صاحب الصوت الملائكي.. وفاة قارئ العالم الإسلامي الشيخ العربي أحمد أبو رية

توفي صباح اليوم الأحد قارئ الإذاعة والتليفزيون المصري الشيخ العربي أحمد محمد أبو رية، عن عمر يناهز 75 عامًا بعد صراع مع المرض خلال إجراء عملية جراحية داخل مستشفى جامعة أسيوط.

وخيم الحزن على أهالي قرية شطورة بمحافظة سوهاج، وعلى القرى المجاورة فور سماعهم خبر وفاة الشيخ الملقب بمنارة العلم القرآني، وعميد مدرسة التلاوة القرآنية وقارئ العالم العربي.

وفاة قارئ العالم العربي

وقال الدكتور علي السيد عسكر أحد تلامذة العربي أبورية، الشيخ الراحل توفي اليوم داخل جامعة أسيوط خلال إجراء عملية جراحية ،مضيفًا "كان طيب القلب سليم الصدر تقيًا ونقيًا يختم القرآن الكريم في أشد مرضه أكثر من 10 مرات في الشهر .
وأضاف عسكر خلال تصريح لـ"تليجراف مصر" أن الشيخ الراحل ولد بقرية شطورة التابعة لمركز طهطا شمالي محافظة سوهاج عام 1947 وولده شيخ الطريقة الرفاعية السنية الصوفية، وعرف الراحل بنبوغه المبكر في حفظ القرآن الكريم وحفظه في سن العاشرة بأحد كتاتيب القرية من خلال التلقي والتلقين والكتابة على الألواح.

وأشار إلى أن الراحل قام بتدريس القرآن الكريم لعدد كبير من العلماء من بينهم وكيل الأزهر الأسبق عباس شومان، وبدأ تلاوتة للقرآن الكريم في المسابقات الدينية والجماهيرية في سن مبكرة، وكان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة، ويحب التلاوة للراحلان محمود علي البنا والشيخ مصطفى إسماعيل، ونظرا لحفظه المتقن أصبح عضوًا بارزًا في مقرأة كبار القراء بشطورة والتي كانت تعقد بمدرسة الشيخ  أحمد هدهد.

بطل أكتوبر 

ولفت عسكر إلي أن الراحل  نال شرف أداء الواجب الوطني حيث التحق للتجنيد بالجيش المصري وقضى سبعة أعوام به، نظرًا لظروف الحرب حيث شارك في انتصار حرب أكتوبر المجيد وتحرير تراب الوطن، وكان يحيي حفلات المولد النبوي واحتفالات القوات المسلحة والشرطة، حيث كان يتلو القرآن بصوت عذب بحضور كبار قادة الجيش والشرطة.

 ونال أبو رية إعجاب واستحسان وزير الحربية الأسبق الفريق محمد فوزي والذي كافأه بمبلغ عشرة جنيهات عام 1968، وكان على علاقة صداقة وطيدة بقائد الشرطة العسكرية اللواء أحمد لطفي شاكر، وبعد أن أنهى خدمته العسكريه أصر على إكمال مسيرته التعليمية فحصل على الشهادة الإعدادية والثانوية في وقت وجيز وعُين بالسلك الحكومي بمجلس مدينة طهطا.
ذاع صيت الشيخ أحمد أبورية داخل ربوع مصر فقد كان مطلبًا من الجاليات العربية والإسلامية خارجها، حيث سافر لإحياء الليالي الرمضانية والمناسبات والندوات للجاليات المصرية بالخارج مثل دول أمريكا الجنوبية وأوروبا والجزائر والبرازيل وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا ولوكسمبرج وفنزويلا وتم تكريمه من سلطات هذه الدول.

وتعاقد مع شركة الشروق للصوتيات والمرئيات، وسجل شرائط كاسيت تلاوات عذبة للقرآن الكريم، ساهم في نجاحها تفرده بمدرسة خاصة لتلاوة القرآن الكريم ترتيلًا وتجويدًا إضافة إلى صوته الملائكي الذي يجلو صدأ القلوب ويستدعي كل مشاعر الروحانيات. 

لم يغفل الشيخ الراحل عن دوره الديني والاجتماعي حيث عمل على إعمار بيوت الله فكان يؤم المصلين للصلاة بمسجد الشهيد بشطورة ويعلم جموع المصلين القراءة الصحيحة وكذلك صغار السن الذين لم ينالوا قسطًا من التعليم.