الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:58 ص

آثار مصر 3D.. هل تنقرض مهنة المرشد السياحي؟

المرشد السياحي

المرشد السياحي

محمد سامي الكميلي

A A

تعمل مصر على مشروع مشترك مع الصين، من أجل دراسة ورقمنة الآثار المصرية، على أن يتم نشر النتائج النهائية للأبحاث باللغات الصينية والعربية والإنجليزية.

يقوم على تنفيذ المشروع خبراء من جامعة شنجهاي الصينية، والمجلس الأعلى للآثار، ويهدف لاستخدام أكبر عدد ممكن من الأدوات التكنولوجية المتاحة لإجراء تحليل متعمق للآثار، لمشاهدة الآثار المصرية عن طريق الذكاء الاصطناعي.

المشروع طرح مخاوف لدى البعض: هل يسهم مشروع الرقمنة في تهديد مهنة المرشد السياحي، ونقليل أعداد الوافدين لمصر؟

قال مدير الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ، خالد سعد، قال إن المشروع يساهم في تطوير الخدمات المقدمة للزائر الأجنبي، وهذا من خلال العلم الحديث، حيث سيتم رقمنة الآثار من خلال تقنيات 3D، ليتم استخدامها في الذكاء الاصطناعي على تطبيقات برامجية.

وأوضح سعد لـ“تليجراف مصر”، أن الرقمنة ستطبق على الأهرامات، والمعابد، والمساجد الأثرية، والأماكن المفتوحة، لافتا أنه عن طريق التكنولوجيا تستطيع أن تشاهد المعابد من أي مكان من خلال التطبيقات، موضحا أن الحد الأدنى للانتهاء من مشروع الرقمنة 5 سنوات، بعد حصر كل الآثار ورقمنتها.

وأكد مدير الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ، أن تصوير الأماكن الأثرية عن طريق الرقمنة، وانتاجها على هيئة أفلام، ستكون مقتصرة على العرض في مصر فقط، ولا يتم اعطائها للطرف الآخر، لضمان زيارة السياح بشكل مستمر، ورؤيته ستكون 3D.

وأشار إلى أن السائح سيشاهد الآثار المصرية عن طريق الرقمنة، وهو في مصر وهذا من أجل تحديد مقاصده السياحية، والأماكن التي يفضل زيارتها، وهذا سيساهم في الحفاظ على الأثر من الهلاك، كما أن الرقمنة ستثير انبهار السائح بالأثر أولا وتمنحه خلفية عن الأثر، وبعدها يزور المنطقة التي يهواها، ليراها على الحقيقة.

الرقمنة والمرشد السياحي

وأكد خالد سعد، أن الرقمنة لا تؤثر على مهنة الإرشاد السياحي، لأنه مرافق مع السائح، والمشروع المصري الصيني، هدفه الأول توفير الخلفية الثقافية عن المناطق السياحية، وتساعده على مشاهدة تفاصيل الأثر 3D، قبل الزيارة الميدانية، فالمرشد مرافق مع الزائر لشرح الأثر، لافتا أن الرقمنة مشروع مكمل لمعلومات المرشد، لأنه لا يستطيع أن يبوح بكل لمعلومات للسائح.

كما علق نقيب المرشدين السياحيين، حسن محلة على مشروع رقمنة الآثار المصرية، ومدى تأثيرها على مهنة الإرشاد السياحي، وقال التكنولوجيا لن تؤثر على المرشد السياحي، بل ستساهم في دعم السياحة، وخدمة المرشد.

وأشار نحلة لـ“تليجراف مصر” إلى أن المرشد السياحي موسوعة، ولديه إحساس بالسائح الماثل أمامه في الأماكن الأثرية، وعلى دراية بما يفكر فيه، مشددا على ضرورة تكنولوجيا رقمنة السياحة في إطار محدد، لأن مهنة الإرشاد السياحي مهنة مقدسة، ليست لاسترزاق المرشدين، ولكن لأنها مهنة تجسيد الروح في الأثر.

search