الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:02 ص

دببة تقتل البشر في اليابان.. والقانون يحميها

الدببة وسط السكان

الدببة وسط السكان

حبيبة وائل

A A

شهدت اليابان ارتفاعًا مقلقًا في هجمات الدببة، ما دفع الحكومة إلى النظر في تسهيل إطلاق النار على هذه الحيوانات في المناطق السكنية. 

وفي هذا العام حتى أبريل الماضي، سُجلت 219 هجمة من قبل الدببة، منها ستة كانت قاتلة. 

وفقًا للبيانات الرسمية، هذه الهجمات المميتة مستمرة في الحدوث، مع تزايد أعداد الدببة التي تدخل المناطق المأهولة بالسكان، ويعتقد أن بعضها يرى في البشر فريسة محتملة.

الحصول على الموافقة

عادت أعداد الدببة إلى الارتفاع مع تقدم سكان اليابان في السن وتقلص أعدادهم، خاصة خارج المدن. 

بموجب القانون الحالي، لا يجوز للصيادين المرخص لهم إطلاق بنادقهم، إلا بعد الحصول على موافقة ضابط الشرطة. 

تخطط الحكومة لمراجعة القانون في دورتها البرلمانية المقبلة للسماح باستخدام الأسلحة بحرية أكبر في حالات الطوارئ، وفقًا لما أعلنته شبكة "بي بي سي".

تحذيرات من الصيادين

ومع ذلك، يحذر الصيادون من هذه الخطوة.

قال المدير التنفيذي لجمعية صيادي هوكايدو ساتوشي سايتو: "من المخيف والخطير للغاية أن نواجه الدببة. ولا أحد يضمن لنا مطلقًا أن نتمكن من قتل الدببة بالرصاص". 

وأضاف: "إذا أخطأنا في منع الدب من التحرك، فإنه سيهرب وقد يهاجم أشخاصًا آخرين. وإذا هاجم شخصًا بعد ذلك فمن سيكون مسؤولًا عن ذلك؟".

مشكلة الدببة في هوكايدو

أصبحت هوكايدو، الجزيرة الرئيسية الواقعة في أقصى شمال البلاد، مثالًا لمشكلة الدببة المتنامية، حيث يوجد الآن حوالي 12,000 دب بني المعروف بعدوانيته، و10,000 دب أسود تقريبًا في اليابان.

استراتيجيات لإبعاد الدببة

تحاول الحكومات المحلية استخدام استراتيجيات مختلفة لإبعاد الدببة، من بينها الذئاب الآلية ذات العيون الحمراء والعواء المخيف، ونظام تحذير بالذكاء الاصطناعي. 

تحاول مدينة ناي في هوكايدو توظيف صيادين للقيام بدوريات في الشوارع ونصب الفخاخ وقتل الحيوانات إذا لزم الأمر، ولكن الأجر غير جذاب والخطر مرتفع، ما يجعل القليل من الناس يقبلون هذه الوظيفة.

القتل ليس الحل الأمثل

قال جونبي تاناكا من مركز "بيتشيو" لأبحاث الحياة البرية في اليابان: "إن اصطياد الحيوانات وقتلها ليس الحل الأمثل، بل يجب على الحكومة حماية موطن الدببة لإنشاء غابات ذات تنوع بيولوجي عالٍ". 

وأشار إلى أن الحكومة بحاجة إلى تحديد المسؤول عن الدببة التي تتجول في المناطق السكنية، سواء كانوا المسؤولين المحليين أم الصيادين. 

وأكد على الحاجة إلى وجود رماة مدربين تدريبًا كاملاً مثل الصيادين الحكوميين الذين يستجيبون لحالات الطوارئ، ولكن في الوقت الحاضر لا توجد مثل هذه الوظائف في اليابان.

واختتم سايتو بقوله: "إن الصيادين يواجهون تحديات كبيرة في المناطق السكنية، حيث يواجهون انتقادات سواء أطلقوا النار أم لم يفعلوا، إذا لم نطلق النار، فسوف ينتقدنا الناس، وإذا أطلقنا النار، سيغضب الناس، إنه قرار صعب للغاية على الصيادين العاديين اتخاذه".

search