الأربعاء، 07 أغسطس 2024

11:19 م

سر غامض يكشف قدرة خارقة لدى بعض الطيور.. (دراسة حديثة)

طيور الغرابيات

طيور الغرابيات

أظهرت دراسة حديثة اشتراك بعض أنواع الطيور مع البشر في "الذاكرة العرضية"، وهي عبارة عن ذاكرة ترتبط بها الأوقات والأماكن والعواطف، بجانب التجارب الشخصية السابقة التي وقعت في زمان ومكان معينين.

الذاكرة العرضية والدلالية

 المؤلف الأول للدراسة "جيمس ديفيز"، من جامعة "كامبلايدج البريطانية"، أشار إلى وجود اختلاف بين الذاكرة العرضية والذاكرة الدلالية، موضحًا أن الدلالية هي عملية استرجاع المعلومات الواقعية.

والذاكرة الدلالية هي عبارة عن شبكة من المعرفة والمعلومات التي تمثل الحقائق، الأفكار، المعاني، المفاهيم، وتُكتسب على مدار الحياة.

أما بالنسبة للذاكرة العرضية فتحتوي على معلومات فقط مثل، ما هي القطط، فيما تحتوي الدلالية على ذاكرة محددة حول اللعب مع قط معين مثلًا.

طيور الغرابيات تشتهر بالذكاء

أجرى العلماء تجارب مبتكرة للتعمق أكثر وفهم قدرة الحيوانات على تذكر الأحداث السابقة، ومن خلال تلك التجارب توصلوا إلى وجود ما يسمى بـ “الذاكرة العرضية” لدى كائنات متنوعة منها الحمام والكلاب.

ومن ضمن أنواع الطيور التي أُجريت عليها الدراسة ما تُسمى بـ"الغرابيات" والتي من فصيلتها "القيق الأوراسي"، وتبين لهم أنها تشتهر بالذكاء، حيث أشارت دراسات سابقة إلى أن هذا النوع من الطيور يمتلك ذاكرة عرضية تساعده في العثور على الطعام الذي يخفيه.

طيور الغرابيات تشتهر بالذكاء

اختبار الذاكرة العرضية

عمل  الباحثون اختبارا على الطيور، من خلال تدريبها للعثور على الطعام المخبأ تحت مجموعة من الأكواب، وذلك  للتوصل إلى ما إذا كانت طيور "القيق الأوراسي" قادر على السفر العقلي عبر الزمن أما لا.

ووضع مؤلف الدراسة 4 أكواب في صف واحد حمراء اللون ومتطابقة، وسمح للطيور بمراقبته وهو يضع قطعة من الطعام تحت أحد الأكواب، والطيور عليها أن تتذكر الكوب الذي تم إخفاء الطعام تحته.

وفي الخطوة التالية أجرى تغييرات بسيطة على مظهر الأكواب، كإضافة ملصقات أو خيوط ملونة، مع حرصه على إخفاء الطعام مرة أخرى تحت الكوب نفسه.

كانت مثل هذه المعلومات من الخيوط والملصقات في البداية غير هامة، بالنسبة للطائر الذي يبحث عن طعام،  لكن أصبحت تلك التفاصيل الصغيرة الخاصة بزخرفة الكوب تمثل أهمية بشكل غير متوقع في المرحلة الأخيرة من التجربة.

وبعد استراحة استغرقت عشر دقائق، استطاعت الطيور تذكر الكوب الذي أُخفي الطعام تحته، مع الأخذ في الاعتبار إزالة الطعام من الأكواب بعد الانتهاء من التجربة، وذلك للاستبعاد أن تجد الطيور الطعام عن طريق الرائحة فقط.

مرض الزهايمر والذاكرة العرضية

قال أستاذ العلوم النفسية والدماغ بجامعة “إنديانا بلومنغتون” الأميركية،  جوناثان كريستال، والذي لم يشارك في الدراسة "توفر هذه الدراسة دليلًا قويًا على الذاكرة العرضية لدى طائر القيق الأوراسي".

وأشار إلى أن مثل هذه الدراسات تهدف إلى تحديد قدرات الحيوانات على تكوين ذكريات عرضية مهمة جزئيًا، وذلك لدورها المحتمل في مجال أبحاث الذاكرة البشرية.

وأضاف "مرض الذاكرة الكبير هو مرض الزهايمر، وبما أن أدويته المخصصة للبشر تخضع دائمًا لاختبارات على الحيوانات، فمن المهم للعلماء أن يكونوا قادرين على التعمق في معرفة ما إذا كانت هذه الأدوية تؤثر بالفعل على نوع الذكريات التي يفقدها المرضى".

واختتم "لا يكفي تحسين الذاكرة فحسب، بل نحتاج إلى تحسين الذاكرة العرضية، والفهم الأفضل لكيفية اختبار الذاكرة العرضية في الحيوانات يمكن أن يساعد في جعل ذلك ممكنًا".

search