الإثنين، 23 سبتمبر 2024

12:28 ص

"الفحم" يمحو قرية ألمانية من الخريطة

منجم فحم، أرشيفية

منجم فحم، أرشيفية

حبيبة وائل

A A

بعد أن صمدت قرية مولروز الواقعة في أقصى شرق ألمانيا منذ القرن الثالث عشر أمام الحروب والحرائق وتغيير الحكام، تواجه الآن مصيرًا محتمًا بسبب مشروع منجمي، فيستعدون سكان القرية البالغ عددهم 200 شخص لمغادرة منازلهم التي سيتم هدمها لإفساح المجال لمنجم فحم؛ وفقا لما نشرته جريدة “بلومبرج”.

يتنقل أحد آخر سكان القرية، ديتليف هوتاس، البالغ من العمر 64 عامًا، على كرسي متحرك في شوارع القرية المهجورة، معبرًا عن حزنه لفقدان موطنه الأصلي، يقول هوتاس: "لم أكن أرغب في الانتقال مجددًا، لأنني ولدت هنا. هذا هو موطني".

الاعتماد على الفحم 

تقع مولروز في منطقة تلتقي فيها جمهورية التشيك وبولندا وألمانيا الشرقية السابقة، وهي منطقة تشتهر بمناجم الفحم منذ الحقبة الشيوعية، ورغم أن أوروبا تسعى للتخلص من الوقود الأحفوري، أدى النزاع الروسي الأوكراني إلى تغيير في سياسات الطاقة، ما دفع ألمانيا للاعتماد مجددًا على الفحم.

توسيع منجم الفحم 

تقوم شركة Lausitz Energie Bergbau AG" (LEAG)" بتوسيع منجم الفحم لاستخراج "الليجنيت"، وهو نوع منخفض الجودة من الفحم. وتعمل الشركة على هدم القرية لتحويلها إلى منطقة تعدين جديدة، وفي الوقت نفسه، تبذل الشركة جهودًا لتسهيل انتقال السكان وتعويضهم ماليًا.

تعويض الحكومة للسكان 

أعلن وزير الاقتصاد والعمل المناخي الألماني، روبرت هابيك، في مؤتمر صحفي عن حزمة مساعدات بقيمة 1.2 مليار يورو لتغطية تكاليف فقدان الوظائف واستعادة الأراضي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الفحم بات غير مربح، ومع ذلك تعوق عقود الحكومة السابقة مع شركات التعدين الجهود للتخلص من الفحم. 

ورغم بعض الانتصارات القضائية ضد خطط “الليجنيت”، يشير النشطاء إلى أن الأحكام تأتي غالبًا بعد فوات الأوان، حيث تكون القرى والغابات قد اختفت بالفعل. 

في النهاية، يستسلم سكان مولروز لخسارة قريتهم، متذكرين القول المحلي: "لقد خلق الله لوساتيا، لكن الشيطان خلق الفحم تحته".

search