الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:55 ص

"استهداف تل أبيب" يعزز سيناريو تبكير خطة اجتياح لبنان بريًا

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيتامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيتامين نتنياهو

حبيبة وائل

A A

تستعد إسرائيل لتوسيع نطاق عملياتها ضد “حزب الله”، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم، بأن الجيش الإسرائيلي يتأهب لهذه الخطوة، عقب إطلاق صاروخ باليستي استهدف تل أبيب مؤخرًا، ما يزيد احتمالات تنفيذ عملية برية في لبنان.

ووفقًا لموقع "والا" العبري، فإن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تكثف تدريباتها للقوات البرية، حيث أُجريت في الأيام الأخيرة مناورات تحاكي سيناريوهات قتالية في الساحة الشمالية. هذه التحضيرات تشير إلى اقتراب الجيش خطوة أخرى نحو إمكانية تنفيذ مناورة برية في جنوب لبنان لردع التهديدات المحتملة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وفي إطار هذه الاستعدادات، قام وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمس الأول، بزيارة مناورة برية للواء السابع مدرعات وكتيبة المظليين 202. خلال الزيارة، أطلق جالانت تهديدات تجاه "حزب الله"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ "ضربات إضافية جاهزة"، إذا تطلب الأمر. وفقًا لموقع “روسيا اليوم”. 

من جانبه، صرح الوزير الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، بأن إسرائيل قد تضطر للدخول بريًا إلى الأراضي اللبنانية إذا لم يوقف الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، إطلاق النار، وذلك لضمان عودة سكان الشمال الإسرائيلي إلى حياتهم الطبيعية.

سيناريوهات التصعيد المحتملة 

المشهد الحالي في المنطقة يتضمن عدة احتمالات متشابكة، وفقًا لتحليلات متداولة. الأول، وهو الأكثر خطورة، يتمثل في تحول العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى غزو بري شامل، قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة.

والاحتمال الثاني هو وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل و"حزب الله"، قد يسهم في انسحاب قوات الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، بالتالي فصل الجبهتين اللبنانية والفلسطينية عن بعضها البعض.

أما السيناريو الثالث فيتمثل في فتح المجال لوقف إطلاق النار في غزة، ما قد يتيح فرصة لتسوية سياسية، تساهم فيها دول عربية في إدارة القطاع، ما قد يمهد الطريق نحو تطبيع عربي جديد مع إسرائيل، وفقًا لموقع "القدس العربي".

تعزيز الأهداف الإسرائيلية في الشمال

تكثيف القصف واستدعاء الاحتياط، بالتزامن مع التصريحات الإسرائيلية التي تروج لإقامة "منطقة آمنة" على طول الشريط الحدودي مع لبنان، يعكس الهدف المعلن منذ فترة طويلة من قِبل إسرائيل، وهو تأمين حياة مستقرة وآمنة لمستوطنات الشمال. ويبدو أن تحقيق هذا الهدف من الناحية العسكرية يتطلب توغلًا بريًا في جنوب لبنان. 

ويقول إيهاب جبارين المختص في الشأن الإسرائيلي أن ذلك يعتمد على عدة معطيات أساسية:

أولًا، تتذكر إسرائيل جيدًا دروس حرب 2006، حيث حققت انتصارات جوية، لكنها واجهت هزائم في العمليات البرية.

ثانيًا، لن تنجح إسرائيل في التوغل البري داخل لبنان إلا إذا امتلكت معلومات استخباراتية جديدة، لم تكن متاحة لها في عام 2006.

وأخيرًا، يطرح السؤال: هل قدرات "حزب الله" لا تزال كما كانت في عام 2006، أم أن الحزب أدخل تغييرات جديدة على استراتيجياته العسكرية بعد سنوات من الصراع مع إسرائيل؟

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس،  أيمن الرقب، لـ"تليجراف مصر": "إسرائيل قد تسعى إلى الاجتياح البري، لكنها تخشى أن يكون للاجتياح البري أثمان كبيرة، وتحاول إسرائيل أن تنفذ نصيحة أمريكا، فهي تقوم بالاستمرار في القصف الجوي أطول فترة ممكنة، حتى يُرهق حزب الله، وبعد ذلك يكون الجيش الإسرائيلي قادر على أن ينقض عليه".

وأضاف الرقب أنه إذا لم يتم الوصول لاتفاق فهو يتوقع أن الاحتلال سيجد نفسه مضطرًا للدخول إلى حرب برية في جنوب لبنان، لكن هذا الأمر ليس في الوقت القريب.  

ترسانة "حزب الله" الصاروخية

من جانبها، حذّرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، من أن "حزب الله" لا يزال يحتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات. هذه القدرات الهجومية قد تشكل عقبة رئيسية أمام أي محاولة إسرائيلية للقيام باجتياح بري في جنوب لبنان، ما يزيد من تعقيد المشهد العسكري في المنطقة.

search