الإثنين، 16 سبتمبر 2024

10:48 م

قيود إسرائيلية تمنع الأطباء ذوي الأصول الفلسطينية من دخول غزة

جياب سليمان (في المنتصف) يجري عملية جراحية لرجل أصيب برصاصة في قدمه، في المستشفى الأوروبي بخانيونس، فبراير 2024

جياب سليمان (في المنتصف) يجري عملية جراحية لرجل أصيب برصاصة في قدمه، في المستشفى الأوروبي بخانيونس، فبراير 2024

حبيبة وائل

A A

قاد الطبيب الفلسطيني الأميركي، جياب سليمان، جراح العظام من مواليد ولاية أوهايو الأميركية رحلتين إلى غزة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، وكان يخطط لرحلته الثالثة. لكن في اليوم السابق لدخول فريقه إلى غزة، تلقى إخطارًا من منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية "COGAT" يفيد بمنعه من الدخول، وفقًا لـ"سي إن إن".

قيود جديدة

يأتي منع جياب سليمان في إطار سياسة جديدة تم إبلاغها للبعثات الطبية المتجهة إلى غزة عبر إسرائيل، حيث تمنع هذه القيود دخول العاملين في مجال الرعاية الصحية الأميركيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى إذا كانوا من أصل فلسطيني، وفقًا لمذكرات داخلية من منظمة الصحة العالمية حصلت عليها شبكة” CNN” .

وقال أطباء من عدة منظمات إغاثة طبية إن هذه السياسة أجبرتهم على تجنب تجنيد أي عاملين طبيين من أصول أو هوية فلسطينية في رحلاتهم، وذكروا أن الرفض غالبًا ما يأتي في اللحظة الأخيرة، ما يترك الفرق بدون وقت لتعويض النقص ويضطرهم لدخول غزة بطاقم غير مكتمل.

قال سمير ساه، مدير البرامج في منظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين، وهي منظمة إغاثة مقرها المملكة المتحدة: "يتعين علينا أن نخبر الأشخاص من أصل فلسطيني أو حاملي الجنسية الفلسطينية المزدوجة أنه من غير الممكن لهم الدخول، هذا التمييز غير أخلاقي وغير إنساني".

قيود على جهود الإغاثة

وفي أوائل يونيو، استعرضت شبكة "CNN" مذكرات داخلية لمنظمة الصحة العالمية تصف السياسة الإسرائيلية الجديدة، وهذه المذكرات نصحت جماعات الإغاثة بعدم إحضار المهنيين الطبيين من خلفية فلسطينية، حتى إن كان ذلك من خلال أحد الوالدين أو الأجداد.

ووصف جياب سليمان، قائد البعثة الطبية في منظمة رحمة الإنسانية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، إخطار منعه بأنه "مزعج ومقلق للغاية"، وأضاف: "لقد توقفت عن تجنيد أو تشجيع أي طبيب فلسطيني في جميع أنحاء العالم للمساعدة، لأنني لا أستطيع المخاطرة بخسارة أي طبيب أو ممرضة بسبب هذه القيود".

تداعيات الحرب والقيود الإسرائيلية

وجاءت هذه السياسة الجديدة بعد أن شنت إسرائيل هجومًا بريًا على مدينة رفح الفلسطينية في مايو الماضي، حيث استولت على معبر رفح ودمرت الجانب الفلسطيني منه، وهذا الوضع أجبر منظمات الإغاثة الطبية التي كانت تعتمد على هذا المعبر للدخول إلى غزة على استخدام معبر كرم أبو سالم، الذي كان يُستخدم سابقًا لنقل البضائع التجارية للوصول من إسرائيل إلى جنوب غزة.

مناشدات دولية

وتطالب منظمات الإغاثة الدولية إسرائيل بإلغاء القيود الجديدة التي تؤثر في البعثات الطبية، مشيرة إلى الحاجة الماسة لدخول فرقها إلى غزة، التي دُمِّر نظامها الصحي بسبب الحرب، ووفقًا للأمم المتحدة، قُتل أكثر من 500 عامل في مجال الرعاية الصحية وتضرر أو دُمِّر 32 من أصل 36 مستشفى في غزة.

تفاقُم الصعوبات

وجد الأطباء الفلسطينيون الأميركيون الذين يأملون في تقديم الرعاية لشعبهم أنفسهم في حالة يأس، وعبّر سليمان عبر عن أسفه قائلًا: "لقد أصبحت أيدينا مكبلة، نشعر باليأس، لا أفهم كيف يمكن أن يُمنع شخص من دخول منطقة حرب لمجرد هويته".

وأكد رئيس الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية، الدكتور مصطفى مصلح، أن هناك مزايا كبيرة لإشراك العاملين في المجال الطبي الذين لديهم نفس الخلفية والجذور مثل السكان الذين يعالجونهم، لأن ذلك يمكنهم من فهم اللغة والثقافة بشكل أفضل.

search