السبت، 06 يوليو 2024

08:51 م

العالم يخفف الأحمال.. تغير المناخ يدفع العديد من الدول لقطع الكهرباء

قطع الكهرباء

قطع الكهرباء

مصطفى العيسوي

A A
سفاح التجمع

أصبح التغيُّر المناخي أحد المتهمين في أزمة الكهرباء التي تسببت في “تخفيف الأحمال” بالعديد من دول العالم، ومن بينها مصر، خلال هذه الأيام، بسبب الارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة بالتزامن مع بدء فصل الصيف.

أزمة قطع الكهرباء امتدت إلى العديد من دول العالم، نتيجة ارتفاع درجات حرارة الطقس بشكل ملحوظ، بسبب التغيّرات المناخية، وهو مؤشر لوصولها إلى مستويات قياسية يمكن أن تتجاوز تلك التي تم تسجيلها في الصيف الماضي وجعلته الأكثر حرارة منذ 2000 عام.

رقم قياسي

وحذّرت دراسات علمية نُشِرت في مجلة “Scientific Reports”، من أن الصيف سيسجل رقمًا قياسيًا جديدًا، وأشارت إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 90% أن يسجّل الصيف الحالي رقمًا قياسيًا جديدًا في متوسط درجات الحرارة في العديد من مناطق العالم، نتيجة التغيّرات المناخية التي يشهدها العالم.

قطع التيار في عدة دول

ففي الكويت أدت الموجة الحارة إلى عجز محطات توليد الكهرباء عن تلبية الطلب المتزايد، وانقطاع التيار عن 34 منطقة سكنية في يوم واحد، بينما وصلت إلى 63 منطقة في ثلاثة أيام، خلال أوقات الذروة من 11 صباحًا حتى 5 مساءً لمدة تتراوح بين ساعة واثنتين، طبقًا لما أعلنته وزارة الكهرباء الكويتية.

والحال ذاتها في منطقة البلقان التي تحوّلت إلى ظلام تام بسبب قطع الكهرباء، نتيجة “الحرارة الشديدة”، وفقُا لشركة الطاقة الألبانية.

ومع تسجيل درجات الحرارة في بودجوريتشا، عاصمة الجبل الأسود 38 درجة، كشف مزوّد الكهرباء الرئيسي في البلاد إن التيار الكهربائي انقطع في معظم أنحاء الدولة الواقعة على البحر الأدرياتيكي.

من جانبه، أكد وزير الطاقة والمناجم في الجبل الأسود، ساسا مووفيتش، إن انقطاع التيار الكهربائي سببه موجة الحر، مشيرًا إلى أن هناك زيادة مفاجئة في الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وشملت أزمة قطع الكهرباء بسبب مساحات واسعة من المناطق الساحلية في جنوب دالماتيا في كرواتيا، إذ أكدت شركة الكهرباء الوطنية الكرواتية إن انقطاع إمدادات الكهرباء في أجزاء من كرواتيا كان بسبب الاضطرابات الدولية التي أثرت في عدة دول، وتكرّر الأمر في البوسنة وألبانيا.

وفي السياق، تعتزم الحكومة التونسية قطع الكهرباء في بعض المناطق خلال هذا الصيف لمدة تصل إلى نصف ساعة من أجل خلق توازن بين العرض والطلب، بسبب درجات الحرارة العالية، متوقعة أن تسجيل ذروة في استهلاك الكهرباء خلال الفصل قد تصل إلى 5200 ميجاوات.

الوضع في مصر

وفي مصر، تتبع الحكومة خطة لتخفيف الأحمال منذ صيف 2023، لمدة ساعتين يوميًا، لكنها قامت بزيادة قطع الكهرباء مرتين نتيجة الموجة الحارة شديدة الارتفاع، الأولى كانت في 3 يونيو الجاري، أما الفترة الثانية فكانت خلال الأسبوع الجاري، من أجل الحفاظ على الكفاءة التشغيلية لمحطات إنتاج الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية.

من جانبه، أكد الرئيس السابق لمرفق تنظيم الكهرباء، حافظ سلماوي، أن أي زيادة في درجات الحرارة فوق معدل الـ35 درجة يؤدي إلى رفع في معدل استهلاك الكهرباء بما يقارب 200 ميجاوات في الساعة الواحدة، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة خلال هذه الأيام أعلى من المعدلات الطبيعية.

وأوضح سلماوي، أن مصر تعتمد على الغاز الطبيعي والمازوت في توليد الطاقة الكهربايئة التي يذهب 40% منها إلى المنازل، مشيرًا إلى هناك أزمة منذ العام الماضي في إنتاج الغاز تسبّب في ضعف الإنتاج لمواجهة زيادة الأحمال التي تتسبب فيها موجات الحرارة.

إجراءات عاجلة

وتعتزم الحكومة اتخاذ إجراءات عاجلة لاستيراد وضخ شحنات وكميات إضافية من الغاز والمازوت، لتلبية الاستهلاك المتزايد في ظل استمرار الموجة الحارة المبكرة، التي تدفع المواطنين إلى تشغيل المكيفات وأجهزة التهوية، ما يزيد من الأحمال على شبكة الكهرباء.

وتسعى الحكومة لشراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال خلال فترة الصيف، لمواجهة ذروة الاستهلاك مع ارتفاع درجات الحرارة بآلية الدفع المؤجل، تصل مدتها إلى 6 أشهر، لتخفيف الضغوط المالية على الدولة، لكنه قد يشكل عبئًا إضافيًا على خزينة الدولة.

وتستهدف الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) شراء 17 شحنة من الغاز الطبيعي المسال للتسليم خلال هذا الصيف، وتضمنت مناقصة الشراء التي أغلقت في 26 يونيو الجاري، استلام 7 شحنات غاز في يوليو المقبل، و6 شحنات في أغسطس، و4 شحنات في سبتمبر، وقد تضطر لدفع علاوة سعرية تتراوح بين دولار ودولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

search