السبت، 05 أكتوبر 2024

06:20 م

الاعتداءات المتكررة على الأطباء عرض مستمر.. والنقابة تحذر من كارثة

احد المستشفيات

احد المستشفيات

عبدالمجيد عبدالله

A A

نقابة الأطباء تحذر من كارثة صحية بسبب الاعتداءات المتكررة على الأطباء في المستشفيات شهد شهر أغسطس الجاري، سلسلة من الاعتداءات المتكررة على الأطباء في مصر، وهو ما أثار حفيظة نقابة الأطباء ودفعها للخروج عن صمتها والمطالبة بضرورة حماية الأطباء وتوفير الحماية اللازمة لهم.

رغم ما تعانيه مصر من نقص في عدد الأطباء، خاصة في تخصصات طبية حيوية مثل طب الأسرة والتخدير والرعاية المركزة، إلا أن مشهد الاعتداء على الأطباء في المستشفيات بات متكرراً.

أحد أبرز هذه الحوادث وقعت في مستشفى سوهاج التعليمي، حيث تعرض طبيب جراحة مقيم للطعن من قبل مرافق إحدى الحالات أثناء قيامه بعمله خلال النوبتجية.

وشهد مستشفى العبور بكفر الشيخ، محاولة قتل استشاري باطنة ومقرر لجنة الفيروسات بالمستشفى بعد تعرضه لاعتداء من مريض وزوجة ابنه، حيث استدعيا أشخاصاً من الخارج واعتدوا على الطبيب. 

أسفر الهجوم عن إصابات خطيرة للطبيب شملت كسرًا في الكتف الأيمن، استدعت إجراء عملية جراحية وتركيب مسامير، بالإضافة إلى إصابات أخرى في الأربطة والأصابع.

وفي القاهرة، كانت مستشفى عين شمس التخصصي مسرحاً لحادثة اعتداء بين الفنان محمد فؤاد وأحد أطباء القلب، وهو ما أضاف إلى قائمة الاعتداءات المستمرة.

نداءات من النقابات الطبية لتغليظ العقوبات

أمين صندوق النقابة العامة للأطباء، الدكتور أبو بكر القاضي، حذر من أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى كارثة صحية في البلاد. 

وشدد على ضرورة وجود قانون صارم يعاقب المعتدين على المستشفيات والأطقم الطبية، مشيراً إلى أن استمرار هذه الاعتداءات ينذر بتصحر طبي في مصر.

وفي السياق نفسه، طالب عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، الدكتور يحيى دوير، بسرعة إصدار قانون المسؤولية الطبية، لضمان تحقيق العدالة وحماية حقوق الأطباء والمرضى على حد سواء. 

وأوضح أن هذا القانون سيساعد في تحديد المسؤولية الطبية بدقة، سواء كانت مدنية أو جنائية، مما يحد من التهديدات التي تواجه الأطباء.

من جهته، أكد عضو نقابة أطباء الجيزة، الدكتور شريف غراب، أن إقرار قانون المسؤولية الطبية أصبح ضرورة حيوية، حيث يتضمن القانون تغليظ العقوبات على الاعتداءات ضد المنشآت الصحية والأطقم الطبية، مما يساهم في حماية الأطباء وتحسين بيئة العمل.

أسباب تكرار الاعتداءات ودعوات للإصلاح

أشار مقرر اللجنة القانونية بالنقابة العامة للأطباء، الدكتور طارق منصور، إلى أن تكرار سيناريو الاعتداء على الأطباء له عدة أسباب، منها مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار، نقص المستلزمات والأدوية، بالإضافة إلى الجهل بالأمور الطبية. 

وأكد أن عدم وجود قوانين رادعة يدفع الأطباء إلى التحول للطب الدفاعي، مما يؤدي إلى تأخر علاج الحالات الطارئة وتحويلها إلى مستشفيات أخرى.

وأشار منصور إلى أن تكرار حالات الاعتداء يدفع الأطباء إلى رد الفعل بشكل مشابه، مع غياب ثقافة الاعتماد على القانون، مما يزيد من تعقيد المشكلة.

الاعتداءات تدفع الأطباء للبحث عن فرص خارج مصر

أطباء جامعة الأزهر، مثل الدكتور عيسى حامد، استشاري التخدير والرعاية المركزة وطب الطوارئ، أكدوا أن تلك الاعتداءات تؤثر سلباً على تقديم الخدمة الطبية بالمستشفيات. 

أمين صندوق نقابة أطباء القليوبية، الدكتور أحمد أنور

وأوضح حامد لـ"تليجراف مصر"، أنه تعرض لمضايقات عديدة من ذوي المرضى أثناء عمله، مما دفعه للتفكير في البحث عن فرص عمل خارج مصر.

أمين صندوق نقابة أطباء القليوبية، الدكتور أحمد أنور، أشار إلى أن الاستقالات المتزايدة بين الأطباء تعود إلى ظروف العمل الصعبة، بما في ذلك تدني الأجور وسوء المعاملة، بالإضافة إلى النقص في المستلزمات الطبية. 

الدكتور احمد عبدالجواد عضو مجلس نقابة اطباء الاسكندرية

كما أشار إلى أن الإعلام يساهم في تفاقم المشكلة بتناوله غير العادل للقضايا الطبية.

وفي الإسكندرية، أكد عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور أحمد عبدالجواد، أن نقص الأدوية والمستلزمات في المستشفيات يتحمل مسؤوليته الأطباء، مشددًا على ضرورة وجود قانون رادع لحمايتهم.

توصيات لتحسين بيئة العمل وحماية الأطباء

أخيرًا، أكدت أمين عام نقابة أطباء أسيوط، الدكتورة هبة عطية، أن تكرار الاعتداءات يعكس مشكلة أساسية في بيئة العمل، مما يدفع الأطباء إلى التفكير في الهجرة بحثًا عن فرص عمل أكثر أمانًا. 

ودعت إلى تقليل عدد المرافقين في المستشفيات لحماية الأطباء وضمان تقديم رعاية طبية مناسبة للمرضى. كما شددت على أهمية وجود قوانين رادعة لتحسين بيئة العمل وتوفير الأمان للأطباء.

search