الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:33 ص

"موطني".. واجب غزة يهزُّنا طربا وألما

إليسا وسعد رمضان

إليسا وسعد رمضان

نورهان طلعت

A A

من منا لا يقشعر بدنه عندما يستمع لنشيد “موطني”، الذي أصبح عنوانًا للرثاء والآلام التي تعيشها أوطاننا العربية؛ فالنشيد الذي يعود عُمره إلى 90 عامًا لا زال رمزًا للعزة والصمود لشعبنا العربي في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها.

“موطني” قصيدة قدمها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ووضع لها اللحن المُوسيقار اللبناني محمد فليفل عام 1934.

تم الاستقرار على نشيد “موطني” نشيدًا رسميًا لدولة العراق، بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين عام 2003، لكنه اعتمد أيضًا كنشيد غير رسمي لفلسطين، لتعبيرها عن الأحداث الصعبة التي يعيشها أبناء فلسطين.

أبناء غزة صامدون

في لحظة من العزة والصمود تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة عقب اندلاع أحداث “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، وقف الطاقم الطبي لمستشفى “العودة” بـ"غزة" يرددون هذا النشيد، في رسالة واضحة إلى العالم، تعبّر عن مدى انتمائهم لهذا الوطن ورفض التخلي عنه مهما حدث.

ويعد نشيد “موطني” هو الأكثر غناء بين نجوم الوطن العربي على مرّ السنين. غنّته النجمة اللبنانية إليسا والعراقية شذى حسون والسورية فايا يونان والفنان الفلسطيني مراد السويطي، وقدمه من جديد الفنان اللبناني سعد رمضان والمصرية هند عبد الحليم ومحمد جمال فور اندلاع أحداث “طوفان الأقصى”.

غنّته الفنان العراقية شذى حسون عام 2010، خلال أحد الإعلانات التليفزيونية لصالح شركة اتصالات، وشاركها حينها الغناء المُنتخب العراقي لكرة القدم.

كما غناه الفنان الفلسطيني مراد السويطي عام 2013، لكن بتوزيع جديد للموسيقي رامي عرفات، وبعد عامين أعادت النجمة اللبنانية إليسا، غناء النشيد. وعلى الرغم من سخرية البعض  من إليسا، لاستبدالها كلمة “موتني" بـ “موطني”، فإن الأغنية حققت حينها نسبة مُشاهدة مُرتفعة ونجاحًا كبيرًا.

وقدمت النشيد ذاته الفنانة السورية فايا يونان في فيديو رصدت من خلاله الحرب الأهلية بسوريا، وكان ذلك في مارس 2017، وأخيرا وفي خضم أحداث “طوفان الأقصى”، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، أعاد الفنان اللبناني سعد رمضان غناءها، وأيضًا الفنانة هند عبد الحليم بصحبة الفنان محمد جمال.

صادق وحماسي

في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر" تحدث الفنان اللبناني سعد رمضان، عن أسباب اتجاه النجوم لغناء هذا النشيد تحديدًا دونًا عن غيره، وأسباب حضوره القوي رغم مرور كل هذه السنوات على كتابته، قائلاً "الجميع يتجه لغناء (موطني) لأن كلمات النشيد حماسية، وصادقة بشكل كبير، ولحنها يستطيع وصف وإيصال الإحساس بشكل كبير".

يضيف "كلمات هذا النشيد تشبه ما يحدث في الوطن العربي، وتحديدًا القضية الفلسطينية، لذلك عندما تندلع بها الأحداث بين وقت وآخر يتجه أي فنان لغناء هذا النشيد المؤثر والقوي".

تطرق “رمضان” في حديثه عن تفاصيل وكواليس خروج “موطني” بصوته إلى النور "سجّلت هذا النشيد مُنذ 5 سنوات، ونشرته عبر (يوتيوب)، ومع إندلاع أحداث طوفان الأقصى وسقوط آلاف من الشهداء، قُمت بتصوير فيديو جديد، وارتديت الكوفية الفلسطينية تضامنًا مع الإخوة الفلسطينيين".

غياب الأوبريتات العربية

تطرق الحديث مع المُطرب اللبناني حول أسباب غياب الأوبريتات العربية القوية مثل “القدس هترجعلنا” و"الحلم العربي"، ليرد على هذا التساؤل "أنا دائمًا جاهز للمُشاركة في أي أوبريت غنائي يرصد ما يعانيه الشعب الفلسطيني والعربي، لكن لم تسنح الفرصة بعد، وإذا كانت هناك نية للتحضير لأوبريت جديد، فأنا سأكون في مُقدمة الصفوف للمُشاركة به".

وعن مخاوفه على لبنان تجاه أي أحداث قد تتورط بها، قال "لا شك أن لبنان تعيش ظروفا صعبة مثل غالبية دول العالم، وهنا أتحدث اقتصاديًا، لكننا تعودنا بلبنان على كل الظروف الصعبة، والشعب اللبناني دائمًا يحاول الوقوف على قدميه، ونحن نحب الحياة".

الفنان سعد رمضان

وتابع "لكنني بالتأكيد خائف أن تنتقل الحرب من غزة إلى لبنان، لأننا نعيش ظروفًا صعبة كما تحدثت، وكل العالم يعرف مخطط دولة الاحتلال، ورغبتهم في السيطرة من النيل للفرات".

search