الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:34 م

إعدام الحياة البرية لإنقاذ البشر.. الجفاف يضرب جنوب أفريقيا

إعدام المئات من الحيوانات البرية

إعدام المئات من الحيوانات البرية

حبيبة وائل

A A

تشهد مناطق عدة في جنوب أفريقيا أزمة جفاف غير مسبوقة دفعت الحكومات إلى اتخاذ تدابير جذرية لمواجهة تداعيات هذه الكارثة. 

إحدى هذه التدابير شملت إعدام المئات من الحيوانات البرية بهدف توفير الغذاء للسكان الذين يعانون من الجوع الشديد. 

في أغسطس، أعلنت حكومة ناميبيا عن إعدام 723 حيوانًا، منها 83 فيلًا و30 فرس نهر و300 حمار وحشي. 

وفي الشهر التالي، سمحت زيمبابوي بذبح 200 فيل، والهدف من هذه العمليات، وفقًا للحكومات المعنية، هو تخفيف الضغط الناجم عن أسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ قرن من الزمن، وتقليل تأثير الحيوانات على الأراضي والمياه، ومنع الصراعات مع الحيوانات التي تقتحم المناطق السكنية بحثًا عن الغذاء، وفقًا ل"سي إن إن".  

الجدل حول عمليات الإعدام 

أثارت هذه القرارات موجة من الجدل، حيث انتقد دعاة حماية البيئة هذه الإعدامات باعتبارها قاسية وغير مستدامة، واصفين إياها بخطوة قصيرة الأمد قد تؤدي إلى تداعيات سلبية على المدى الطويل. 

 وجاءت الانتقادات الأكثر حدة بعد أن قامت ناميبيا ببيع بعض الأفيال إلى صيادي الجوائز من الولايات المتحدة وأوروبا، الذين يدفعون مبالغ ضخمة للصيد والاحتفاظ بأجزاء من الحيوانات كجوائز. 

هذا القرار أثار تساؤلات حول دوافع الحكومات، حيث يشير البعض إلى أن الدافع المالي ربما يكون وراء هذه الخطوات المثيرة للجدل. 

الدفاع عن الإعدامات 

على الجانب الآخر، يدافع البعض عن هذه الإعدامات، معتبرين أن النقاد يفتقدون إلى الفهم الكامل للحفاظ على البيئة في هذه الظروف الصعبة. 

ويرون أن التركيز على الحياة البرية على حساب البشر يعد نوعًا من العنصرية. 

وفقًا لهذا الرأي، فإن تقليص أعداد الحيوانات يساعد في الحفاظ على بقية الأنواع من مخاطر الجفاف والحد من الصراعات بين البشر والحيوانات. 

كما تؤكد الحكومات أن الإعدامات لن تهدد بقاء الحيوانات البرية على المدى الطويل، بل على العكس، يُعتقد أن تقليل أعدادها سيساعد في الحفاظ على التوازن البيئي، لا سيما في ظل تقلص موارد الغذاء والمياه نتيجة للجفاف. 

الأثر البيئي والإنساني 

يصف العلماء وعلماء البيئة الوضع في جنوب أفريقيا بأنه مأساوي. المحاصيل الزراعية فشلت، ونفقت الماشية، وحوالي 70 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية. زيمبابوي أعلنت حالة الكارثة الوطنية في أبريل، بينما أعلنت ناميبيا حالة الطوارئ في مايو. 

يرتبط هذا الجفاف الشديد بظاهرة النينيو المناخية التي أدت إلى نقص كبير في الأمطار، بالإضافة إلى تفاقم أزمة المناخ الناتجة عن الأنشطة البشرية.  

صرحت إليزابيث مريما، نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بأن الجفاف يتزايد بوتيرة غير مسبوقة، ما يؤدي إلى "معاناة هائلة" للبشر والحيوانات على حد سواء. 

عمليات الإعدام وتأثيرها 

تتم عمليات الإعدام بشكل إنساني، حسب تصريحات الحكومة الناميبية. يتم قتل الحيوانات بواسطة الصيادين المحترفين باستخدام تقنيات متقدمة تضمن مقتلها بسرعة وبأقل قدر من الألم. وبعد ذلك يتم توزيع اللحوم على السكان المحتاجين. 

ومع ذلك، لا يزال النقاش مستمرًا حول مدى فعالية هذه الإعدامات في مواجهة الجفاف الشديد، حيث يقول بعض النقاد إن هذه الخطوة لن تقدم حلاً حقيقيًا، واصفينها بأنها محاولة مؤقتة لن تؤدي إلى حلول جذرية للجوع الذي يعاني منه الملايين في المنطقة. 

هل هي سابقة خطيرة؟ 

يشعر دعاة الحفاظ على البيئة بالقلق من أن فتح الباب أمام قتل الحيوانات البرية قد يؤدي إلى زيادة هذا النوع من العمليات في المستقبل، ويجادل بعض الخبراء بأن التعدي على الحياة البرية من أجل مواجهة تحديات الجفاف والجوع قد يكون بداية لسلسلة لا تنتهي من القرارات المشابهة، ما قد يدمر التوازن البيئي ويهدد مستقبل الحيوانات البرية في المنطقة. 

search