الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:24 ص

فيضانات مدمرة في نيبال تودي بحياة أكثر من 170 شخصا

عمليات إنقاذ مكثفة في نيبال

عمليات إنقاذ مكثفة في نيبال

حبيبة وائل

A A

تتواصل جهود الإنقاذ في نيبال، حيث استخدم عمال الطوارئ خطوط انزلاقية وطوافات للبحث عن المفقودين الذين دفنوا تحت الطين إثر الفيضانات والانهيارات الأرضية المدمرة التي ضربت البلاد نهاية الأسبوع. 

وقد أسفرت هذه الكارثة عن مقتل أكثر من 170 شخصاً وتشريد الآلاف. 

فيضانات وانهيارات أرضية تعزل العاصمة وتدمر البنية التحتية 

شهدت نيبال، الواقعة في جبال الهيمالايا، أمطاراً غزيرة منذ يوم الجمعة، ما تسبب في فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية في عدة مناطق. 

كانت العاصمة كاتماندو الأكثر تضرراً، حيث غمرت المياه أحياءً كاملة، وأدت الانهيارات الأرضية إلى إغلاق ثلاثة طرق سريعة رئيسية، ما جعل المدينة معزولة عن باقي البلاد. كما دفنت مئات المنازل وخطوط الكهرباء في الطين في المناطق المحيطة بالعاصمة. 

حصيلة الخسائر البشرية وعمليات الإنقاذ 

أعلنت الحكومة النيبالية يوم الأحد أن عدد القتلى بلغ 172 شخصاً على الأقل، فيما لا يزال 42 آخرون في عداد المفقودين، وأكثر من 100 شخص أصيبوا بجروح. ورغم الظروف الجوية القاسية، تم إنقاذ أكثر من 4000 شخص باستخدام المروحيات والقوارب البخارية والطوافات مع تحسن الأحوال الجوية يوم الاثنين. 

في لاليتبور، جنوب كاتماندو، قامت قوات الشرطة المسلحة باستخدام خطوط انزلاقية لعبور نهر غمرته المياه. وفي أماكن أخرى، استُخدمت الطوافات لإجلاء المحاصرين، بينما استخدم رجال الإنقاذ المجارف وأيديهم لإزالة الطين. كما تم نشر الجرافات لإزالة الحطام من نحو عشرين قسماً من الطرق السريعة التي أغلقتها الانهيارات الأرضية. وفقًا لصحيقة "ذا ناشونال". 

أولوية قصوى لعمليات البحث والإنقاذ 

أكدت السلطات النيبالية يوم الأحد أن جميع أجهزة الأمن في البلاد تم حشدها لعمليات البحث والإنقاذ، والتي تعد الآن أولوية قصوى. كما أعلنت الحكومة إغلاق المدارس والكليات في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام كإجراء احترازي. 

تغير المناخ يفاقم الكوارث الموسمية في نيبال 

تُعد الفيضانات والانهيارات الأرضية شائعة في جنوب آسيا خلال موسم الرياح الموسمية الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر، إلا أن خبراء البيئة يؤكدون أن تغير المناخ يزيد من حدتها وتكرارها. فقد غمرت الفيضانات أحياءً بأكملها في كاتماندو، في أعنف موجة أمطار تشهدها المدينة منذ أكثر من عقدين. وكانت العاصمة قد انقطعت مؤقتاً عن بقية أنحاء البلاد بعد أن أغلقت الانهيارات الطرق السريعة. 

وقال المتحدث باسم الشرطة النيبالية، دان بهادور كاركي، إن 35 شخصاً على الأقل دفنوا تحت الطين عندما غمرت انهيارات أرضية مركبات على طريق سريع جنوب كاتماندو. وأضاف: "نركز الآن على البحث والإنقاذ، خصوصاً في الطرق السريعة التي تقطعت بها السبل." 

أرقام قياسية للأمطار وتحذيرات من استمرار الأضرار 

تأتي الأمطار الموسمية الصيفية، التي تمتد من يوليو إلى سبتمبر، بأكثر من 70% من إجمالي أمطار نيبال السنوية، وهي ضرورية للزراعة وإنتاج الغذاء، لكنها تحمل أيضاً الموت والدمار في شكل فيضانات وانهيارات أرضية. 

أفاد الخبراء أن تغير المناخ يزيد من وتيرة وشدة الكوارث المرتبطة بالأمطار. وقد أسفرت الكوارث المرتبطة بالأمطار هذا العام عن وفاة أكثر من 300 شخص في نيبال. 

شهادة خبير: فيضانات غير مسبوقة 

قال أرون باكتا شريستا، خبير المخاطر البيئية في المركز الدولي للتنمية الجبلية المتكاملة في نيبال: "لم أشهد من قبل فيضانات بهذا الحجم في كاتماندو"، مشيراً إلى أن التغير المناخي قد يكون السبب وراء هذه الكارثة الكبيرة.

search