الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:19 م

الصحفيون عدو إسرائيل الأول.. الحقيقة لا تخشى الرصاص

الدحدوح

الدحدوح

آلاء مباشر

A A

سجل إسرائيل مع الإعلام والإعلاميين حافل بالجرائم، ويبدو أنه نهج معتاد يستهدف كل من يحاول أن ينقل الحقيقة، تارة بالتعتيم والتضليل وتسخير الآلة الإعلامية العالمية لصالح تبييض صفحتها الملطخة بالدماء، وتارة أخرى بلغة القتل والاغتيال.

لم يكن مقتل نجل وائل الدحدوح نقطة البداية لاغتيال الصحفيين الفلسطينيين. كانت تلك المساحة التي تضيق يوما بعد يوم على أهلها، والموزّعة بين قطاع وضفّة، شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق عيون الحقيقة، وتصل القائمة إلى أكثر من 55 واقعة، صاحب بعضها ضجّة كبرى.

أبو عاقلة

في مايو عام 2022، اغتالت دولة الاحتلال الإسرائيلي الصحفية المناضلة شيرين أبو عاقلة، التي أفزعت المستوطنين، واستطاعت أن توصل صوت كل فلسطيني إلى قلب بيت كل عربي، حينما اتجهت إلى جنين لتكشف الحقيقة وتنقل للعالم مجازر قوات الإسرائيليين ضد الفلسطينيين المدنيين العزل، ولكن شاء القدر أن يترقبها الاحتلال ويصيبها في مقتل برصاصة بين رقبتها وأذنها، لترتقي روحها الطاهرة إلى المولى عز وجل.

غفران


واصل الاحتلال الإسرائيلي محاولاته في إخماد الصوت الفلسطيني، لتسقط شهيدة فلسطينية أخرى في يونيو 2022، وهي الصحفية غفران وراسنة، إثر إصابتها برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب العروب، شمال الخليل، وهي تمارس عملها في نقل الصورة الحقيقية من قلب فلسطين إلى العالم.

حمزة


توالت الأحداث إلى السابع من أكتوبر 2023، مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، ليقصف الاحتلال المدنيين في البيوت والشوارع ردًا منه على حركة "حماس"، ولكنه واجه عدوا جديدا ترصده، وهو الصحافة الفلسطينية التي تنقل أساليبه ووسائله للعالم كافة، ومن ثم اتخذه من ضمن انتقاماته، ومن بين هؤلاء حمزة الدحدوح، نجل الصحفي وائل الدحدوح، الذي سلك طرق أبيه نفسها، ليكون من ضمن المغتالين الأوائل في عام 2024.

لماذا الاغتيالات؟

تعليقًا على ذلك، قال السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، إن “الصحافة الفلسطينية تعد العدو الأساسي للكيان الصهيوني، لأنها تقف أمامه شامخة لا تخشى رصاصه، فكلماتها وعدسة الكاميرا أقوى من أسلحة القوات الإسرائيلية”.


وتابع السفير الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أنه منذ عام 1967، والاحتلال الإسرائيلي يلاحق الكلمة الحرة ويحارب الرأي ويحاول منع كل مقاومة للاحتلال، فهو يلاحق الصحفيين والكتاب والمفكرين، خوفًا من أن تسود رواية غير روايته الخادعة ولا ينكشف ضعفه أمام العالم بأكمله، لذلك هدفه الأساسي استهداف الصحفيين المؤثرين في العالم.

أضاف الدوح أن دولة الاحتلال لا تكتفي بقتل الصحفيين فحسب، بل تضع في خطتها أن تسبب لهم عاهة وإعاقة تمنعهم من ممارسة مهنتهم، وكأنهم يمارسون العنف ليسكتوا ألسنة الصحافة.

وأشار "اللوح" إلى الصحفي وائل الدحدوح، واصفًا إياه بأنه المثال الحق للصحفي الشريف الصامد الذي على الرغم من استقطاب عائلته، إلا أنه ما زال متماسكًا وعينه لا تخشى رصاص الاحتلال، فكلمته وهو ممسك الميكروفون "المايك" تهيبهم جميعًا.

search