الخميس، 19 سبتمبر 2024

09:00 م

المجاعة تحاصر دارفور.. معسكرات اللجوء تتحول إلى مقابر جماعية

دارفور في مجاعة

دارفور في مجاعة

حبيبة وائل

A A

يواجه إقليم دارفور بغرب السودان كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يتوفى يومياً ما بين 20 و25 شخصاً في معسكرات اللجوء نتيجة نقص الغذاء.

كشف عن هذه الحصيلة المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين. 

وفي تطور خطير، أعلنت الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي أكثر من نصف مليون شخص؛ وفقا لما نشره موقع "الشرق الأوسط".

المجاعة في دارفور

بحسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يُرجح أن تمتد المجاعة على نطاق واسع خلال الأشهر المقبلة لتشمل ولايات دارفور وكردفان والعاصمة الخرطوم.

وأعربت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، عن قلقها البالغ بشأن هذه التطورات، مؤكدة أن "هذه النتائج تعكس خطورة الوضع الإنساني على الأرض".

ودعت إلى توفير موارد عاجلة ووصول إنساني دون عوائق من أطراف الصراع، محذرة من أن الوضع قد يصبح أكثر كارثية إذا لم تتحقق هذه المطالب.

الوضع في معسكرات النازحين

كشف آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، عن أن المعسكرات تعاني من انعدام الطعام وشح الغذاء والدواء، مشيراً إلى أن منذ اندلاع الحرب قبل 15 شهراً لم تصل الإغاثة إلا بشكل نادر وبكميات ضئيلة.

ودعا رجال لجنة خبراء الأمم المتحدة إلى تعميم إعلان المجاعة في مخيم زمزم على جميع المعسكرات التي يبلغ عددها 171 مخيماً.

الاتهامات المتبادلة بين أطراف الصراع

يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الاشتباكات.

ولم تتوقف المنظمات الدولية والإنسانية عن التحذير من عواقب عرقلة الوصول الإنساني إلى ملايين السودانيين، ووفقاً لتقرير فريق من كبار خبراء الأمم المتحدة، يدفع الصراع المستمر في السودان المجتمعات في شمال دارفور إلى "المجاعة الحادة".

الدعوات للتدخل العاجل

ذكرت المسؤولة الأممية كليمنتاين نكويتا سلامي أن المجتمع الإنساني ظل يدق ناقوس الخطر بشأن "كارثة الجوع المتكشفة وخطر المجاعة" نتيجة الصراع المستمر.

وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى ضخ عاجل للتمويل لعملية المساعدة، والوصول الإنساني الآمن وغير المعوق، بما في ذلك عبر الحدود وخطوط القتال. 

وأكدت أن ظروف المجاعة مستمرة في زمزم وقد تؤثر على مواقع أخرى للنازحين في مدينة الفاشر، بحسب ما نشره الموقع.

أسوأ مستويات الأمن الغذائي

بحسب تقارير حديثة للأمم المتحدة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، يواجه السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه (نحو 25.6 مليون شخص) من الجوع الحاد.

وتدعو المنظمة الدولية إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر والممرات الآمنة لتمكين المنظمات من الوصول إلى أكثر من 8.5 مليون شخص في أعلى مستويات الطوارئ من الجوع.

جددت قوات الدعم السريع موقفها المعلن مع الأمم المتحدة بأهمية تبني برنامج عاجل للاستجابة للطوارئ الإنسانية "شريان حياة" لمنع المجاعة في البلاد.

واتهمت الجيش السوداني باستخدام سلاح التجويع ضد سكان البلاد بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدة استعدادها للتعاون بفتح كل المعابر في مناطق سيطرتها لضمان انسياب العون الإنساني للمحتاجين.

ومن جهتها، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود قوات الدعم السريع باحتجاز شاحنات إمدادات كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.

دعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" المجتمع الدولي والإقليمي إلى حشد الموارد اللازمة لتوفير العون الإنساني وضمان وصوله إلى مستحقيه بصورة عاجلة وفورية.

وأكدت أن هذه المجاعة نتاج تصاعد الصراع بين طرفي القتال ولإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، داعية إلى إنهاء هذا الوضع فوراً دون تأخير.

search