الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:51 ص

آباء يقتلون أبناءهم بسبب الكيف.. وخبير: شخصيات مضطربة

مدمن مخدرات _ أرشيفية

مدمن مخدرات _ أرشيفية

محمد العبساوي

A A

شهدت الأيام الماضية أحداثًا مأساوية أودت بحياة ثمانية أطفال على يد آبائهم، في محافظتين، والقاسم المشترك كان تعاطي المواد المخدرة.

في الواقعة الأولى، التي جرت في القليوبية، أقدم أب على قتل أولاده الأربعة انتقامًا من زوجته بعد خلاف بينهما، إثر تعاطيه المواد المخدرة، ثم أرسل لها صورهم وهم جثث هامدة، أما في الإسماعيلية؛ أقدم أب على قتل أطفاله خنقًا أثناء نومهم، نتيجة تعاطيه المخدرات.

الحادثتان تسلطان الضوء على ظاهرة باتت مقلقة للأسر المصرية، بشأن انتشار تعاطي المخدرات لدى بعض ضعاف النفوس، الأمر الذي يستدعي تدخل شامل لحماية الأطفال وضمان سلامتهم.

واقعة القليوبية 

وكشفت التحريات الأولية في واقعة قتل أب لأبنائه الأربعة بالقليوبية، أن المتهم تخلص منهم جميعًا وفرّ هاربًا، وتركهم غارقين في دمائهم.
وأفادت المعلومات الأولية بأن الأب المتهم بارتكاب الواقعة كان يمر بحالة نفسية سيئة بعدما تركت زوجته المنزل، ما تسبب في إقدامه على ارتكاب الواقعة البشعة.

واقعة الإسماعيلية

وفي واقعة الإسماعيلية، كشف شهود العيان أن والد الضحايا هو المتهم بارتكاب الواقعة، حيث إنه مدمن للكيف واعتاد تعاطي مخدر "الشابو".
وأوضح شهود العيان في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الأب المتهم كان دائم التعدي على زوجته وأبنائه، وهو الأمر الذي دفع الزوجة إلى الانفصال عنه، وتركت له المنزل والأبناء.

وأضاف الشهود أن الأب أقدم على قتل أطفاله خنقًا، وهم في حالة نُعاس تام داخل منزلهم في الكيلو 17 بمركز ومدينة القنطرة غرب، في ساعة مبكرة من صباح اليوم.

الدكتور جمال فرويز

من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وطب المخ والأعصاب، في تصريحات خاصة لـ "تليجراف مصر"، إن جرائم القتل تزايدت في الآونة الأخيرة بسبب انتشار مواد مخدرة جديدة مثل "الإستروكس" و"الآيس"، حيث إنها تؤثر بشكل كبير على كيمياء المخ وتُعَدِّل مستويات هرمون الدوبامين، مما يؤدي إلى تغيير سلوك الأفراد.

وأكد فرويز أن تفشي تعاطي المخدرات، سببه غياب الوازع الديني، وعدم إعلاء القيم الاجتماعية والأسرية والإنسانية.

وأضاف فرويز، أن هذه المواد يمكن أن تفقد الشخص مشاعره وأحاسيسه، وتجعل منه شخصية مضطربة، مشيرًا إلى أن معدلات حوادث القتل قد ترتفع في الفترة المقبلة نتيجة لانتشار أنواع متعددة من المخدرات الكيميائية في الشوارع الأمر الذي يستدعي تحركًا لردع كل من تسول له نفسه هدم قيم المجتمع المصري.

وأوضح فرويز أن الحل يكمن في معالجة أزمة الانهيار الثقافي والسلوكي لدى البعض، مشددًا على أهمية زيادة الوعي بخطورة المخدرات المحلية الصنع، ودعا إلى تدخل كافة الوزارات لمواجهة هذه الأزمة.

search