السبت، 05 أكتوبر 2024

05:02 م

ماذا يحدث للجسم إذا شربنا الكثير من الماء؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

البقاء رطبًا بشكل كافٍ أمر ضروري لصحتنا، إذ يلعب الماء دورًا حيويًا في إمداد خلايا المخ بالأكسجين، وإزالة السموم، ونقل العناصر الغذائية في الدم، وصحة القلب والأوعية الدموية، والحفاظ على ضغط دم صحي. 

بالإضافة إلى أنه يسهل عمليات التمثيل الغذائي في الكلى، وينظم درجة حرارة الجسم، ويعزز عملية الهضم ويحسن حركة المفاصل.

كما، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل الصداع النصفي والإمساك والسمنة وارتفاع ضغط الدم. 

لكن كن حذرًا، فنقص الترطيب ليس هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشكل خطورة. 

إن إجبار الجسم على شرب كمية من الماء أكثر مما يحتاجه يمكن أن يكون ضارًا جدًا بصحتنا.

ماذا يحدث لجسمنا إذا شربنا الكثير من الماء؟

وذكر خبراء لصحيفة لا راثون الإسبانية، أنه إذا تجاوز استهلاك الماء قدرة الكلى على معالجته، فقد تصبح الشوارد في الدم مخففة بشكل مفرط، يمكن أن يسبب هذا التخفيف سلسلة من المشاكل الصحية، والتي يمكن أن تختلف شدتها اعتمادًا على كمية الماء المتناولة.

وفي الحالات الأكثر اعتدالًا، قد يؤدي تناول الكثير من الماء إلى الشعور بالانفصال أو اللامبالاة. ومع ذلك، في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك المياه إلى حالة طبية تعرف باسم "نقص صوديوم الدم" أو "التسمم المائي".

تحدث هذه الحالة عندما تنخفض مستويات الصوديوم في الدم بشكل كبير. عندما يحدث انخفاض مفاجئ في مستويات الصوديوم، يمكن أن تؤدي إلى سلسلة من المضاعفات العصبية. 

يمكن أن تتراوح هذه المضاعفات من تورم الدماغ والنوبات إلى الغيبوبة وحتى الموت في الحالات القصوى. 

وعلى الرغم من أن هذه الحالة نادرة، إلا أنها يمكن أن تحدث عندما يستهلك الشخص كميات كبيرة من الماء ويبدأ في الشعور بالمرض، ولكن بدلاً من التوقف عن استهلاكه، يعزو انزعاجه إلى الجفاف ويستمر في الشرب.

وفي هذا السياق، من الضروري التساؤل عن كمية المياه الضرورية حقاً لاستهلاكنا اليومي ومتى تتجاوز هذه الكمية الحدود الآمنة:


ما هي كمية الماء التي تعتبر أكثر من اللازم؟

 

ووفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، ينصح باستهلاك ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً، ومع ذلك، فمن المهم أن نلاحظ اثنين من الفروق الدقيقة:

بداية، يجب أن نشير إلى أن الكمية المثالية من الماء التي يجب استهلاكها يوميًا يمكن أن تختلف بشكل كبير، اعتمادًا على عوامل مثل العمر أو الوزن أو الجنس أو مستوى النشاط البدني لكل فرد. 

على سبيل المثال، من المرجح أن يحتاج رجل يبلغ من العمر 50 عامًا ويزن 200 رطل ويتضمن روتينه اليومي رفع الأثقال إلى كمية أكبر من الماء مقارنة بطالب جامعي يبلغ من العمر 20 عامًا ونشاطه الرئيسي هو قضاء معظم اليوم في المكتبة. 

ثانياً، التوصية باستهلاك ما بين 1.5 إلى 2 لتر لا تعني - بالضرورة - شرب هذه الكمية من الماء مباشرة. 

تغطي هذه التوصية إجمالي كمية المياه التي نحصل عليها طوال اليوم، وهذا يشمل المياه الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة والمشروبات الأخرى التي نستهلكها. 

عندما نأكل سلطة أو شريحة لحم أو نشرب كوبًا من العصير، فإننا نتناول الماء أيضًا.

ولذلك فإن كمية الماء التي نتناولها مباشرة قد تكون أقل من الكمية الموصى بها يومياً وهي 1.5 إلى 2 لتر. 

لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكننا أن نعرف إذا كنا قد شربنا ما يقدر بلتر ونصف إلى لترين من الماء يومياً، إذا لم نتمكن من حساب كمية المياه التي نستهلكها من خلال الطعام الذي نتناوله بدقة؟

ما هي كمية الماء التي يجب أن نشربها يومياً؟ 

يقترح الدكتور جويل توبف ، طبيب أمراض الكلى وأستاذ الطب السريري المساعد بجامعة أوكلاند، قاعدة بسيطة للغاية وسهلة التذكر: "يجب أن نشرب عندما نشعر بالعطش". 

يتمتع جسمك بنظام تنظيم فعال للغاية وسيخبرك متى تحتاج إلى شرب الماء. 

ووفقا لهذا الخبير، فإن فكرة الحاجة إلى حسابات معقدة وجهد كبير للبقاء رطبا وتجنب عواقب الجفاف، في رأيه، لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.

من المهم بشكل خاص أن يولي كبار السن، الذين تتراوح أعمارهم بين 70 أو 80 عامًا، وكذلك أولئك الذين يعانون من حالات صحية معينة أو الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، اهتمامًا خاصًا بتناول السوائل يوميًا، لأن الشعور بالعطش قد ينخفض ​​مع تقدم العمر وبعض الظروف الصحية. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الناس، القاعدة بسيطة: اشرب عندما تشعر بالعطش ولا تقلق بشأن الكمية المحددة من الماء التي يجب أن تستهلكها يوميًا.

search