السبت، 09 نوفمبر 2024

07:46 م

تعيق خطته لتنمية تركيا.. أردوغان "لا يطيق" 4 ملايين كلب

كلب ضال في تركيا

كلب ضال في تركيا

جاسر الضبع -فاينينشال تايمز

A A

ضاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذرعا، بـ4 ملايين كلب في العاصمة التركية أنقرة، تنطلق في شوارعها بثقة تامة وهي تنبح، معلنة عن حيويتها في بيئة المدينة.

الكلاب الضالة، التي يتخطى عددها حوالي أربعة ملايين بما في ذلك تلك التي تحمل علامات ملونة كإجراء إحصائي من الدولة، تشكل جزءاً كبيراً من التحديات التي تواجه المدن التركية، إلى جانب القطط الضالة في الريف والمدن المترامية الأطراف.

نهج جديد

حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، أعلن عن نهج جديد لإدارة هذا الوضع، يشمل جمع الكلاب الضالة وتعقيمها، وتوفير فرص للتبني، وفي حال عدم إيجاد بيوت لهذه الكلاب بعد مرور 30 يوماً، سيتم إعدامها بحقنة قاتلة، وفقاً لمشروع قانون يتداول حالياً في وسائل الإعلام التابعة للدولة.

أردوغان ذاته أكد في تصريحات أخيرة، أن المشكلة وصلت إلى "نقطة لا تطاق"، محذراً من المخاطر الصحية والأمنية التي تنجم عن تفشي الكلاب الضالة، ومشيراً إلى أنها تعيق التنمية في البلاد.

انقسامات في المجتمع التركي

رغم ذلك، فإن هذا النهج الجديد يثير انقسامات في المجتمع التركي، حيث يرى البعض أن الكلاب الضالة جزء من الثقافة والحياة في تركيا، في حين يعتبرها آخرون عاملاً مضراً يجب التخلص منه.

من جهة أخرى، يشهد الدعم للكلاب الضالة من قبل عشاق الحيوانات، الذين يرون فيها جزءاً لا يتجزأ من الحياة التركية، بيوت الكلاب في الحدائق، وترك الطعام لها، يعكس روتيناً يومياً في العديد من المجتمعات.

وتاريخياً، كانت إسطنبول تشتهر بكلبها راعي الشهير بوجي، الذي كان جزءاً من منظومة النقل العام، قبل أن يثير جدلاً واسعاً ويتم تبنيه أخيراً من قبل أحد رجال الأعمال الأثرياء في تركيا.

تحول في السياسات

إدارة مشكلة الكلاب الضالة في تركيا، بنهجها الجديد، قد يمثل تحولاً جذرياً عن السياسات التقليدية التي اتبعت لعقود، والتي كانت تتمثل في اصطياد الكلاب وإعادتها بعد تعقيمها. 

ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه السياسات كان غير منتظم ومتقطع، حسب تقديرات الأطباء البيطريين والسياسيين.

الجدل حول مصير الكلاب الضالة يعكس الانقسامات العميقة في المجتمع التركي، حيث تتصادم وجهات النظر بين من يرون فيها تهديداً على الصحة والسلامة، وبين من يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والحياة اليومية.

search