الأحد، 08 سبتمبر 2024

05:13 ص

خسائر مليارية في دقائق.. ماذا فعلت مايكروسوفت بالعالم؟

شركة مايكروسوفت

شركة مايكروسوفت

روان عبدالباقي

A A

عطل غير مسبوق صباح اليوم الجمعة، أصاب العالم بشلل وحالة من الفوضى، نالت من شركات الطيران والبنوك ووسائل الإعلام، بسبب خلل تقني ضرب شركة "مايكروسوفت" بعد تضرر خدمات شركة "كراود سترايك" المزود الرئيسي لخدمات الأمن السيبراني.

ما القصة؟

تعود بداية الأزمة إلى تحديث برمجي أمني أجرته شركة الأمن السيبراني الأمريكية "كراود سترايك" مما تسبب في عطل بنظام التشغيل "ويندوز" الخاص بـ "مايكروسوفت، وفق تصريحات خبراء في مجال التكنولوجيا إلى صحيفة " وول ستريت جورنال".

تعرضت أسهم الشركتين اللتين أصابتا العالم بشلل اليوم إلى خسائر فادحة وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات وفقًا لبيانات بورصة نيويوروك في جلسة ما قبل الافتتاح.

وقالت شركة "كراود سترايك" الأمريكية في بيان مقتضب، إنها على علم بالعطل الذي ضرب نظام التشغيل Windows من Microsoft، موضحة أنها بدأت بالفعل حل المشكلة وإرسال تحديثات يمكن من خلالها استعادة الخدمة.

أما "مايكروسوفت" أعلنت صباح اليوم، أن غالبية خدماتها السحابية بدأت تعود تدريجيا للعمل بصورة طبيعية، بعد الخلل العالمي الذي واجهته في وقت مبكرة من صباح اليوم، موضحة أن الخلل أدى إلى فشل في عمليات إدارة بعض خدماتها والاتصال أو توفر الخدمات. كما أشارت إلى أن مجموعة صغيرة من خدماتها لاتزال متأثرة وجار العمل على حلها.

المشكلة في “الكلود سيرفس”

خبير أمن المعلومات، محمد عبد الفتاح، قال لـ "تليجراف مصر" إن المشكلة في الأساس تعود إلى الاعتماد بشكل كلي على "الكلود سيرفس" ولابد من وجود نظام عالمي متكامل لتقديم الخدمات يكون له بديل في حالة حدوث عطل أو مشكلة لتفادي الخسائر.

 وأشار عبدالفتاح إلى أن المطارات العالمية والمستشفيات والمنظمات الدولية التي لها علاقة بالألعاب الإلكترونية والبورصات تعرضت لخسائر بمليارات الدولارات.

أما عن أحقية مطالبة هذه المؤسسات التي تعرضت إلى خسائر بتعويض من "مايكروسوفت" و"كراود سترايك" قال إن العقد الذي يضمن حقوق الطرفين هو الذي يحدد ذلك فإذا كان هناك نص يقول أن نسبة الخسائر 0% فإن المؤسسة يحق لها طلب تعويض.

سكرتير شعبة الاتصال الاتحاد العام للغرف التجارية وخبير تكنولوجيا المعلومات، تامر محمد، قال إنه حتى هذه اللحظة لم تصدر مايكروسوفت أي بيانات لتوضيح سبب المشكلة أو العطل، والأسباب المتداولة هي وجود هجوم سيراني أو عطل فني أن تحديث ما في النظام.

 ماذا عن التعويضات؟

وأضاف أن شركة مايكروسوفت لابد أن تصدر بيان توضيحي وفقا للقوانين الأوروبية، حتى لا تتعرض لغرامات وخسائر فادحة، منوها إلى أن مصر بعيدة عن الأزمة تماما وهناك توجهات لإنشاء مراكز بيانات ضخمة، للخروج من أزمة المعادلة.

أكد أن الشركات التي تعرضت إلى خسائر تستحق تعويضات من الشركات التي تسببت في العطل، كمان أن العملاء والمسافرين الذين تعطلت رحلات الطيران الخاصة بهم يحق لهم طلب تعويض من الشركات

خسائر بالمليارات

وتكبّدت شركات الطيران والبنوك ووسائل الإعلام نتائج ما حدث لـ مايكروسوفت وكراود سترايك، حيث طلبت هيئة الطيران الأمريكية، من كل الرحلات الجوية، الهبوط بسبب خلل تقني بالحواسيب، وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم تعليق الرحلات الجوية في مطار برلين بسبب مشكلة فنية.

رويترز قالت إن الأزمة أدت إلى تعطل تداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة، كما توقف العمل في النظام الطبي في بريطانيا بسبب مشاكل في أنظمة العمل، بالتزامن مع إعلان قناة سكاي نيوز البريطانية التوقف عن البث المباشر.

من جانبها، قالت الخطوط الجوية التركية اليوم، إنها تواجه مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أجهزة الكمبيوتر والخوادم تعطلت في وزارة الصحة ومستشفى شيبا وصندوق المرضى "كلاليت".

وفي أول تعليق من وزارة الطيران المدني لـ"تليجراف مصر" قال مصدر مسؤول إن الخلل التقني الذي أصاب العالم اليوم بسبب عطل واجه شركة الأمن السيبراني لم يؤثر نهائيًا على حركة الطيران في مصر، لافتا إلى أن عطل “مايكروسوفت” في سيرفرات لها علاقة بأوروبا فقط، ومصر لم تتأثر به على الإطلاق.

خلية أزمة

وأكدت الوزارة في بيان لاحق لها أن جميع المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقًا لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها، وسوف يتم الإعلان عن أى مستجدات للموقف بشكل دورى.

وجاء قرار رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بتشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات وتداعيات هذه الأزمة والتعامل معها.

وتابع مدبولي، الأعطال التقنية العالمية التي تسببت في مشاكل أثرت على عدد من البلدان بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك.

search