الإثنين، 09 سبتمبر 2024

11:25 ص

سيجارة وشفتان ورديتان.. كيف يرى المجتمع "المرأة المدخنة"؟

النساء المدخنات

النساء المدخنات

ياسمين محمد النجار

A A

طوال أيام، لم تكف منصات التواصل الاجتماعي عن مناقشة موقف عابر كتبه شاب، يحكي فيه عن أخته الصغرى، التي رأت “علبة سجائر” في حقيبة فتاة تجلس بجوارها في انتظار الدخول إلى الطبيب في عيادته.

الموقف حكاه شاب يدعى إسلام محمد، في “بوست” عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، مخلفا وراءه عاصفة من الجدل والرؤى المختلفة، والاتهامات.

 

منشور مثير للجدل

كتب إسلام في منشوره:" "أمي تعبانة، وفي كل مرة بنروح فيها عند الدكتور، أختي بتبقي معايا لمساعدة أمي في أمور اللبس وكدا.. المهم منتظرين دخولنا عند الدكتور.. وكان قاعد قدامنا كام بنت، المهم واحدة منهم بتفتح الشنطة، أختي لمحت معاها علبة سجاير، أقسم بالله أختي بكل عفوية بفطرتها شدتني من دراعي شدة جامدة جدًا.. بتقول لي: إسلام البنت دي معاها علبة سجاير لاتكون بتشربها!".

صورة إسلام مع أخته

وأضاف:" لوهلة أنا ضحكت جدًا من رد فعل أختي، وبعد الوهلة الأولى حمدت ربنا على التربية اللي ربتها أمي وأبويا لينا، خصوصًا لأختي الكبيرة الوحيدة".

تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، فالبعض رأي المنشور عنصريا وازدواجي المعايير وتدخلا في شئون الغير، فيما اتفق آخرون مع مضمون المنشور.

رأي المجتمع

توجه “تليجراف مصر” بالسؤال إلى عدد من الشباب عن آرائهم في تدخين المرأة، ورؤيتهم لهذا الفعل مجتمعيًا، فقالت إنجي العفيفي، 20 عامًا:" أصلًا ليه بنت تدخن؟، نظرتي الخاصة للمدخنين بشكل عام سواء رجال أو نساء غير مرحبة ومشمئزة، كمان بيصعبوا عليا، لأنهم بيضروا نفسهم بشيء بخس حرفيًا، والمجتمع بيتقبلها من الرجال علشان اتعود على أفعال مشابهة منهم، ولكن ده لا ينفي إنه التدخين حرام".

فيما علقت جهاد أحمد، 23 عامًا، قائلة:" نفس الكلام اللي بينطبق على الولد ينطبق على البنت، بس المجتمع اللي بيدعي الأخلاق مش أكتر، ليه نجرم البنت ومش بنجرم الولد؟ مع إن الفعل واحد والسجاير حرام على الاتنين؟، مع إنه ساعات بحسه سلوك غير لائق للبنات بالأكثر، ولكن في النهاية هو غير لائق على الجنسين".

وبدورها علقت ياسمين الخلفي، 23 عامًا، قائلة: "بشوفها مسترجلة وبتاخد طباع وتصرفات خارج إطار كونها أنثى، وأكيد بيرجع لأسباب كتير سواء نفسية أو اجتماعية أو حتى بيئية، ومش بقول على النوع اللي بيجرب مره مرتين وخلاص، لأ النوع اللي مستمر، وأكيد النوع ده لو كان لاقي حد بيوجهه صح، وأصبحت هناك حلول لأسبابها مكنتش كملت في الفعل ده".  

وأضافت:  أما عن الوصمة، فأنا مش باخد بالمظاهر، ودايمًا بقول إنه لكل تصرف سبب، فمش بحكم على الشخص لكني بحكم على التصرف إنه هو غلط وبس".

الفتاة كائن رقيق

 أستاذة علم الاجتماع سامية خضر علقت على الموضوع، قائلة: "المجتمع في المقام الأول ينظر للفتاة كونها تمثل الرقة والجمال، ولطالما ارتبطت بكل ما هو راقي، بعيدًا عن كل السواد، فيما تختلف نظرته للولد الذي يريده المجتمع خشنًا طوال الوقت مما يولد فرقًا، ولا يصح أن يتبدل الحال بينهما".

الأنثى صاحبة مسؤوليات

وأضافت: "من حَكم بترك الولد للتدخين والبنت لا، كلاهما غير مستثنيان، التدخين عامة خطر على الصحة، والدولة للأسف لم تعد ترفع من مجالها الثقافي، فالمفروض أن التدخين ضار بالصحة وبالمناخ والمحيطين أيضًا، ولكن لا توعية للأسف".

واستكملت خضر معلقة على رأي المجتمع ونظرته للنساء المدخنات: "لا فرق بين البنت والولد، لكن البنت مسئولياتها في بناء الإنسان أكثر، هي اللى بتحمل ٩ أشهر، ربنا حملها ذلك الجهد، ثم مرحلة الرضاعة، هل ينفع ترضع وهى بتدخن؟، وليه عايزين كل ما يقوم به الرجل حتى لوكان خطأ نتركه أيضًا للأنثى؟، طيب ينفع ست ترضع وتنفخ دخان السجائر فى وجه الرضيع؟".

search