الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:10 م

انتخابات فرنسا المبكرة.. بداية تحولات سياسية عميقة في أوروبا

انتخابات فرنسا

انتخابات فرنسا

حبيبة وائل

A A

تشهد فرنسا اليوم، الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة، والتي تحمل في طياتها تأثيرات كبيرة على الساحة السياسية الأوروبية. 

وتثير هذه الانتخابات قلقًا واسعًا حول إمكانية تسريع التحول السياسي نحو اليمين وإضعاف الائتلاف الوسطي الحاكم في الاتحاد الأوروبي.

تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفائه بنسبة 36% من الأصوات، في حين يتأخر حزب الجبهة الشعبية الجديدة اليساري بنسبة 29%؛ يأتي تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي في المركز الثالث بنسبة 21%، ومن المتوقع أن تظل نتيجة الانتخابات غير واضحة حتى الجولة الثانية الأسبوع المقبل؛ وفق فرانس برس.

التحديات والتحالفات السياسية

في الانتخابات السابقة، كانت الجماهير تتوحد ضد اليمين المتطرف، لكن يبدو أن هذا لن يكون الحال هذه المرة بسبب تقدم التجمع الوطني بين الناخبين المحافظين، وكسر زعيم الجمهوريين، إريك سيوتي، التقاليد لدعم حزب التجمع الوطني، ما يشير إلى تغير كبير في المشهد السياسي الفرنسي.

جاءت دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لإجراء انتخابات مبكرة بعد هزيمته في انتخابات البرلمان الأوروبي. كانت مؤامرته تهدف إلى تقديم خيار صارخ بين حركته الوسطية واليمين المتطرف، ولكن يبدو أن هذه الخطة لم تؤت ثمارها، ظهر تحالف سريع من الأحزاب الاشتراكية والشيوعية والخضر كبديل رئيسي لليمين المتطرف.

“نزع الشيطنة”

تركزت استراتيجية مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف على "نزع الشيطنة" عن حزبها من خلال التخلي عن تصرفات والدها وتقديم جوردان بارديلا كمرشح الحزب لمنصب رئيس الوزراء، دون تغيير جذري في منصة الحزب المناهضة للهجرة والقومية؛ هذه الاستراتيجية تسعى لتوسيع جاذبية الحزب بين الناخبين.

تشكك ماريا بيساني، ناشطة في مجال حقوق الإنسان، في استراتيجية "نزع الشيطنة" عن حزب التجمع الوطني، مشيرة إلى أن برنامجه يبقى معادياً للهجرة ويمينيًا متطرفًا بلا اعتذار، ترى بيساني أن صعود اليمين المتطرف يعكس الأوقات العصيبة التي نعيشها، وتعتبر أن قيم هذا الحزب تتناقض مع القيم الأوروبية مثل حقوق الإنسان.

تأثيرات عالمية

انتصار اليمين المتطرف في فرنسا سيترك آثارًا كبيرة على المستوى العالمي، خصوصًا في مجالات تغير المناخ والرد على الغزو الروسي لأوكرانيا. يتوقع أن تكون لهذه الانتخابات تأثيرات على السياسات الدولية، خاصة في ظل احتمالات فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة.

التحديات المستقبلية

انتقد النائب القومي والوزير السابق كارميلو ميفسود بونيسي، توجه حزب التجمع الوطني لكنه يقر بنجاح جوردان بارديلا، رئيس التجمع الوطني، في جذب الناخبين المعتدلين.

واعتبر بونيسي أن قرار ماكرون بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة كان قرارًا متسرعًا، وأنه من المحتمل أن يؤدي إلى نتائج عكسية على الوسط السياسي.

search