الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:30 ص

ما أسباب انتشار ظاهرة تدخين الأطفال؟

تدخين الأطفال -تعبيرية

تدخين الأطفال -تعبيرية

ياسمين محمد النجار

A A

رغم مخاطر التدخين المتعارف عليها، بالإضافة إلى كونه أحد الأسباب في التغيرات المناخية، إلا أن شريحة المدخنين في ازدياد، شاملة عدة أعمار من الأطفال والمراهقين مرورًا بالشباب إلى البالغين، مسببة كوارث بالجملة على الصحة العامة في المجتمعات.

مرحلة المراهقةوالضغوط النفسية

يرى دكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الأطفال خاصة في مرحلة المراهقة دائمًا ما يلجأون للأمور الشكلية، حتى يظهروا في مظهر البالغين، خاصة إذا ما كان للأهالي في هذا التوقيت دور سلبي في حياة الأبناء، من ممارسة الضغوط النفسية والعصبية، والإصرار على معاملة المراهق كطفل صغير، واقتياده بالضرب والتعليمات القاسية والرقابة المغلظة، مما يدفع الطفل لمحاولة إظهار نفسه بمظهر البالغ، وذلك يدفعه بالكاد لعدة ممارسات أبرزها هي التدخين.

الشلة والأصدقاء

المراهق عادة ما يلجأ لتكوين شلة ويميل لعلاقة الصداقة في تلك المرحلة، وتظهر لديه الرغبة في اقتياد هذه الشلة، بإبراز أنه الأقوى والأكبر، ليتم السيطرة عليهم نفسيًا فيهابوه، فيلجأ لتصرف مثل التدخين، باعتباره أحد الأشياء التي يمارسها البالغون، وتعطي إحساسا بالسيطرة.

وأحيانًا يكون الفعل نابعًا من رفاق السوء، فيقول هندي: "وقتها يتعازمون عليه بسيجارة، ويقولوا متخافش من أبوك ولا أمك، مما يستفز الطفل ويرغب في إثبات أنه كبير الآن، فيرضخ لتلك الفعلة، وبعض الأحيان تمارس الشلة التنمر على المراهق مما يدفعه لحماية نفسه باتباع قوانينهم، بما فيها من أفعال كالتدخين".

وأضاف: "أحيانًا يلجأ المراهق للتدخين رغبة في سد فضوله، أو كشكل من المحاكاة والتقليد، وشكل من أشكال التسلية وشغل أوقات الفراغ، خاصة وإن كان يتواجد بأماكن يكثر فيها التدخين كالمقاهي الشعبية".

رِخص السجائر

انخفاض ثمن السجائر أيضًا أحد أهم الأسباب، إلى جانب توافرها بشكل كبير في كل مكان، خاصة مع تنوع نكهاتها وماركاتها الرخيصة، التي تثير فضول المراهقين وتدفعهم للتجربة.

السجائر الإلكترونية

السجائر الإلكترونية أعطت الجرأة للمراهق بسبب جهل بعض الأهالي بأشكالها، مما يجعلهم يجهلون ماهيتها حتى لو رأوها بحوزة الطفل، مما يسهل للمراهق الهرب من رقابة الأسرة وبالتالي تسهيل عملية التدخين بالنسبة له، إلى جانب إقبال المراهقين والشباب الصغير عليها بسبب الروايات المغلوطة حولها أنها غير مؤذية وغير مضرة.

الرقابة الأسرية والمجتمعية

غياب الرقابة من أحد أهم الاسباب التي دفعت لمعايشة تلك المشكلة الآن، فنرى بعض الأهالي يهملون الرقابة على أطفالهم خاصة في سن خطيرة كالمراهقة، كما أنهم لا يهتمون بالمحيط الذي يوجد به المراهق، ولا حتى أصدقائه، كما أن وجود المراهق في بيئة مدخنة من الأساس ستساهم بشكل كبير في تقليده لنفس الفعل، كأن يكون الأب مدخن على سبيل المثال، ومن الكوارث التي نراها، أن بعض الأباء يتشاركون التدخين مع أبنائهم المراهقين، وهذا دلالة على غياب دوره كأب.

وأضاف: "أنا أقترح أن تقوم الجهات الصحية والجهات المجتمعية، بتقديم حملات للحد من التدخين، وإيقاع الغرامات خاصة على الأولاد ما بين سن 18 إلى 21 سنة، مما سيكون رادعًا لمن هم في سنهم وأصغر منهم.

أخصائيون وشرطة مجتمعية

 وعن غياب دور المجتمع في التصدي لمثل تلك الافعال، فتجيب الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بهذا الصدد وتقول: "زمان كنا نرى في شوارعنا أخصائيين اجتماعيين وشرطة مجتمعية، تتجول في الشوارع بشكل مستمر، لتفقد أحواله والحفاظ على انضباطه، ولكن الآن لا نرى شيئًا من كل ذلك".

وأضافت: "تعتبر المسلسلات والأفلام أحد الأسباب، فنرى فيها التدخين يحدث بكثرة، مما أدى لكثرة انتشاره، وأيضًا لم تعد هناك برامج للأطفال رغم أهميتها في تشكيل وعي الطفل وزجره عن السوء من الفعل كالتدخين، والحال نفسه في برامج الأسرة والمرأة والتي أضحت تدعو لهدم الأسر بدلًا من الحفاظ عليها، فأضحت المفاهيم الأخلاقية مشوهة تمامًا، مما يدفعنا للمطالبة بوازة للإعلام، وعدم تعيين غير الدارسين في السلك الإعلامي، بسبب ما نشاهده الآن من انعدم المهنية، ونتاج كل ذلك أصبح لدينا الآن في مجتمعنا طفل يشرب السجائر".

الخوف من المشاكل

وأضافت: "الآن أصبح لدى المجتمع بعض الوعي الذي يخص فكرة، كل شخص يخليه في حاله، لعدم التسبب مع مشاكل مع الآخرين، أو الدخول في مشاجرات، حتى لو رأوا مثلا طفلا يدخن يكون لسان حالهم، مليش دعوة الأمر متروك لوالديه وللدولة ليتكفلا بهذا الأمر، وهذا مستجد على المجتمع الذي اعتاد قبلًا زجر مثل تلك التصرفات على أقل تقدير".

search