الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:43 م

السجون الإسرائيلية.. ضرب مبرح وعنف جنسي ومعسكرات تعذيب

انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين

انتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين

حبيبة وائل

A A

في ظل التصاعد المستمر في الحرب الإسرائيلية على غزة، أصبح استخدام العنف والاعتداءات والإذلال ضد السجناء الفلسطينيين جزءًا من الروتين اليومي داخل السجون الإسرائيلية، بحسب تقرير أجرته صحيفة "ذا جارديان" مع معتقلين سابقين. 

وتكشف المعلومات التي جمعها الصحفيون أن الانتهاكات أصبحت منهجية لدرجة أن منظمة حقوق الإنسان "بتسيلم" وصفتها بأنها "إساءة معاملة مؤسسية". 

شهادات المعتقلين 

أفاد المعتقلون السابقون في شهاداتهم بوقوع انتهاكات شملت الضرب المبرح والعنف الجنسي، بالإضافة إلى حرمانهم من الطعام والرعاية الطبية، كما تم الإبلاغ عن نقص حاد في الاحتياجات الأساسية مثل الماء، وضوء النهار، والكهرباء، والصرف الصحي، بما في ذلك الصابون والفوط الصحية للنساء. 

شارك فراس حسن، 50 عامًا، من بيت لحم، شهادته حول التحسينات التي شهدتها ظروف السجون قبل أن تتدهور بشكل حاد بعد تعيين بن غفير وزيرًا.

وأكد حسن أن التغييرات لم تكن شيئًا مقارنة بما حدث بعد 7 أكتوبر، موضحًا معاناة السجناء من الضرب، وسوء المعاملة، وانعدام الغذاء والماء، مما أدى إلى فقدان وزنه بشكل ملحوظ. 

من بين الشهادات التي حصلت عليها صحيفة “ذا جارديان”، تفاصيل حول ثلاث عمليات قتل: ثائر أبو عصب وعبد الرحمن المعري، اللذان تعرضا للضرب حتى الموت على أيدي الحراس، ومحمد الصبار، الذي توفي بسبب حالة طبية مزمنة. 

وذكر زملاؤه في الزنزانة أنه لم يتلقَ العلاج أو الغذاء اللازم بعد 7 أكتوبر. 

تحقيقات بتسيلم وتوصيف سجون إسرائيل كـ"معسكرات تعذيب" 

في تحقيقات استمرت عدة أشهر، أجرت منظمة "بتسيلم" مقابلات مع 55 سجينًا سابقًا من 16 سجنًا ومركز احتجاز تابع لمصلحة السجون الإسرائيلية تحت إدارة قوات الدفاع الإسرائيلية. 

وقد أكدت المنظمة، التي تتخذ من القدس مقرًا لها، أن السجون الإسرائيلية تستوفي الآن معايير "معسكرات التعذيب". 

وقالت يولي نوفاك، المديرة التنفيذية للمنظمة، "عندما بدأنا المشروع، كنا نعتقد أننا سنعثر على أدلة متفرقة، لكن الصورة التي ظهرت كانت مقلقة للغاية. نحن نعتقد أن هذا هو الواقع".

وأضافت نوفاك أن الاعتراف بهذا الوصف كان غير مريح بالنسبة لمنظمة إسرائيلية فلسطينية. 

ردود فعل مصلحة السجون والجيش الإسرائيلي 

في المقابل، صرحت مصلحة السجون الإسرائيلية بأنها تعمل وفقًا للقانون وتحت إشراف مراقب الدولة، مؤكدة أنها غير مطلعة على الادعاءات الواردة.

وادعت المصلحة أن المحكمة العليا رفضت العديد من الالتماسات المتعلقة بظروف السجن. 

من جانبها، نفت قوات الدفاع الإسرائيلي الاتهامات الموجهة إليها بخصوص الإساءة المنهجية وأكدت أن ظروف المعتقلين تحسنت بشكل كبير خلال فترة الحرب. 

 المعاملة القاسية منذ أكتوبر 

منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، تلقت التقارير عن المعاملة التعسفية والقاسية للمعتقلين الفلسطينيين زيادة ملحوظة، وقد أدت القيود المفروضة على الوصول إلى المعتقلين من قبل المحامين وأفراد الأسرة ومفتشي الصليب الأحمر إلى انعدام الشفافية في الظروف التي يعيشها السجناء. 

 الانتهاكات جزء من نظام موجه 

تشير شهادات المعتقلين وتقرير منظمة "بتسيلم" إلى أن الانتهاكات ليست مجرد حالات فردية بل جزء من نظام قمعي تحت إشراف وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير. 

وقد قُتل ما لا يقل عن 60 شخصًا قيد الاحتجاز منذ اندلاع الحرب، مقارنة بوفاة واحدة أو اثنتين في العام السابق. 

السجون كجزء من الاحتلال المستمر 

يشير الفلسطينيون إلى أن السجون تشكل عنصرًا أساسيًا في الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 57 عامًا، حيث تُظهر التقديرات أن ما يصل إلى 40% من الرجال الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال مرة واحدة على الأقل.

وقد ارتفع عدد السجناء الفلسطينيين من 5200 قبل 7 أكتوبر إلى 9623 في أوائل يوليو، بما في ذلك 1402 سجين من غزة يُصنفون كمقاتلين غير شرعيين بموجب قانون الطوارئ، وفقا لما نشرته صحيفة "ذا جارديان". 

search