السبت، 05 أكتوبر 2024

10:42 ص

منظمة دولية: إسرائيل تستهدف عمال الإغاثة في غزة

موظف من الأمم المتحدة يتفقد مركبة "وورلد سنترال كيتشن" مطلع إبريل الماضي

موظف من الأمم المتحدة يتفقد مركبة "وورلد سنترال كيتشن" مطلع إبريل الماضي

روان رضا

A A

استهدفت القوات الإسرائيلية قوافل وبنايات عمّال الإغاثة في غزة في ثماني مناسبات على الأقل منذ أكتوبر 2023، رغم تقديم منظمات الإغاثة إحداثياتها إلى السلطات الإسرائيلية للحماية، وفقًا لتقرير صادر عن “هيومن رايتس ووتش”.

وأسفرت الضربات، التي وقعت دون تحذيرات مسبقة، عن مقتل أو إصابة ما لا يقل عن 31 من عمّال الإغاثة والأفراد المرافقين لهم، كما ذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها مطلع الشهر الجاري أن أكثر من 250 عامل إغاثة قتلوا في غزة منذ عملية “طوفان الأقصى”.

لا تحذيرات منسقة

وأدى هجوم واحد في 18 يناير الماضي إلى إصابة ثلاثة أشخاص يقيمون في بيت ضيافة مشترك تابع لمنظمتين إغاثيتين.

وأكد محققو الأمم المتحدة، الذين زاروا الموقع بعد الهجوم، أن ذخيرة أمريكية الصنع، على الأرجح سلمتها طائرة “إف-16”، تسبّبت في الضرر.

وتكشف هذه الحوادث عشوائية قوات الاحتلال في القصف والاستهداف وخللًا في نظام عدم الاشتباك الذي يهدف إلى حماية عمال الإغاثة وضمان التسليم الآمن للمساعدات الإنسانية في غزة.

استهداف سيارة “وورلد سنترال كيتشن” مطلع إبريل الماضي

الغضب الدولي واستمرار الهجمات

وأدان المدير المساعد لـ"هيومن رايتس ووتش" الدولية (مقرها نيويورك)، بلكيس ويلي، مقتل سبعة من عمال الإغاثة من المطبخ المركزي العالمي، مؤكدًا أن مثل هذه الهجمات وقعت مرارًا وتكرارًا.

ويؤكد التقرير أن الهجوم على "وورلد سنترال كيتشن" (منظمة المطبخ المركزي العالمي) في مطلع أبريل الماضي، لم يكن حادثًا منعزلًا، لكنه جزء من نمط أوسع من الهجمات على منظمات الإغاثة على الرغم من توفير إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي للسلطات الإسرائيلية.

قائمة الهجمات

ويفصل التقرير ثماني هجمات على منظمات الإغاثة ووكالات الأمم المتحدة، وتشمل هذه الحوادث هجمات على منظمة "أطباء بلا حدود"، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ولجنة الإنقاذ الدولية، والمعونة الطبية للفلسطينيين، ومنظمات أخرى، وكان لهذه الهجمات تأثير مخيف على الجهود الإنسانية في غزة.

تصاعد الأزمة الإنسانية

وأفادت الأمم المتحدة أن 254 من عمال الإغاثة قتلوا في غزة منذ عملية طوفان الأقصى، ووقع 190 شهيدًا من موظفي الأونروا.

وسلّط التقرير الضوء على أن قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدفت أيضًا المدنيين الذين يجمعون المساعدات وقتلتهم، والذي أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.

ويؤدي إغلاق معبر رفح من قبل الاحتلال إلى زيادة تقييد قدرة عمال الإغاثة على دخول غزة أو مغادرتها، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

استهداف سيارة  محملة بالغذاء تابعة لـ"أونروا"

انتهاك القانون الدولي

واتهمت “هيومن رايتس ووتش” السلطات الإسرائيلية باستخدام "التجويع" كإحدى وسائل الحرب في غزة من خلال عرقلة إيصال الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الماء والغذاء والوقود.

وتثير هذه الإجراءات، إلى جانب الهجمات على منظمات الإغاثة، مخاوف كبيرة بشأن امتثال إسرائيل للقانون الدولي الإنساني، ويدعو التقرير إلى إجراء تحقيقات شفافة في الهجمات ويحث على التعاون مع تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المزعومة.

الاستجابة الدولية والمساءلة

وتدعو المنظمة حلفاء دولة الاحتلال، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة بسبب الانتهاكات المنهجية لقوانين الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين.

ويوصي التقرير أيضًا بإجراء مراجعة مستقلة لعملية عدم الاشتباك الإنساني وتحث المنظمة سلطات الاحتلال على السماح لخبراء دوليين معترف بهم بالتحقيق.

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن الحكومات التي تزود إسرائيل بالأسلحة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب، وينبغي أن تضغط من أجل وضع حد للانتهاكات وتسهيل المساعدات الإنسانية في غزة.

إجراءات فورية

وتطالب المنظمة الحقوقية غير الحكومية بوقف فوري للهجمات على منظمات الإغاثة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة. وتشدد عبر تقريرها على الحاجة الملحة إلى معالجة الحالة الإنسانية المتردية في غزة، كما يشدد على أهمية ضمان توفير الدعم والخدمات الأساسية وفقًا للقانون الدولي والأوامر الصادرة مؤخرًا عن محكمة العدل الدولية.

search