الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:20 م

منافسة شرسة.. هل يطيح "فلسطين كولا" بعملاقي المشروبات الغازية؟

المشروب الفلسطيني "فلسطين كولا"

المشروب الفلسطيني "فلسطين كولا"

أحمد سعد قاسم

A A

شهدت شركة المشروبات الفلسطينية السويدية المزدهرة، فلسطين للمشروبات، ارتفاعًا كبيرًا في شعبيتها حيث يختار المستهلكون في جميع أنحاء العالم بدائل لعملاقي الصناعة كوكا كولا وبيبسي، مشيرين إلى مخاوف بشأن علاقة مزعومة مع إسرائيل.

كشفت الشركة لصحيفة The National أنها تكافح من أجل تلبية الطلب المتصاعد، خاصة وأن العديد من المطاعم في جميع أنحاء أوروبا تختار عدم تخزين المشروبات من الشركات الرائدة في السوق المملوكة لأمريكا. وفي غضون أقل من شهرين بقليل، ارتفعت المبيعات إلى ما يقرب من أربعة ملايين علبة.

وبدأ الإخوة حسين ومحمد وأحمد حسون، وهم رواد أعمال من أصل فلسطيني ويقيمون في مالمو، في هذا المشروع منذ ستة أشهر في مهمة تتمثل في تقديم بديل للوجود المهيمن لبيبسي وكوكا كولا.

وسرعان ما اكتسبت علامتهم التجارية قوة جذب على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اجتذبت ملايين المشاهدات واستحوذت على اهتمام الشركات العالمية الحريصة على عرض منتج الكولا الخاص بها.

تتميز العلب المميزة في عرضها برموز تستحضر تاريخ فلسطين، بما في ذلك أغصان الزيتون وتصميمات مستوحاة من الكوفية الفلسطينية، مع شعار "الحرية للجميع" الذي يؤكد التزام المؤسسين بالحرية العالمية بغض النظر عن العرق أو الدين.

يسعى الإخوة الثلاثة إلى تحقيق هدف مزدوج: رفع مستوى الوعي حول فلسطين ودعم المبادرات الخيرية التي تساعد الأفراد المتضررين من الصراع في غزة والاضطرابات في الضفة الغربية.

وقد عبّر حسين حسون عن رؤيته وشقيقيه الخيرية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، قائلًا: "لقد وضعنا خطة تهدف إلى مساعدة إخواننا الفلسطينيين، مع التركيز بشكل خاص على أطفال غزة".

وتشمل مبادرتهم إنشاء مؤسسة صفد في السويد، والتي سميت على اسم المدينة التي اضطرت عائلتهم إلى الفرار منها في عام 1948 خلال الاضطرابات في فلسطين. وتهدف المؤسسة، بالتعاون مع الشركة الأم لشركة فلسطين للمشروبات، صفد للأغذية، إلى توحيد الأموال التي يتم جمعها من خلال قطاع المشروبات لتخصيصها لمشاريع في فلسطين.

تمثل شركة فلسطين للمشروبات المشروع الأول للإخوة في قطاع المشروبات، مدفوعًا بالرغبة في مشروع مربح وتحقيق فجوة في السوق لبدائل العلامات التجارية الكبرى.

وشدد السيد كسواني، مدير الاتصالات في صفد فود، على النهج الاستباقي الذي يتبعه حسين حسون في تحديد السوق المتخصصة: "لقد ذهب لرؤية المطاعم والمتاجر ورأى الكثير من الأماكن التي ليس لديها أي بدائل للعلامات التجارية الكبرى، بيبسي وكوكاكولا."

ويأتي الارتفاع الكبير في مبيعات المشروبات الفلسطينية وسط اتجاه عالمي لمقاطعة المستهلكين التي تستهدف الشركات التي يُنظر إليها على أنها تشارك في علاقات تجارية مع إسرائيل. وقد اكتسبت الحركة زخما، خاصة منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر الماضي، حيث شهدت العلامات التجارية المحلية رعاية متزايدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

انتقدت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) شركة كوكا كولا لتشغيلها مصنعًا في مستوطنة عطروت الإسرائيلية غير القانونية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة. وبالمثل، واجهت شركة بيبسي ردود فعل عنيفة بعد استحواذها على شركة SodaStream، وهي شركة تصنيع المشروبات الغازية ومقرها إسرائيل، مما أثار دعوات للمقاطعة في عام 2018.

على الرغم من النجاح الأخير الذي حققته شركة المشروبات الفلسطينية، إلا أنها تواجه منافسة شديدة وشرسة من عمالقة الصناعة مثل كوكاكولا وبيبسي، اللذين يهيمنان بشكل جماعي على السوق العالمية بمليارات الحصص التي تباع يوميًا.

يمتد الاهتمام بالمشروبات الفلسطينية إلى ما هو أبعد من الحدود الأوروبية، حيث أبدت أكثر من 100 شركة اهتمامها بأن تصبح موزعين في مختلف القارات، بما في ذلك أمريكا الشمالية وآسيا وأستراليا.

في حين أن رحلة فلسطين للمشروبات نحو التوسع العالمي جارية، إلا أن التحديات لا تزال قائمة في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث تؤدي العقبات التنظيمية واللوجستية إلى تعقيد عملية التوزيع. ومع ذلك، تظل الشركة ثابتة في التزامها بتأسيس حضور محلي في الأسواق الرئيسية لضمان النمو والتأثير المستدامين.

وبينما تستمر شركة المشروبات الفلسطينية في إحداث ضجة على مستوى العالم، فإن أصلها الشعبي وروحها الخيرية يتردد صداها بعمق لدى المستهلكين الذين يبحثون عن طرق ذات معنى لدعم القضايا والمجتمعات الفلسطينية، مما يمثل تحولًا كبيرًا في مشهد صناعة المشروبات.

search