أزمة حادة في الجمعيات.. نقص الأسمدة والإرشاد يفاقم معاناة المزارعين
مزارع بأحد حقول القمح
محمد لطفي أبوعقيل
تواجه الجمعيات الزراعية في مصر أزمة حادة تتعلق بنقص الأسمدة وغياب الإرشاد الزراعي، مما يضغط بشكل كبير على أداء هذه الجمعيات ويكشف عن تقصير ملحوظ في دورها تجاه المزارعين.
أكد نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، أن معظم الجمعيات الزراعية لا تؤدي دورها بالكامل كما هو مستهدف، وهناك ضغطًا شديدًا على الجمعيات بسبب نقص الأسمدة، مما يؤدي إلى اتهام أصحاب الحيازات الزراعية للموظفين بالمجاملة لأقاربهم في توزيع الأسمدة.
حرمان المزارعين
وقال نقيب الفلاحين، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، إن نقص الأسمدة يتسبب في حرمان بعض المزارعين من الحصول على المستلزمات الزراعية المستحقة، مما يعمق الأزمة ويزيد من معاناة المزارعين.
وأشار أبو صدام، إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في نقص الأسمدة نفسها وليس في الجمعيات الزراعية، مؤكدًا أن طريقة توزيع الأسمدة للمزارعين تتم بشكل عشوائي، بخلاف أن دور الجمعيات الزراعية في الفترة الأخيرة اقتصر على توزيع الأسمدة فقط، دون تقديم أي خدمات إرشادية أو زراعية أخرى.
تطوير منظومة توزيع الأسمدة
ولفت إلى أن بعض الشركات الخاصة تتفق مع الجمعيات ومديريات الزراعة على توزيع أسمدة ورقية، تلزم المزارعين بشراء تقاوي معينة للحصول على الأسمدة المدعمة، مما أثار غضب المزارعين بسبب استغلال هذه الأزمة.
وشدد نقيب الفلاحين، على أهمية تطوير منظومة توزيع الأسمدة وجدولة الحصص بطريقة حديثة، والتأكد من صحة حيازات بعض المزارعين لأن بعضهم يقدم حيازات وهمية؛ ليحصل على أكثر من حصته ليبيعها في السوق السوداء.
من جانبه، علق عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب النائب محمد محمود عبدالقوي، على تقاعس بعض الجمعيات الزراعية، قائلًا إن المشكلة قد تكون موجودة في بعض القرى وليس في جميعها.
وأوضح عبدالقوي، أن أزمة جمعية "فرهاش" في محافظة البحيرة قد تكون حادثًا فرديًا، مشيرًا إلى أنه لم يتلق أي شكاوى من المزارعين في منطقة الفيوم، ويتم صرف كافة المستلزمات الزراعية مثل الأسمدة والكيماويات والتقاوي للمزارعين دون أي مشاكل.
إقالة مدير جمعية "فرهاش"
وفي وقت سابق، أقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق، مدير جمعية "فرهاش" الزراعة ومعاونيه من الطاقم الإداري بالكامل، وذلك بعد تلقيه عدد من الشكاوى من مزارعي البحيرة بشأن غياب دور الجمعية الإرشادي وعدم صرف المستلزمات الزراعية من الأسمدة والتقاوي والمبيدات، فضلًا عن المشكلات في الري، مما أدى إلى تأثر الزراعات في المنطقة.
قلة الكوادر
ويرى أستاذ الإرشاد الزراعي بجامعة القاهرة الدكتور عماد مختار الشافعي، أن سبب غياب الإرشاد الزراعي يعود لقلة الكوادر في المديريات والجمعيات التعاونية الزراعية في مختلف المحافظات، لأن معظم المديريات الزراعية بها 5 موظفين على الأكثر بسبب عدم تعويض الكفاءات التي بلغت سن التقاعد.
وشدد الشافعي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، على ضرورة الاستفادة من خريجي الكليات الزراعة وتدريبهم، لتعويض العجز في المنشآت الخدمية الزراعية، الذي يؤثر بشكل كبير على المزارعين.
