الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:16 ص

ليلة قصف الحوثي.. دائرة النار تتسع في "البحر الأحمر"

صورة مأخوذة من مدمرة بريطانية في البحر الأحمر  أثناء إطلاق صواريخ

صورة مأخوذة من مدمرة بريطانية في البحر الأحمر أثناء إطلاق صواريخ

أحمد سعد قاسم

A A

قصف الجيشان الأمريكي والبريطاني أكثر من عشرة مواقع للحوثيين في اليمن، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، في ضربة انتقامية باستخدام صواريخ توماهوك التي تطلقها السفن الحربية والغواصات والطائرات المقاتلة، حسبما قال مسؤولون أمريكيون. 

وأضافوا أن الأهداف العسكرية للحوثيين، شملت مراكز لوجستية وأنظمة دفاع جوي ومواقع تخزين وإطلاق أسلحة.

وسمع صحفيو وكالة “أسوشيتد برس” في العاصمة اليمنية صنعاء، 4 انفجارات في وقت مبكر من يوم الجمعة بالتوقيت المحلي. 

وقال اثنان من سكان مدينة الحديدة اليمنية، هما أمين علي صالح وهاني أحمد، إنهما سمعا 5 انفجارات قوية تضرب المنطقة الساحلية الغربية للمدينة، التي تقع على البحر الأحمر وهي أكبر مدينة ساحلية يسيطر عليها الحوثيون.

كما سمع سكان مدينة تعز الواقعة جنوب غرب البلاد بالقرب من البحر الأحمر أصوات انفجارات، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”. 

أول رد 

تمثل هذه الضربات أول رد عسكري أمريكي على هجمات الحوثي بطائرات دون طيار وصواريخ على السفن التجارية، منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 2023 .

ويأتي الهجوم العسكري المنسق بعد أسبوع واحد فقط من إصدار البيت الأبيض ومجموعة من الدول الشريكة تحذيرًا أخيرًا للحوثيين لوقف الهجمات أو مواجهة عمل عسكري محتمل. 

طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز تايفون تقلع للانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة

حارس الازدهار

وحذرت الولايات المتحدة جماعة الحوثيين أكثر من مره وطالبتهم بوقف الضربات لكن الجماعة لم تستجب، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة بإعلانها عن تحالف عسكري أطلق عليه “حارس الازدهار” وهو تحالف بحري متعدد الجنسيات لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر الذي يعد ممرًا مائيًا حيويًا للتجارة والاقتصاد العالميين.

وانضم إلى التحالف الذي تقوده أمريكا 10 دول، هم المملكة المتحدة، والبحرين، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وسيشيل، وإسبانيا.

الغارات الأمريكية البريطانية في اليمن

تحذيرات أمريكية 

ويبدو أن التحذير كان له على الأقل بعض التأثير قصير الأمد، حيث توقفت الهجمات لعدة أيام، لكن يوم الثلاثاء، أطلق الحوثيون أكبر وابل من الطائرات دون طيار والصواريخ التي استهدفت السفن في البحر الأحمر، وردت السفن الأمريكية والبريطانية والمقاتلات الأمريكية بإسقاط 18 طائرة دون طيار وصاروخين كروز وصاروخ مضاد للسفن.

وأمس الخميس، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا مضادا للسفن في خليج عدن، شاهدته سفينة تجارية لكنه لم يصيب السفينة.

وفي اتصال مع الصحفيين، قال كبار المسؤولين الأمريكيين في الإدارة والجيش إنه بعد هجمات الثلاثاء، دعا الرئيس جو بايدن فريق الأمن القومي الخاص به وعرض عليه خيارات عسكرية للرد، ثم أمر وزير الدفاع لويد أوستن بتنفيذ الضربات الانتقامية.

الغارات الأمريكية البريطانية على مواقع حوثية

بريطانيا شريكة في القصف

وفي بيان منفصل، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات مستهدفة ضد منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون.

وقالت وزارة الدفاع إن 4 طائرات مقاتلة متمركزة في قبرص شاركت في الضربات.

وفي إشارة إلى أن المسلحين نفذوا سلسلة من الهجمات الخطيرة على السفن، أضاف: “هذا لا يمكن أن يستمر"، وقال إن المملكة المتحدة اتخذت "إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة للدفاع عن النفس، إلى جانب الولايات المتحدة بدعم غير عملياتي من هولندا وكندا والبحرين ضد أهداف مرتبطة بهذه الهجمات، لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وحماية الشحن العالمي".

هجوم حوثي على السفن

وكان الحوثيون الذين نفذوا 27 هجوماً باستخدام عشرات الطائرات دون طيار والصواريخ منذ 19 نوفمبر، حذروا من أن أي هجوم للقوات الأمريكية على مواقعهم في اليمن بأنه سيثير رداً عسكرياً عنيفاً.

وتعهد مسؤول حوثي رفيع المستوى، علي القاحوم، بالانتقام، قائلًا في منشور على موقع “إكس”: “المعركة ستكون أكبر”.

حوثيون مسلحون على الشاطئ في محاولة للسيطرة على سفينة تجارية

مواقع استهداف الحوثيين

وذكرت قناة "المسيرة"، وهي قناة إخبارية فضائية يديرها الحوثيون، أن الغارات أصابت قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء، ومطار مدينة الحديدة الساحلية، ومعسكر شرق صعدة، ومطار مدينة تعز، وقاعدة جوية.

وقال شهود عيان تحدثوا مع وكالة أسوشيتد برس إنهم شاهدوا ضربات في أربع مناطق، بما في ذلك ذمار والحديدة وصنعاء وتعز.

ولم يقدم الحوثيون على الفور أي معلومات عن الأضرار أو الضحايا.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تهدف إلى وقف الحرب الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة.

سيدفعون الثمن

وقال نصر الدين أمير، المسؤول الحوثي، تعليقا على ما حدث “هذا عدوان وحشي وسيدفعون ثمنه بلا شك، ولن نتراجع عن موقفنا الداعم للشعب الفلسطيني مهما كان الثمن”، حسب ما ذكرته صحيفة “وول إستريت جورنال”.

 

العبور عبر البحر الأحمر

ويُعد العبور عبر البحر الأحمر، من قناة السويس إلى مضيق باب المندب، ممرًا ملاحيًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية. 

ويمر نحو 12 بالمئة من التجارة البحرية العالمية عادة عبر الممر المائي الذي يفصل بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والحبوب وكل شيء من الألعاب إلى الإلكترونيات.

search