الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:27 ص

نتنياهو يترنح.. انقسامات الحكومة الإسرائيلية تخرج للعلن

بنيامين نتنياهو

بنيامين نتنياهو

أحمد سعد قاسم

A A

رغم محاولات إبقائها في طي الكتمان، فإن الانقسامات الداخلية التي شقّت صف الحكومة الإسرائيلية، طفت إلى السطح، بعد تسريب اجتماعها الأخير، ما أصاب رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بإحباط شديد، جلعه يصف ما يحدث بأنه "طاعون تسريبات"، ووصل الأمر إلى حد طلبه وضع كل الوزراء على جهاز كشف الكذب!

وكشفت التسريبات خلافات حادة وقع فيها وزراء نتنياهو في إدارة الحرب وما بعدها، وخلال اجتماع حكومي اعترف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف، بوجود نقاش عاصف بين أطراف الحكومة والقادة السياسين.

توقعات بخسارة نتنياهو

وتعكس الأحداث الجارية تصدعات في الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو بعد ثلاثة أشهر من الحرب مع حركة “حماس” الفلسطينية، وهو ما يُنذر بالخطر إذ انهارت الحكومة، فمن المرجح أن تواجه إسرائيل انتخابات جديدة يُتوّقع على نطاق واسع أن يخسرها نتنياهو.

توترات داخلية

حلفاء نتنياهو وجهوا انتقادات للقيادة العسكرية الإسرائيلية لإصرارها على إجراء تحقيق حول أسباب هجوم “حماس” في 7 أكتوبر 2023 في إطار ما سمته الحركة “طوفان الأقصى”، ما أظهر التوترات بشأن الإخفاقات قبل ذلك التاريخ.

في حين اعتذر كل من كبار المسئولين الأمنيين في إسرائيل علنًا عن الإخفاقات غير المقبولة قبل 7 أكتوبر، لكن نتنياهو ولفترة طويلة تجنب الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية.

واعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الموقف السياسي الذي اتخذه نتنياهو هو مقدمة لحملة لإلقاء اللوم فقط على قادة الجيش والاستخبارات في البلاد، من دون المساس بمستقبله الحكومي، وهو ما سيوسع دائرة الانقسامات بين الأطراف السياسية في تل أبيب أكثر فأكثر.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن "التحقيق العملياتي" في إخفاقات 7 أكتوبر كان ضروريًا لقتال الجيش في قطاع غزة، بالإضافة إلى إعداد نفسه للجبهات الأخرى، مشيرًا إلى أن التحقيق ليس بديلًا عن أي تحقيقات خارجية.

وهذه التصريحات جاءت على خلفية اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الذي انتهى بغضب شديد بين الوزراء ورئيس أركان الجيش، حيث انتقد المشرعون اليمينيون خططه للتحقيق في الأخطاء المرتبطة بهجمات “حماس”، كما عبّر الوزراء عن غضبهم إزاء ضم وزير الدفاع السابق، شاؤول موفاز، بسبب تورطه في الانسحاب من غزة عام 2005.

نحارب ونحاكم

بحسب "تايمز أوف إسرائيل"، ذكرت تقارير في وسائل الإعلام العبرية، أن نتنياهو قطع الاجتماع بعد ثلاث ساعات من الاشتباك بينه وبين الوزراء. وأفاد مسئولون في الجيش الإسرائيلي للقناة 12 الإخبارية، بأنهم يخوضون معارك في غزة والضفة الغربية ولبنان، في وقت يواجهون معارضة من بعض أعضاء مجلس الوزراء. ويحاول نتنياهو تأجيل أي تحقيق حول هجوم "حماس"، حيث يدّعي المنتقدون أنه يستغل الوقت للبقاء في منصبه.

انتقادات دولية

ولم تكن الانقسامات في دولة الاحتلال داخليه فقط، بل حتى على المستوى الدولي، بعدما أعلن السياسي الإسرائيلي، بتسلإيل سموتريش، في وقت سابق، أن تهجير سكان غزة من القطاع سيفتح الباب أمام الإسرائيليين “لإنعاش الصحراء”، وهو ما دعا إليه أيضًا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ما أثار حفيظة الأمم المتحدة التي أصدرت بيانًا حذّرت فيه من أن التهجير القسري للفلسطينيين خارج غزة هو “عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، إنه منزعج للغاية من تصريحات مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوى بشأن خطط نقل المدنيين من غزة إلى دولة ثالثة، بينما قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تصريحات سابقة، إن التهجير القسري محظور تمامًا باعتباره انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي.

search