الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:09 ص

بصيرة فنان وجراح محارب.. مريم كفيفة بأنامل ذهبية (خاص)

مريم جرجس

مريم جرجس

بأنامل ذهبية وبصيرة من نور، كانت مريم تشغل أعمالها اليدوية بحب خرزة خرزة، وبسبب الشغف والإصرار المتقدين، صاحبت كل قطعة بدقة في رحلة قصيرة حتى تعقد خيط النهاية.

فن الخرز

وقالت مريم جرجس لـ"تليجراف مصر"، إن بداياتها ترجع لـ10 سنوات، كان الحزن السائد في حياتها، فبعد وفاة والدتها، وجدت نفسها أمام رياح الحياة العاتية، التي أرادات التصدي لها بالعمل، وشغل وقت الفراغ.

رغبة التأثير والإنتاج والخروج من أزمتها دفعتها للتفكير في مجال فن الخرز، ورغم أنها عانت من الصعوبات في البداية إلا أن إصراراها كان يفوق كل هزيمة.

مشغولات مريم اليدوية

أضافت "مش قادرة أنسى أول مرة فكرت أعمل فانوس ميدالية، كنت بعاني بشدة، وكنت بحاول أكتر من مرة، ولكن بعد مرور سنة طويلة من المحاولات قدرت أتعلم أساس الغرز بإتقان، وبعدها بدأت في عمل مجسمات لعلب المناديل والبونبونيرة والميداليات والاكسسورات وأشياء أخرى".

مشغولات مريم اليدوية

وتابعت: "رغم تخطي أولى العقبات وهي التعلم، واجهتني عقبة أخرى وهي بيع مشغولات الخرز بسبب سعرها الغالي، إلى جانب حملها في الأساس، بسبب معاناتي من مشاكل في العظام".

مشغولات مريم اليدوية بالخرز

مشاكل صحية

رابط القرابة بين والديها كان نذير شؤم حاوطها، فكان النتاج إصابتها بإعاقة بصرية إثر عيب خلقي، لم تكن تلك آخر مآسي مريم البالغة 42 سنة، والتي تعاني خشونة عالية في الركبة والرقبة وانزلاق لـ4 فقرات في العنق، فنظام حياتها النباتي منذ الصغر، أدى لإصابتها بصمام بالقلب نتيجة حمى روماتيزمية، أدت إلى إصابتها بالخشونة ومشاكل في العظام.

مريم جرجس

 

خطوات ذهبية

لم يكن فن الخرز أولى تجارب مريم مع المشغولات اليدوية، فقبله بأعوام عشقت فن الكروشيه وأجادته، حتى صار الولع لا يهدأ إلا باكتمال القطعة الصوفية، رغم متعته بالنسبة لها، إلا أنه زاد من مشاكلها، فكانت تعتزم إكمال كل قطعة حتى النهاية، إذا ما بدأت في عقد خيط البداية، وتعارض هذا الشغف مع مشاكلها الصحية فتركته.

مريم جرجس رفقة مشغولاتها اليدوية بالخرز

الاكتئاب والإحباط اللذين عانتهما بعد وفاة والدتها، دفعاها لتواري حزنها وراء قطعة فنية جديدة، لفن مختلف تعلمته بحب، وشاركت بأعمالها في معرض أقيم فى القاعدة البحرية للأسطول البحري بالإسكندرية ضمن مبادرة تشجيع ذوي الهمم.

 في نهاية حديث مريم، تمنت الدعم والحب لفنها المصنوع بأناملها المجروحة، كما تطمح في الحصول على تقدير لأعمالها، ورفع مبيعاتها، من خلال قدرتها على فتح مكان يعرض فنها، أو معرض لأعمالها اليدوية.

search