الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:10 ص

عودة انتفاضة الميديا لغزة.. لماذا هدأ التفاعل قبل اليوم المئة؟

غزة

غزة

ميار مختار

A A

أكثر من 100 يوم مروا على الحرب في قطاع غزة المحاصر، تجاوزت خلالها السوشيال ميديا مراحل عدة، بدأت بطوفان من غضب عالمي نحو ما يحدث في القطاع المحاصر، ومن ثم هدوء واعتياد للموقف، قبل أن تنتشر رياح الانتفاضة بأحداث محكمة العدل ومرور اليوم المائة على الحرب.

طوفان الأقصى

منذ أن شنت حماس عملية "طوفان الأقصى"، التي أعلنت عنها كتائب القسام ، صباح يوم 7 أكتوبر الماضي، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية بشكل واسع مع الأحداث في الأراضي المحتلة وتطوراتها وتداعياتها، وتصدر هاشتاج، طوفان الأقصى، منصة "إكس" تويتر، معبرًا عن أهمية العملية، والمكاسب التي حققتها، ونجاحها في اختراق العمق الإسرائيلي.

بداية الحرب على قطاع غزة

وبعد إعلان رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الرد عبر غارات جوية انتقامية على القطاع، تصدر هاشتاج غزة تحت الهجوم، منصات التواصل، في محاولة لرصد الانتهاكات التي يتعرض لها السكان والأهالي في القطاع، مع إظهار حالة الدمار الشامل التي تعرضت لها مباني، والخسائر الكبرى في الأرواح فضلا عن مئات القتلى في صفوف الفلسطينيين.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات، والصور، والفيديوهات، التي دعمت القضية الفلسطينية، تحت العديد من الشعارات أبرزها فلسطين حرة، وأوقفوا قصف غزة، وأدخلوا المساعدات، فعبر نشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تؤيد حقهم في إقامة دولة مستقلة، مع إبراز الدعم لأهالي هناك، في الوقت الذي ناشد فيه المستخدمون الغرب حكوماتهم للاستجابة السريعة لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات. 

وكتب العديد من الأشخاص، رسائل مؤثرة تتحدث عن المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها أهالي غزة مع استمرار الحرب قبل 100 يوم، وحتى الآن دون توقف، بالرغم من كل المطالبات العالمية، ولم يكتفي الرواد بموقع التواصل "فيسبوك"، وإنما نشروا تلك المقاطع على منصة "إكس" تويتر سابقًا، ومقاطع على يوتيوب، وغيرها من المنصات.

حملة مقاطعة واسعة النطاق

وعلى نفس تلك المنصات أيضًا، استطاع الرواد العرب، شن حملة كبيرة، تستهدف مقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو منتجات الدول الحليفة التي تشاركها، كالولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وغيرهم، وقرروا البدء في البحث عن بدائل محلية، لتشجيع المنتجات الصادرة عن صناعة محلية. 

وعرف الرواد في منشورات على هيئة "انفوجرافات"، وفيديوهات، وصور، بالقوائم الخاصة بالعلامات التجارية الكبري والمنتجات المستوردة الواجب التخلي عنها ومقاطعتها، فيما تجول أخرون بالشوارع وتطوعوا بتصوير العديد من المقاهي والمطاعم ذات العلامات المشهورة والتي تقدم الوجبات السريعة، وهي فارغة تنفيذًا للحملة الشعبية.
 

منشور حول غزة تذكيرًا بمرور 100 يوم

 الخوارزميات ومنع الظهور

خلال الأيام الـ100، تزايدت الشكاوى الخاصة بالحذف المستمر للمنشورات الخاصة بالحرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط استنكار من طرق هذه المنصات وتحديدًا المتعلقة بشركة "ميتا" المالكة لـ فيسبوك وإنستجرام، في إدارة ومراقبة المحتوى، عبر إرسال تحذيرات لأصحاب الحسابات وغلق صفحاتهم ومسح منشوراتهم، بزعم انها تحرض على الكراهية أو العنف.

وتعاطى مستخدمو السوشيال ميديا مع تلك العقبات، عبر التحايل على الخوارزميات بحذف النقاط الخاصة بالحروف في اللغة العربية، أو التباعد بين حروف الكلمة الواحدة، أو وضع فواصل وعلامات وإشارات في كلمة مثل إسرائيل، فلسطين، إبادة، حرب، احتلال، فيما انتهج فريق أخر كتابة محتوى داعم لإسرائيل، مع نشره كل شئ عن فلسطين في التعليقات، وأخيرًا مخاطبة الجمهور باللغة الإنجليزية بهدف التوعية بقضية غزة، ومواجهة الحملات الإعلامية المرصودة في الإعلام الغربي.
 

منشور حول غزة تذكيرًا بمرور 100 يوم

حالة من الفتور

وعلى الرغم من الدور الواضح، والمجهود المبذول، والتأثير الملموس للقوى الناعمة، إلا أنه أصابها، وفي فترة ما خلال الـ100 يوم، حالة من الفتور الملحوظ، لعدة أسباب منها: اعتياد المشهد وعدم التحرك لحلحلة الوضع، والانشغال بأحداث أخرى مثل الاحتفال بدخول العام الجديد، وغيرها من الأحداث العالمية، والمحلية كالتضخم وارتفاع الأسعار، ما جعل كل تلك العوامل مجتمعة تتسبب في حالة من الإلهاء والانخراط في مشاركة ونشر أحداث أخرى.

منشور حول غزة تذكيرًا بمرور 100 يوم

انتفاضة الـ100يوم

وتسببت الدعوى القضائية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وجعلتها تمتثل أمام محكمة العدل الدولية، في لاهاي، متهمة الأخيرة بارتكاب جريمة حرب وإبادة جماعية، في عودة التفاعل مرة أخرى مع الأحداث في الأراضي الفلسطينية، مشيدين بما فعله فريق الدفاع الجنوب أفريقي ورصده لجميع الفيديوهات وتوثيقه للإبادة ضد المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني.
 

منشور حول غزة تذكيرًا بمرور 100 يوم


وتداول عدد كبير من الرواد على مواقع التواصل، هاشتاجات #هؤلاء_أحفاد_مانديلا، #شكرًا_جنوب_أفريقيا، #نوبل_للسلام_تذهب_لجنوب_أفريقيا.

وما زاد الأمر تفاعلًا، هو التذكير بمرور 100 يوم من الحرب على قطاع غزة، والمعاناة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هناك، في حالة من التضامن، ورفع الأصوات من جديد للمطالبة بإنهاء الوضع الإنساني المأساوي.

وتحت عبارة "100 يوم مرت على غزة وكأنها 100 عام"، تداول الرواد العديد من الصور مطالبين بضرورة التحرك الدولي القصوى لوقف التصعيدات العسكرية الإسرائيلية على القطاع.

search