الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:34 م

عام على الإعصار.. "درنة" تعيد البناء ولم تتعاف من صدمة البحر

درنة بعد إعصار 2023

درنة بعد إعصار 2023

خاطر عبادة

A A

تتواصل عمليات إعادة إعمار مدينة درنة بسرعة بعد مرور عام على الإعصار القوي، الذي أثار فيضانات قتلت الآلاف، بينما يقول السكان إن المباني الجديدة لا يمكنها محو الصدمة التي تعرضوا لها.

في مدينة اشتهرت بكونها منتزهها على البحر الأبيض المتوسط، وصياديها ومطاعم المأكولات البحرية التي واجهت الأمواج الزرقاء، أصبح الناس يخافون من البحر.

أحد سكان درنة يتذكر كارثة الإعصار 

درنة.. التعافي من صدمة البحر

وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، قالت إن المدينة الليبية لم تتعافى بشكل كامل بعد مرور عام على الفيضان.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه لا أحد يعرف عدد الجثث التي جرفتها الفيضانات التي خلفت أنقاضاً طينية في مدينة درنة الليبية قبل عام، بعد أن تسببت عاصفة قوية في انهيار سدين قديمين في الجبال المطلة على المدينة.

ويبلغ عدد الضحايا الرسميين نحو 4000 شخص قتيل، لكن آلافاً آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، وفقاً للسكان والسلطات الليبية، وهو رقم مؤلم يؤكد الخلل الذي ساهم في ضخامة الكارثة وأعاق الاستجابة للطوارئ، باعتراف السلطات والسكان.

أحد الجسور الجديدة 

عقدة البحر ومقاطعة الأسماك

حيث صرح مصطفى سعيد -54 عاماً- للتايمز، بأنه كان يهوى الصيد، والآن يتجنب البحر وكل ما يتعلق به، فهناك الكثير من الجثث هناك.. التي يتخيلها وهي تأكلها الأسماك، فلا يستطيع أكل السمك بعد الآن.

وروى سعيد، بأن مياه الفيضانات انتزعت زوجته وبناته الثلاث وأحد ابنيهما من على سطح المبنى حيث كانوا يحتمون، بينما نجا هو فقط لأنه كان يركض إلى أسفل السلم لمساعدة أحد الجيران، واحتمى داخل المبنى من الموجة، ولم يعثر على جثث عائلته قط، وكان أقصى أمله أن يجد العمال شيئًا ما أثناء إعادة إعمار الحي.

وفي جميع أنحاء وسط درنة، ظلت أصوات المطارق تهز المسامع، ويطنطن بأصوات المعدات الثقيلة بينما يعمل العمال الذين يرتدون السترات البرتقالية على إعادة بناء المدينة المحطمة.

وفي سبتمبر الماضي، اجتاحت مياه الفيضانات الوادي الذي يمر عبر درنة، مما أدى إلى تدمير الجسور الثلاثة التي تربط شرق المدينة بغربها، وتدمير المباني على جانبيها.

والآن ترتفع أعمدة 3 جسور جديدة من قاع الوادي المترب، وهي الثمار الأكثر وضوحا لجهود إعادة الإعمار السريعة التي بلغت تكلفتها 2.1 مليار دولار، والتي مولتها إحدى الإدارتين الحكوميتين المتنافستين في ليبيا ، وأشرف عليها ابن أحد أمراء الحرب، حيث جلبت أعمال الترميم قدرا من التفاؤل إلى درنة، رغم تعمق الانقسامات السياسية المستعصية في ليبيا وترسيخ الفساد.


ووفقا لتقرير التايمز، بأن التعافي الكامل ما زال غير مؤكد، بينما أعادت المتاجر والمقاهي فتح أبوابها، ولكن الكثير منها يعتمد على المولدات الكهربائية أثناء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.

كما عاد بعض الأشخاص الذين نزحوا بسبب الفيضانات والذين يزيد عددهم على 40 ألف شخص إلى منازلهم القديمة، مفضلين العودة ــ حتى مع انقطاعهم عن شبكة الصرف الصحي في المدينة ــ بدلاً من دفع الإيجار أو العيش مع أقاربهم.

ومع ذلك، فإن سرعة إعادة البناء أصبحت الآن كبيرة لدرجة أن السكان اعتادوا رؤية الأضواء والألعاب النارية تتلألأ فوق المدينة ليلاً، معلنة افتتاح مدرسة أعيد بناؤها أو عيادة طبية جديدة.

وأعرب السكان في درنة عن حماسهم، الذي يقترب أحيانا من الدهشة، إزاء وتيرة التجديد المذهلة، خاصة بعد عقود من التنمية القليلة في المدينة، ولكنهم لا يستطيعون أن ينسوا تمامًا أنهم يعيشون في مقبرة.

وصرحت نجمة محمد (49 عاما)، للصحيفة الأمريكية، حيث كانت تجلس في حديقة جديدة مرتبة مع ابنتيها، إنه عندما يتعلق الأمر بالمباني، فستكون أفضل بكثير من ذي قبل، لافتة أن الفيضان دمر وسط المدينة التاريخي بجانب الممشى البحري حيث كانت تستمتع بنسيم الهواء عند غروب الشمس، لكنهم، مع ذلك، سيفتقدون دائمًا الجزء القديم والعائلات التي فقدت، موضحة أنه شقيقها توفي وأسرته في الفيضان.

search