حقُّ المجتمعِ في المالِ.. موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة.. وزارة الأوقاف
فادية البمبي
أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم حول “الحقوقُ المتعلقةُ بالمالِ” في الإسلام.
وأكدت الوزارة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمنها عن 15 دقيقة، للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، وعلى الخطيب أن ينهي خطبته والناس في شوق إلى المزيد، خير من أن يطيل فيملوا.
وجوه الإنفاق
“الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، لا شكَّ أنَّ الإنفاقَ في وجوهِ الخيراتِ حقُّ المجتمعِ في المالِ، مِمَّا يعمقُ روحَ التكافلِ والتراحمِ والتعاونِ في المجتمعِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: “قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنْفِقُ يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ عَلَيْكَ”.
ومِن أهمِّ وأوسعِ وجوهِ الإنفاقِ سنةُ الأضحيةِ للتوسعةِ على الأهلِ والفقراءِ والمحتاجين، والتي تتحققُ بالأداءِ الفعلِي في الأماكنِ المخصصةِ لذلك، كما تتحققُ بالوكالةِ مِن خلالِ صكوكِ الأضاحِي، حيثُ يُعدُّ الصكُّ نوعًا مِن الإنابةِ في الأضحيةِ، مع مَا لذلكَ مِن فوائدَ جمةٍ.
جاء في نص خطبة الجمعة المنشور من قبل وزارة الأوقاف، عبر الصفحة الرسمية لوزير الأوقاف دكتور مختار جمعة، إنَّ المالَ قوامُ الحياةِ بهِ تنتظمُ معايشُ الناسِ وتستقيمُ حياتُهُم، وهو مِلْكٌ للهِ سبحانَهُ وحدَهُ، استخلفَ فيهِ الإنسانَ، وجعلَهُ أمانةً بينَ يديهِ اختبارًا لهُ وامتحانًا لصدقِ إيمانِهِ ويقينِهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: “آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ"، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةً خَضِرَةً، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَحْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ”.
حقوقًا لا بد أنْ تُؤدَّى
والمؤمنُ الحقُّ يدركُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ جعلَ في المالِ حقوقًا ينبغِي أنْ تُؤدَّى، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في صفاتِ المتقين: “وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ”، ويصفُ نبيُّنَا ﷺ أهلَ المنازلِ العاليةِ بقولِهِ: “عَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنازِلِ”.
فمِن هذه الحقوقِ زكاةُ المالِ، وهي ركنٌ عظيمٌ مِن أركانِ الإسلامِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: “خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ لسيدِنَا معاذِ بنِ جبلٍ حينَ بعثَهُ واليًا على اليمنِ (…. وأخْبِرُهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُوْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ).
ولعظمِ شأنِ الزكاةِ فقدْ قُرنتْ بالصلاةِ، فلا تُقبلُ صلاةٌ بغيرِ زكاةٍ، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ ابنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنهما): “ثلاثُ آياتٍ مقروناتٌ بثلاثٍ، ولا تُقبلُ واحدةٌ بغيرِ قرينتِهَا: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول” فمَن أطاعَ اللهَ ولم يُطعْ الرسولَ لم يُقبلْ منهُ، “وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ” فمَن صلَّى ولم يزكِّ لم يُقبلْ منهُ، “أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ” فمَن شكرَ اللهَ ولم يشكرْ لوالديهِ لم يُقبلْ منهُ”.
الصَّدَقَةَ تُطْفِي غَضَبَ الرَّبِّ
على أنَّ حقوقَ الفقراءِ والمساكينِ وذويِ الحاجاتِ في المالِ لا يقتصرُ على الزكاةِ المفروضةِ، وإنَّمَا يدخلُ فيهَا سائرُ الصدقاتِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانُ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشأمَ مِنْهُ فَلا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”، ويقولُ “صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ”: “إِنَّ الصَّدَقَةَ تُطْفِي غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ”.
وقد وعدَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) المنفقينَ في وجوهِ الخيراتِ بالأجرِ الجزيلِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: “مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: “مَا مِنْ يَوْمَ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”.

أخبار ذات صلة
توافد الآلاف لأداء صلاة عيد الفطر في مسجد الميناء الكبير بالغردقة
31 مارس 2025 06:20 ص
موعد صلاة عيد الفطر 2025 في محافظات مصر
30 مارس 2025 07:01 م
البابا تواضروس باكيا: الأنبا باخوميوس كان عمودا في الكنيسة القبطية
30 مارس 2025 05:42 م
البابا تواضروس يتقدم وداع الآلاف للأنبا باخوميوس في البحيرة (فيديو)
31 مارس 2025 01:03 ص
شيخ الأزهر يعزي البابا تواضروس في وفاة الأنبا باخوميوس
30 مارس 2025 10:53 م
"كنت نايم ساعة الرؤية".. إمام مسجد يثير الجدل بخطبة العيد المبكرة
30 مارس 2025 10:10 م
السيسي يهنئ منتخب مصر لسلاح السيف بتحقيق الميدالية الذهبية
30 مارس 2025 09:36 م
خبير علاقات دولية: الدور المصري سيظل حجر الزاوية في أي تسوية إقليمية
30 مارس 2025 09:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً