السبت، 06 يوليو 2024

08:32 م

جنود أوكرانيا "حشرات محاصرة" في هجوم كيماوي روسي.. ما القصة؟

جندي أوكراني في ساحة المعركة

جندي أوكراني في ساحة المعركة

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

ادعت صحيفة “وول ستريت جورنال" الأمريكية أن روسيا تستخدم أسلحة كيميائية في حربها على أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن أوليكسي بوزكو، وهو طبيب متطوع في أوكرانيا، أن روسيا تستخدم "الكلوروبيكرين"، وهو مادة كيميائية مهيجة محظورة، بالقرب من مدينة “أفدييفكا” الشرقية بناءً على الأعراض التي أبلغ عنها الأفراد المصابون.

هجوم روسي مكثف

يعد الحادث جزءًا من اتجاه متزايد لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات الروسية، كما أشار المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون والمسعفون والجنود والباحثون الدوليون. 

وتتزامن هذه التصرفات مع الهجوم الروسي المكثف للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية بما يتجاوز 20% الحالية الخاضعة لسيطرتها. وفق الصحيفة ذاتها.

وبعد صد أوكرانيا للهجمات الروسية الأولية في عام 2022، تطور الصراع إلى صراع طويل الأمد، إذ يسعى الجانبان إلى تحقيق مكاسب تكتيكية. وقد استفادت روسيا من نقص الأسلحة والقوى العاملة في أوكرانيا من خلال التقدم على عدة جبهات واستخدام القنابل الجوية الموجهة، كما أن استخدام الغازات السامة يعيق القدرات الدفاعية للقوات الأوكرانية، ما يجبرها في كثير من الأحيان على التخلي عن مواقعها.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الكيانات الروسية المشاركة في إنتاج وتوريد الأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الكلوروبيكرين، إذ تم استخدام هذه المادة الكيميائية، التي تستخدم أحيانًا في المبيدات الحشرية، كسلاح خلال الحرب العالمية الأولى، ويُحظر استخدامها في ساحة المعركة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، التي وقعت عليها روسيا.

نفي روسي

وعلى الرغم من هذه الادعاءات، نفى المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، هذه الاتهامات ووصفها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، مؤكدا التزام روسيا بالقانون الدولي، ولم يستجب الكرملين ووزارة الدفاع الروسية لطلبات التعليق.

وأوضح دان كاسزيتا، خبير الأسلحة الكيميائية، أن الكلوروبيكرين، على الرغم من أنه سام ومهيج، فقد تفوقت عليه العوامل الحديثة مثل الغازات المسيلة للدموع CN وCS، المحظورة أيضًا.

ومنذ فبراير 2023، تتعقب القوات الأوكرانية استخدام الأسلحة الكيميائية، وتبلغ عن زيادة مطردة في الحوادث، واعتبارًا من 3 مايو، كان هناك 1891 هجومًا مؤكدًا، منها 444 وقعت في أبريل وحده، أي بزيادة قدرها 71 حادثة عن الشهر السابق، ومن المحتمل أن تكون هذه الأرقام غير كاملة بسبب التحديات في جمع العينات وإجراء مقابلات مع الجنود وسط القتال المستمر.

قريبة من الأرض

ونظرًا لأن الكلوروبيكرين والغازات الأخرى التي تحتوي على الكلور أثقل من الهواء، فإنها تظل قريبة من الأرض، ما يجعلها خطيرة بشكل خاص في الخنادق والمخابئ، ولا تستطيع الرياح تشتيت الغاز بسهولة، حيث يمكن إعادة تنشيطه من الأرض، ما يشكل تهديدًا دائمًا للجنود الذين ليس لديهم أقنعة غاز.

وسبق أن اتهم الغرب روسيا باستخدام الأسلحة الكيميائية، كما حدث في تسميم جاسوس روسي سابق في المملكة المتحدة، وفي أوكرانيا، نشر اللواء 810 الروسي نشرًا حول استخدام قنابل الغاز على تيليجرام، وهي رسالة تم حذفها لاحقًا ولكن تم تأكيدها بأدلة فيديو.

وروى “ستانيسلاف هوروجييف”، وهو مسعف قتالي في لواء الأغراض الخاصة الثاني عشر “آزوف”، حادثة وقعت في أغسطس الماضي حيث تم إطلاق قذيفة هاون مملوءة بالغاز على موقعه خلال مناورة سرية، وعلى الرغم من أن قذيفة الهاون أخطأت المخبأ، إلا أنه تم الشعور بالآثار: صعوبة في التنفس، وحرق الجلد، والعيون الدامعة، وقد جعل الغاز الدفاع صعبا، خاصة بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم أقنعة واقية من الغاز، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال هوروجييف، "عندما تكون في هذا الموقف، تشعر وكأنك حشرة محاصرة، ويتم التخلص منك".

search