الأحد، 07 يوليو 2024

04:13 ص

هل لمصر "حق الانتفاع" من آثارها بالخارج؟.. خبير يجيب

آثار مصرية - أرشيفية

آثار مصرية - أرشيفية

محمد لطفي أبوعقيل

A A
سفاح التجمع

تشغل قضية الآثار المصرية الموجودة في الخارج بال الكثير من المصريين، حيث تُعتبر هذه الكنوز التراثية شاهدة على حضارة تمتد لآلاف السنين.

وتعود جذور هذا القضية إلى عقود ماضية، عندما غادرت آلاف القطع الأثرية مصر بطرق شرعية وأخرى غير شرعية، لتستقر في متاحف ومعارض حول العالم، ويُثير هذا الوضع جدلًا واسعًا بين المطالبات الوطنية بإعادة هذه الآثار.

نوعين من الأثار

ويقول في هذا الصدد خبير الآثار المصرية والأثري بوزارة السياحة والآثار، شريف شعبان، إن هناك نوعين من الآثار الموجودة في الخارج، منها التي في المتاحف العالمية وقد خرجت من مصر بشكل غير قانوني قبل عام 1974، ومنها بعد هذا التاريخ.

وأضاف شعبان في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن وزارة الآثار تحاول إعادتها مرة أخري، وبالفعل نجحنا  في إرجاع بعض الآثار التي خرجت بعد عام 1974، أما التي خرجت قبلها لا نستطيع إعادتها لأنها أصبحت ملكية للمتاحف العالمية وتخضع لقوانينها، وهم ينتفعون بها ولديهم السيادة عليها، وعلي سبيل المثال متحف اللوفر الفرنسي عندما أنشأ فرعًا في أبوظبي نقل الآثار المصرية التي لديه   لتعرض هناك، لافتًا إلى أن مصر لا تربح شيئًا من الفرعين.

جولات خارجية

وتابع أن هناك نوع آخر من الآثار الموجودة بالخارج وهي  المعارض الخارجية ، حيث تخرج الآثار الفرعونية لعرضها في جولات خارجية تستمر لأسابيع أو أشهر سواء في أوروبا أو أي بلد خارجي.

وأوضح أن مصر تربح من هذه الجولات بشكل كبير وقد بدأت منذ الستينيات، وآخر جولة خارجية قامت بها مصر هي  "توت عنخ أمون" التي امتدت لثلاثين ولاية أمريكية وحققت ما يقرب من نصف مليار جنيه، ما أنعش خزينة الدولة المصرية.

 وأشار خبير الآثار، إلى أن أي اكتشاف علمي يخص الآثار المصرية داخل مصر أو خارجها يعود علي مصر والعالم والتاريخ المصري القديم بفوائد علمية كبيرة جدًا.

غير مجري التاريخ

وأوضح الأثري، أن وزارة الآثار منذ عام تقريبًا نجحنا في إعادة اكتشاف مجموعة حلي الملكة "حتب حرس" والدة الملك خوفو عن طريق جامعات خارجية، حيث وجدت أن نسبة الفضة في الحلي عالية جدًا، رغم أن الفضة كانت نادرة في مصر وقتها.

وأشار إلى أن هذا الإكتشاف غير دراسات تاريخية كانت تقول إن مصر تستورد الفضة منذ وقت قريب حوالي عام 800 قبل الميلاد، إلا أن الدراسة الأخيرة أثبتت أننا نستعمل الفضة منذ أكثر من 3000 عام تقريبًا، لافتًا إلى أن أن هذا الاكتشاف قد غير مجرى التاريخ، مؤكداً أن مصر تستفيد والعالم يستفيد منها ونقوم بإعادة هيكلة للتاريخ عن طريق الأبحاث التي نقوم بها.

تحصيل الأموال من المتاحف

وعلق خبير الأثار والأثري بوزارة الآثار المصرية شريف شعبان، علي مقترح رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب أيمن أبو العلا، بتحصيل أموال من الدول الغربية التي تحتفظ بآثار مصرية في الخارج، قائلاً ليس هناك دولة ستدفع لك فيما ليس لك سلطة عليه، وأعتقد حتي إذا تم استدعاء وزير السياحة والآثار سيقول أننا لا نملك سلطة على المتاحف العالمية ولا نستطيع أن نطلب منهم الأموال.

إرجاعها أفضل

وتابع أنه إذا استطعنا أن نطلب منهم الأموال، فمن الأفضل أن نطالب بإرجاعها أفضل، قائلًا إن المقترح جيد ولكن مع الأسف لا يمكن العمل به، لأن الفكر الاستعماري يسيطر على المتاحف الأوروبية والأمريكية وقد استحوذوا على هذه الآثار شكل كبير جداً ومن الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن يعطونا شيئًا.

المتاحف العالمية

وأكد أن كل من يشاهد الآثار المصرية في المتاحف العالمية يصبح لديه الشغف في زيارة مصر، ونحن نعتبر هذه الآثار سفراء غير العادة لنا في الخارج، مضيفًا “صحيح أن هذا الأمر قد أضرنا ماديًا وادبيا ولكنه قام بدعاية جيدة  للسياحة المصرية”.

وكان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أيمن أبو العلا قد طالب بتحصيل أموال من الدول الغربية التي تحتفظ بآثار مصرية في الخارج خلال برنامج "كلمة أخيرة" المذاع على قناة "أون".

search