الإثنين، 09 سبتمبر 2024

08:36 ص

لتعزيز أمنها الوطني.. أوروبا على طريق التجنيد الإجباري

أوروبا تعيد التجنيد الإجباري

أوروبا تعيد التجنيد الإجباري

حبيبة وائل

A A

قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان الكثير بمنْ فيهم المسؤولون في كييف، يتشككون في إمكانية عودة حرب كبرى إلى أوروبا، ومع ذلك، بعد أكثر من عامين على الحرب المستمرة، بدأت دول عدة بالقارة العجوز في إعادة التفكير بشأن سياساتها الدفاعية، وأعاد العديد منها فرض التجنيد الإجباري كجزء من استراتيجياته لتعزيز الأمن الوطني في ظل التهديدات المتصاعدة.

إعادة التجنيد الإجباري

في يناير الماضي، استأنفت لاتفيا نظام التجنيد الإجباري بعد إلغائه في عام 2006، والآن، يتعيّن على المواطنين الذكور الالتحاق بالخدمة العسكرية خلال 12 شهرًا من بلوغهم سن الـ18 أو بعد إنهاء دراستهم، وفقًا لما أعلنته شبكة "سي إن إن".

علّق طالب في العشرين من عمره، يُدعى آرتورس بيلاسيس، على هذا التغيير، قائلًا: “في البداية كان هناك الكثير من الرفض، لكننا أدركنا أن الحاجة إلى خدمة دفاعية حكومية أصبحت واضحة في ظل العدوان الروسي”. 

تعزيز الدفاعات في النرويج

وبحسب تقرير “سي إن إن”، قامت النرويج أيضًا بخطوة كبيرة نحو تعزيز قدراتها العسكرية. في أبريل 2024، كشفت الحكومة خطة لزيادة ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، مع إضافة أكثر من 20 ألف جندي وموظف واحتياطي إلى قواتها المسلحة، وأصبحت النرويج منذ عام 2015 أول دولة في حلف شمال الأطلسي تجنّد الرجال والنساء على قدم المساواة.

تحولات في ألمانيا

وفي ألمانيا، بدأت النقاشات حول التجنيد الإجباري في العودة بعد عقود من النفور من العسكرة، حيث قدّم وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، اقتراحًا في يونيو الماضي بإنشاء خدمة عسكرية تطوعية جديدة، مع التأكيد على ضرورة الاستعداد للحرب بحلول عام 2029، ووصف شون موناجان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا التحوُّل بأنه "تحول عقلي كبير" يعكس تزايد الوعي بالتهديدات الأمنية.

نماذج أخرى في أوروبا

تستعرض فنلندا والسويد نماذج أخرى لتعزيز الدفاعات، حيث تحتفظ الأولى بقدرة على تفعيل أكثر من 900 ألف جندي احتياطي، مع استعداد 280 ألف منهم للرد الفوري عند الحاجة، وفي وقت السلم، توظف القوات الدفاعية الفنلندية حوالي 13 ألف شخص فقط، بما في ذلك الموظفون المدنيون، وفقًا لمعهد أبحاث السياسة الخارجية.

وقامت السويد، التي أعادت التجنيد الإجباري منذ عام 1901، بتجنيد حوالي 7000 فرد في عام 2024، مع خطط لزيادة العدد إلى 8000 في العام التالي؛ وفقا للقوات المسلحة السويدية.

وأكدت مارينيت نيه راديبو من الوكالة السويدية المسؤولة عن اختبار المجندين أن "التجنيد الإجباري أصبح جزءًا من ثقافتنا"، مشيرة إلى أن "الناس اليوم يفهمون أن هذا واجب يجب القيام به من أجل السويد".

search