السبت، 05 أكتوبر 2024

10:58 ص

تركيا لا تكرم ضيوفها ".. ماذا يحدث في أنقرة"

أعمال عنف

أعمال عنف

أحمد سعد قاسم

A A

اشتدت في الأيام الأخيرة التوترات بين الأتراك واللاجئيين السوريين ما جعل أنقرة على صفيح ساخن بسبب الاعتداءات المتكرره والمتعمدة بين الطرفين.

بدأت القصة عندما انتشر مقطع فيديو لشاب سوري يتحرش بفتاة في أحد المرافق العامة، ما أثار غضب الأتراك الذين اعتقدوا أن الضحية تركي.

 وخرج المئات إلى الشوارع في مظاهرات ليلية غاضبة، هاجمت خلالها مجموعات من الأتراك اللاجئين السوريين في الولاية، وأحرقت ممتلكاتهم، ودمرت سياراتهم. وخرجت في الشوارع تردد شعارات تطالب بترحيل السوريين واستقالة الرئيس رجب طيب أردوغان.

رد الحكومة

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، اعتقال 474 شخصاً على خلفية أعمال استفزازية بعد أحداث قيصري، وأن 285 منهم لديهم سوابق جنائية مختلفة، واصفاً الأحداث واستهداف السوريين بـ”الأعمال القبيحة”.

حادثة قيصري

حادثة قيصري وأعمال الشغب والعنف التي انتقلت إلى عدد من المدن التركية ومناطق شمال غربي سوريا، أعادت قضية لجوء السوريين إلى تركيا، وخطاب الكراهية والعنصرية، إلى الواجهة من جديد. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات حول الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج، والتي لاقت استنكارا واسعا من عدة أطراف.

ردود الفعل السياسية

وعلق أليكون تكين، القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، على رد الحكومة التركية على العنف ضد اللاجئين السوريين. وأضاف: «كما قال رئيسنا أردوغان، النظام العام خط أحمر بالنسبة للدولة التركية. ولن نتسامح مع الأيدي التي تمد علمنا، وكذلك تلك التي تمتد إلى اللاجئين في بلادنا. وقالت: "لا يمكن لتركيا أن تخذل أولئك الذين لجأوا إليها وطلبوا الحماية".

العلاقات بين أنقرة ودمشق

وفيما يتعلق بالتقارب بين أنقرة ودمشق الذي تم الحديث عنه مؤخراً في ظل تصريحات أردوغان التي أبدت استعداده للقاء نظيره السوري بشار الأسد، قال تكين في حديث لـ”الشرق” إن “تركيا اتخذت موقفاً مبدئياً من البداية نحو المأساة الإنسانية في سوريا الناجمة عن الاضطرابات الداخلية. وعمل على تحديث سياستها الخارجية بما يتوافق مع المصالح الوطنية، ولم يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التهديدات التي تواجه أمننا القومي.

توترات تاريخية

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق متوترة منذ عام 2011. فقد انحازت الحكومة التركية إلى المعارضة السورية، وقدمت الدعم للفصائل المسلحة، واستقبلت مئات الآلاف من اللاجئين، واتهمت الحكومة السورية بقمع الاحتجاجات واستخدام العنف المفرط ضد مواطنيها. واتهم الأسد أردوغان بزعزعة استقرار سوريا والسماح للجماعات “الإرهابية” بدخول أراضيها.

انتقادات المعارضة 

وحمل أنيس نيزيبلي أوغلو، عضو حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الحكومة مسؤولية الوضع الحالي. وقال في حديث لـ«الشرق»، إن «سياسة حكومة أردوغان تجاه الشرق الأوسط، وتجاه سوريا واللاجئين، انهارت وأفلست».

الاتجاهات المستقبلية 

وأضاف نيزيبلي أوغلو: “لم تتمكن هذه الحكومة من حل الأزمة السورية التي تسببت فيها، بل جعلت تركيا رهينة للأزمة. سياسات أردوغان دمرت سوريا وجعلت تركيا مستودعاً للاجئين في العالم. ولم يتردد في التفاوض مع أوروبا على حساب حياة هؤلاء الناس، كما تجاهلت حكومته المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية الناجمة عن تزايد أعداد اللاجئين في تركيا، ولم يتم اتخاذ أي مبادرة للتعامل معها. حلهم."

وأكد المعارض أن على الحكومة أن تعيد رسم سياستها تجاه سوريا، معترفا بأن الوضع الراهن وصل إلى طريق مسدود. وخلص إلى أنه "يجب عليهم (الحكومة التركية) نشر خريطة طريق واقعية وقابلة للتطبيق لحل المشكلة، بما في ذلك إعادة اللاجئين بطريقة آمنة".

search