السبت، 06 يوليو 2024

07:42 م

يوسف زيدان: حوار الأديان شيء فارغ.. و"حراس التناحة" يعرقلون "تكوين"

الكاتب والروائي يوسف زيدان

الكاتب والروائي يوسف زيدان

جاسم حسن

A A
سفاح التجمع

قال الكاتب والروائي يوسف زيدان، إن "تكوين" مبادرة ثقافية تسعى لإحياء مشروع بدأه رواد الفكر المصري والعربي، مشيرًا إلى فكرة إنشاء المؤسسة بدأت منذ نحو 200 عام، حيث كانت محاولة لتحديث المجتمع تشبه جهود رفاعة الطهطاوي وطه حسين ونجيب محفوظ السابقة.

خلال حواره مع الإعلامي خالد أبو بكر، ببرنامج "كل يوم" المذاع على قناة "ON"، أكد زيدان أن "تكوين" ترتكز على التثقيف العام في مجالات التاريخ والفن والفلسفة والمنطق، بهدف تنمية الفكر والثقافة بعيدًا عن القضايا الدينية، وأشار إلى أن المؤسسة يشارك في إدارتها 6 أفراد من مصر وبلدان عربية أخرى.

وانتقد الكاتب بشدة الهجوم الذي تعرضت له "تكوين"، على الرغم من أنها لم تتناول أي قضايا دينية، مؤكدًا أن هدفها الأساسي هو إرساء التسامح ونبذ التعصب وبناء العقول.

التثقيف العام ضرورة ملحة

وانتقد زيدان بشدة انشغال البعض بقضايا سطحية وخلافية، في حين أن المجتمعات العربية تعاني مشاكل حقيقية تتطلب حلولًا عقلانية ومنطقية، قائلًا "نحن في مجتمعات تتساقط وأوضاعها متردية، فهل يكون شاغلنا قضايا شرب بول البعير وإرضاع الكبير ونكاح السمينة؟"، داعيًا إلى تجاوز "مظاهر التخلف" والتركيز على بناء المفاهيم وتنمية الفكر النقدي.

وأكمل: "لابد من التحدث بالعقل والمنطق من خلال النزعات النقدية المنطقية وإعادة بناء المفاهيم، لو هنبني تاريخنا على الأوهام هنخبط في حيطة".

وأشار زيدان إلى أن هدف "تكوين" هو تنمية الفكر والثقافة العامة، كحل بديل لتردي مستوى التعليم الذي تعانيه مجتمعاتنا منذ عقود، من خلال نشر التسامح والتفكير النقدي.

وأكد الكاتب والروائي يوسف زيدان، أن مؤسسة "تكوين" التي أسسها مؤخرًا هي مبادرة ثقافية علنية تسعى لإرساء التسامح والحوار بين مختلف الأطياف في المجتمع المصري.

وأوضح زيدان أن جلسات المؤسسة هي علنية تضم شخصيات ليبرالية من مختلف الأديان والطوائف، وأنها لن تتطرق إلى الدين أو التدين في الوقت الحالي، وأنها ستركز على القضايا المعرفية والمنطقية.

هدف “تكوين”

وأشار زيدان إلى أن هدف تكوين هو تحريك الراكد الثقافي في المنطقة العربية عبر التثقيف العام وتعزيز التعاون المشترك بين الناس. وقد تشكل مجلس أمناء المؤسسة من 6 أعضاء، 3 مصريين و3 عرب، يقيم كل منهم في موطنه الأصلي.

وفي معرض تعليقه على الانتقادات التي وجهت إلى المؤسسة، أكد زيدان أن جلسات تكوين علنية ولا يوجد فيها أي أمور سرية، وأن الدولة على دراية بما يجري.

خلافات مع عيسى سببها العلمانية

وأشار إلى أن المؤسسة لا تتطرق إلى الدين أو التفسير الديني من أولوياتها، باعتبار أن الدين هو علاقة بين العبد وربه.

وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات بين أعضاء المؤسسة، إلا أن زيدان أكد أن المتفق عليه بينهم أكبر من الخلافات، وأنهم سيتجاهلون الهجمات التي تتعرض لها المؤسسة باعتبارها مبادرة ثقافية هامة.

وتابع: "لدي خلافات مع إبراهيم عيسى بسبب العلمانية، وهناك خلافات أيضًا مع إسلام البحيري  وانزعجت بسبب هجومه على الإمام البخاري وزأحمد ابن حنبل، وقلت ذلك في وقته، ولم يعجبني".

سبب رفضه للمناظرات الدينية

وأكد زيدان أن "تكوين" لا تتدخل في الشؤون الدينية، وأنها تركز على تنمية الفكر في مناحي ثقافية بحتة، مشيرًا إلى أنه فوجئ بالحملة الشرسة التي تعرضت لها المؤسسة، والتي يعتبرها جزءًا من محاولات "حراس التناحة" لعرقلة أي تغيير إيجابي.

أكد زيدان رفضه للمناظرات الدينية، معتبرًا أنها لا تؤدي إلى نتائج إيجابية، بل قد تزيد من حدة الخلافات، مشددًا على أن "تكوين" تهدف إلى إرساء التسامح ونبذ التعصب، وأنها لن تناقش الأمور الدينية إطلاقًا.

وقال زيدان: "فكرة المناظرة لا عملتها قبل كدا، ولا أحب حد يعملها، وأكيد شوفنا النتيجة.. حيث إن المناظرة هي من أودت بحياة فرج فودة"، مضيفًا: "حوار الأديان شيء فارغ ولا يؤدي لنتائج".

وقال إنه يراهن بقوة على نجاح فكرة تكوين، مشيرًا إلى أنها قد تواجه بعض الصعوبات، ولكن هي تجديد الفكر في تجديد المناحي، وليس بينها تجديد الفكر الديني نهائيًا.

search