يؤثر على الإنتاجية الفدانية
وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي الدكتور جمال صيام، إن نقص الأسمدة يؤثر على القطاع الزراعي في جانبين، الأول يتعلق بالنباتات التي لا تحصل على احتياجاتها منها مما يوثر على الإنتاجية الفدانية، فإذا كان فدان من القمح على سبيل المثال، يحتاج إلى 3 شكائر من سماد اليوريا، ووضع المزارع، اثنين فقط، فسوف تنخفض نسبة إنتاج الفدان.
وأوضح صيام لـ"تليجراف مصر" أن نقص الأسمدة في السوق الزراعي، يؤثر بشكل سلبي على إنتاج المحاصيل الزراعية بشكل عام، وحجم التصدير، مؤكدا أن نقص الأسمدة يؤثر على سعرها في السوق بسبب كثرة الطلب عليها، ما يعني ارتفاعًا في تكاليف العملية الزراعية بالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية.
معاناة المزارعين
وعبر المواطن أحمد عبدالمولى، مزارع من محافظة سوهاج لديه حيازة 5 أفدنة زراعية، عن استياؤه بسبب المعاناة في الحصول على مستحقاته من الأسمدة، قائلًا: لم أحصل على حصتي من الأسمدة كاملة من الجمعية الزراعية، كما أنها تأخرت أيضًا في بداية الموسم، واضطررت إلى شراء كمية من السوق الحر بضعف الثمن.
وقال مزارع آخر، يدعى محمد خضيري، إن المشكلة الرئيسية لا تتعلق فقط بنقص حصة الأسمدة لكنها أيضا في عدم الحصول عليها كاملة، وفي أوقات أخرى لا يتم تسليمها من الأساس بدعوى قلة كميات الأسمدة في الجمعيات.
رد موظفي الجمعيات
ومن جانبه، قال موظف بإحدى الجمعيات الزراعية في سوهاج، رفض نشر اسمه، إن سبب عدم حصول البعض على حصصهم من الأسمدة أو الحصول جزء منها، يعود إلى قلة كميات الأسمدة التي تصل إلى الجمعيات بسبب الأزمة الأخيرة.
وتابع في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن موظفي الجمعية يواجهون مشكلة أثناء التوزيع بسبب قلة عددهم في الجمعية مع تدافع المزارعين للحصول على الأسمدة.
6035 جمعية زراعية
ويبلغ عدد الجمعيات الزراعية في مصر، 6035 جمعية زراعية متنوعة في مختلف محافظات مصر، حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
ووفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ويبلغ إجمالي رأس مال الجمعيات الزراعية بمختلف أنواعها حوالي 379 مليون جنيه.
احتياجات السماد
حسب دراسة صادرة عن لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، فإن مساحة الأراضي الزراعية تصل إلى نحو 9.6 مليون فدان، وتصل احتياجاتها السمادية إلى 4 ملايين طن سماد سنويًا بواقع 2.2 مليون طن في الموسم الصيفي و1.8 مليون طن خلال الموسم الشتوي.
ويتراوح إنتاج شركات الأسمدة في مصر بين 7 إلى 7.5 مليون طن سنويا، في مقابل احتياجات تبلغ نحو 4 ملايين طن للأراضي الزراعية، التي تعد مهمة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية خاصة القمح والذرة الشامية، وفق الدراسة.
وذكرت الدراسة، أن مصانع الأسمدة ملزمة بتوريد 4 ملايين طن من الأسمدة الآزوتية لكنها توردت نحو 2.2 مليون، أي أن هناك عجز بحوالي 1.8 مليون طن.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
"أنت عند الله غال".. نص خطبة الجمعة اليوم
22 نوفمبر 2024 09:35 ص
بعد موافقة الحكومة.. موعد مناقشة قانون المسؤولية الطبية بالبرلمان
22 نوفمبر 2024 07:56 ص
ضوابط جديدة للحج السياحي 2025.. هل تضمن أمن وسلامة الحجاج؟
22 نوفمبر 2024 05:56 ص
هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
22 نوفمبر 2024 03:19 ص
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
مخالفات وإثارة جدل.. إغلاق مركز طبيب قلب شهير في العاشر من رمضان
21 نوفمبر 2024 09:02 م
السيسي: نواجه الأحداث الجارية بسياسة متوازنة تتسم بالاعتدال والصبر
21 نوفمبر 2024 08:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً