السبت، 05 أكتوبر 2024

12:11 ص

عواجة "ريحة" نصر أكتوبر.. نجا من 3 حروب وقتلته "شربة ماء"

بطاقة تعريف المجند

بطاقة تعريف المجند

فاطمة نصر

A A

في ذكرى الانتصار في حرب أكتوبر 1973، تبدأ عيون في الفرح للنصر، وأخرى تبكي الفراق، وتحمل الملحمة التاريخية لكلا الطرفين آلاف القصص والحكايات التى رويت على لسان أبطالها وأبنائهم وورثت لأحفادهم.

بلسان ابنه الشهيد طه سيد عواجة، تٌروى ملامح من حياة البطل الذي دفعته شجاعته إلى خوض ثلاثة حروب، فلم تكن أكتوبر هي الأولى في مساهماته، فقد سبق وشارك مجند سلاح المدفعية، في حرب من أقسى الحروب التي مرت على مصر "هزيمة 1067"، كما شارك قبلها في حرب اليمن، لكن شاء القدير أن يلتقط الشهيد أنفاسه الأخيرة، على أرض سيناء بعد النصر، ليكون جزءًا منه وشاهدًا عليه.

المجند طه سيد عواجة

شربة ماء لن يظمأ بعدها ابدًا

روت ماجدة لـ"تليجراف مصر" لحظات وفاة والدها، وكأنها كانت شاهدة عليها، وقالت “في 14 من أكتوبر، كان والدي يشعر بالعطش الشديد، ونفذت منه مؤونته من المياه، الأمر الذي دفعه للخروج من مخبأه بحثًا عن شربة ماء تروي عطشه، لكن يبدو أن العدو كان متربصًا له، واقتنص فرصة خروجه لقتله”، وفق ما سمعت من رفاقه.

بطاقة تعريف المجند

استشهد عواجة وترك وراءه ابنته الرضيعة في عمر 3 أشهر، لم تكن رأته أو سمعت صوته أو تملك الوقت لصنع ذكريات أبوية كما أي طفلة، وخطفه الموت.

اجتماع بعد 50 سنة

على الرغم من ذلك، عاشت ماجدة متعلقة بوالدها الذي عرفته من "حكاوي" الأهل والأقارب، مليئة بالحب والتقدير، الأمر الذي دفع أولادها لصنع صورة معدلة تجمعها بوالدها في العالم الافتراضي بعد 50 عاما من الفراق، هدية لها في ذكرى عيد ميلادها، وهي الصورة الوحيدة التي تملكها ماجدة لوالدها.

صورة معدلة للبطل وابنته

"عايشة على سيرته قبل ما يموت وفخورة بسيرته بعد ما مات"، كان لـ ماجدة نصيب في اسمها، فعلى الرغم من المعتقدات السائدة في تلك الفترة حول تفضيلات جنس المولود الذكر على الأنثى، إلا أن “عواجة” مجد ابنته، وصار يطوف بها أرجاء القرية سعيدًا و فخورًا، بمولودته التي رزق بها بعد عامين من زواجه.

search