق طبي متخصص، وإذا فقد المرتزق حياته، يحق لعائلته الحصول على 60.000 دولار.

دورة تدريبية

وفقًا لمصادر من “المرصد السوري”، أكملت المخابرات التركية دورة تدريبية مدة 40 يومًا لمئات الضباط في المعسكرات التركية، وسيتم إرسال بعض هؤلاء الضباط إلى النيجر في الدفعة القادمة، المقرر نشرها هذا الأسبوع.

في 20 أبريل، غادرت مجموعة من المقاتلين من الفصائل الموالية لتركيا ضمن "الجيش الوطني" على متن طائرة نقل، تتألف من 300 مقاتل من "فرقة السلطان سليمان شاه" و "فرقة حمزة" و"فرقة السلطان مراد"، ويقودهم ضابط شارك سابقا في عمليات في ليبيا وأذربيجان.

وفي 4 مايو، تم نشر دفعة ثانية من 250 عضوَا من فصيل “السلطان مراد”، وبحسب ما ورد تستعد المخابرات التركية لإرسال دفعة ثالثة من المرتزقة السوريين إلى النيجر بعد إرسال 550 عضوًا من فصيل السلطان مراد في دفعتين سابقتين في غضون شهر.

رواتب المرتزقة السوريين

منذ بدء الأنشطة العسكرية في النيجر، وصل عدد المرتزقة السوريين الذين لقوا حتفهم إلى تسعة في غضون شهر.

انتشرت مقاطع فيديو تصور شدة المعارك في النيجر ووجود مرتزقة سوريين يقاتلون إلى جانب تركيا وروسيا، ما أدى إلى استياء السكان في المناطق الشمالية الغربية من سوريا.

وبحسب ما ورد خفضت المخابرات التركية الرواتب الشهرية المخصصة للمرتزقة، على غرار ما حدث مع المجندين السابقين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا.

تتلقى الدفعة الحالية في النيجر راتبا شهريا قدره 40.000 ليرة تركية (حوالي 1250 دولارا)، بينما كان الراتب المتفق عليه 1500 دولار.

التعتيم الإعلامي 

تحاول تركيا و "الجيش الوطني" الحفاظ على التعتيم الإعلامي فيما يتعلق بعملياتهما في النيجر، خوفًا من ردود الفعل الدولية والسورية.

وعلى غرار تدخلهم في ليبيا ومنطقة ناجورنو كاراباك في أذريبيجان، تستفيد تركيا من وضع العديد من الشباب الذين يعيشون داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها وتدهور الظروف المعيشية، لا سيما بين النازحين في المخيمات، حيث يتم تجنيدهم وتحويلهم إلى مرتزقة لخدمة المصالح التركية خارج حدود سوريا.

ماذا يحدث في النيجر؟

منذ الانقلاب العسكري في النيجر في يوليو 2023، شهد المشهد الجيوسياسي في المنطقة تغييرات كبيرة، حيث كانت النيجر التي كانت تستضيف في السابق قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية، تعتبر شريكًا حاسمًا في مكافحة "الإرهاب" في منطقة الساحل.

ومع ذلك، في أعقاب الانقلاب والانقلابات اللاحقة في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، تشير مراكز الأبحاث الغربية والتطورات على الأرض إلى أن روسيا انتهزت الفرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وتنشر روسيا قوات مجموعة فاغنر في الدول المتضررة من الانقلابات، وكانت النيجر أحدث متلقي لها.
في أبريل، وصل مدربون عسكريون روس إلى النيجر على متن طائرة تحمل معدات عسكرية، كما ذكرت قناة "آر تي في" المحلية، ويأتي هذا التطور في أعقاب اتفاق بين المجلس العسكري في النيجر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون.
إلى جانب روسيا، أبدت دول أخرى، بما في ذلك تركيا والصين وإيران، اهتمامًا بالنيجر بعد الانقلاب، وفقا لتقارير من الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال".
وفي حين وقعت تركيا اتفاقات مع النيجر، فإن أيا منها لا ينطوي على نشر جنود أو إنشاء قواعد عسكرية. وتثير التقارير الأخيرة الصادرة عن "المرصد السوري"، والتي تشير إلى وجود مرتزقة سوريين في النيجر، تساؤلات حول غرضهم والمهام الموكلة إليهم، حيث لا يزال ذلك غير واضح حتى الآن، وفق الصحيفة الأمريكية.

search