الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:29 م

كشفناه قبلكم.. زاهي حواس يفاجئ القائمين على دراسة "نيل الأهرامات"

زاهي حواس

زاهي حواس

جهاد سداح

A A

أكد عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، والدكتور مارك لينر، عالم الآثار، أن ما جاء في دراسة حديثة حول اكتشاف فرع لنهر النيل بجانب الأهرامات ليس جديدا.    

وكانت مجلة "نيتشر العلمية"، نشرت دراسة حول اكتشاف مجرى نهري قديم لنهر النيل تحت الصحراء، بالقرب من الأهرامات تحت الأرض.

هذه الدراسة الأولى من نوعها تقدم خريطة للنهر الجاف المفقود وتفسر الوضع الهيدرولوجي القديم للمنطقة، مما يلقي الضوء على كيف ساعد هذا المجرى وغيره من الروافد في نقل مواد البناء الثقيلة لبناء الأهرامات.

الباحثون أخطأوا

إلا أن زاهي حواس قلل في بيان من أهمية الدراسة، قائلا إن الباحثين أخطأوا، حينما ذكروا أنه لم يتم تقديم تفسير مقنع حتى الآن لسبب تركيز هذه الأهرامات في هذه المنطقة المحددة، مضيفا أن أي طالب مبتدئ في علم المصريات يعلم أن أهرامات الدولة القديمة والوسطى تنتمي إلى مقابر غرب منف، العاصمة التقليدية لمصر، وأن الغرب كان اتجاه الموتى.

ولفت إلى أن علماء المصريات اقترحوا لأكثر من قرن أن فرعًا غربيًا من النيل أو قناة على طول مسار قناة اللبيني أتاح الوصول إلى الأهرامات، موضحا أنه قبل 53 عامًا، طور عالم المصريات الفرنسي جورج جوين فكرة فرع غربي من النيل أو قناة تربط الأهرامات ومعابدها الوادي، وعرف هذا الفرع ببحر اللبيني (جوين 1971).

تحقيق أكثر من قرن

وأضاف زاهي حواس: "حقق علماء المصريات لأكثر من قرن، في فرضية وجود موانئ في نهاية طرق الأهرامات، أمام معابد الوادي، في خلجان طبيعية، مثل خليج أبو صير، وفي أفواه الأودية، مثل حوض خنتكاوس في فم الوادي المركزي في الجيزة، أو حتى أبعد غربًا، مثل الحوض في الوادي الجنوبي في دهشور"، مشيرا إلى أن علماء المصريات ناقشوا فكرة أن هذه الأحواض يمكن أن تستقبل مياه النيل، على الأقل خلال فترة الفيضان.

وتابع حواس: “قمنا في الجيزة لسنوات بدراسة موضوع الفرع الغربي لنهر النيل على طول مسار اللبيني، وكيف كان يغذي موانئ أهرامات الجيزة، ولقد وجدنا ونشرنا حدودًا ومعالم عن موانئ خوفو وخفرع ومنكاورع، لم تُذكر منشوراتنا نهائيًا في هذا البحث”.

وأوضح أن مؤلفي الدراسة تجاهلوا اكتشاف بردية وادي الجرف في عام 2013 التي تتضمن، بين وثائق أخرى، يوميات رجل يُدعى “مرر” قاد فريقاً لنقل الحجر الجيري بالقارب من المحاجر الشرقية في طرة إلى الجيزة لبناء هرم خوفو، مضيفا أن مكتشف البردية، بيير تاليت، أشار إلى اللبيني كعلامة على فرع غربي لنهر النيل، والمسارات الجنوبية التي سلكها “مرر” ورجاله إلى الجيزة.

الباحثون أغفلوا معلومات مهمة

وأردف: الباحثون أغفلوا تمامًا هذه المعلومات الجديدة الهامة، ففي عام 1995، عملنا مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك لإعادة بناء فرع غربي لنهر النيل على مسار اللبيني عن طريق رقمنة خرائط محددة بمقياس 1:5.000 أنتجتها وزارة الإسكان والإعمار، وأنتجنا عرضًا ملونًا معاد بناؤه لفرع النيل الغربي وهو عمليًا نفس الشكل 7 في بحث غنيم وآخرين 2024، متابعا: “كما أنشأنا نموذجًا مصغّرًا للحوض العميق الذي يميز بقايا قناة النيل الغربية على طول اللبيني، وتم نشر الاكتشاف الرئيسي لغنيم وآخرين 2024 بالفعل في ناشيونال جيوغرافيك قبل تسعة وعشرين عامًا وتحديدا في يناير 1995، الصفحة 22”.

واختتم البيان: "يبدو أن المؤلفين إما غير مدركين للنقاشات والأبحاث المنشورة بالكامل حول موضوعهم، أو يتجاهلون إلى أي مدى تم مناقشة اقتراحهم في الأعمال الأكاديمية لكي يقدموا نتائجهم كاكتشاف جديد".

يشار إلى أن الدراسة الحديثة، أجراها، إيمان غنيم، وتيموثي رالف، وسوزان أونستين، ورغدة البيهادي، وجاد القاضي، عمرو  فاحل، ومحفوظ حافظ، ومجدي عطية، ومحمد إبراهيم، وأشرف خزيّم ومحمد فتحي. 

وأظهرت الدراسة أن طول النهر الجاف يبلغ 64 كيلومترًا، وعمقه بين 2 إلى 8 أمتار، وبوجود هذا النهر الجاف، فسرّ الباحثون سبب بناء أكثر من 30 هرما قبل 4700 عام.

search