الخميس، 21 نوفمبر 2024

03:43 م

هكذا يخترق الذكاء الاصطناعي كواليس الانتخابات الأمريكية

سعد نبيل

A A

في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة قوية لتحقيق أهداف متعددة، بما في ذلك التأثير على الأحداث الكبرى مثل الانتخابات الأمريكية.

بينما يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة للتقدم، فإنها تُستخدم أحيانًا في سياقات تضليلية تؤدي إلى نتائج خطيرة، كما هو الحال في الانتخابات.

في الأشهر الأخيرة، برزت ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيه حملات التضليل، حيث تم تزييف مشاهد وصور غير واقعية لسياسيين ومشاهير مثل تايلور سويفت ودونالد ترامب وكامالا هاريس.

القوة المحتملة للذكاء الاصطناعي

هذا التزييف الساخر قد يبدو غير ضار، لكنه يكشف عن القوة المحتملة للذكاء الاصطناعي في التلاعب بالرأي العام قبيل الانتخابات الأمريكية.

المتهمون الرئيسيون في هذا المجال وفق الرواية الأمريكية هم روسيا، إيران، والصين.

إيران واستهداف المحاربين القدامى والشخصيات المهمة

وفقًا لتقارير أمريكية، أسست إيران شبكات مخصصة للتشويش على الانتخابات، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لنشر مقالات وفيديوهات تهدف إلى التأثير في قدامى المحاربين الأمريكيين.

وتحاول خلق حالة من عدم الثقة في الديمقراطية الأمريكية. أحد هذه المواقع، "ليست حربنا"، يسعى إلى زعزعة ثقة المحاربين القدامى بالمرشحين الرئاسيين.

 كما يُقال إن شركة "Mint Sandstorm"، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، تتواصل مع شخصيات أمريكية مهمة عبر حسابات مزيفة يديرها الذكاء الاصطناعي، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على العملية الانتخابية.

الصين وتضخيم القضايا الداخلية

بدورها، استخدمت الصين الذكاء الاصطناعي في محاولة للتأثير على الانتخابات الأمريكية عبر حسابات مزيفة تهدف إلى إثارة القضايا المجتمعية الحساسة مثل حقوق الأقليات والانقسام الثقافي، وقد أزالت شركة "ميتا" مؤخرًا 160 ألف حساب أنشأتها الصين لهذا الغرض.

وتستهدف الحسابات أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين يدعمون قضايا حساسة، مثل النزاعات في بحر الصين الجنوبي.

روسيا والتأثير على الرأي العام

وفق وزارة العدل الأمريكية، أنفقت روسيا ملايين الدولارات في حملات إعلامية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للترويج لسياسات الكرملين من خلال منصات مثل "Tenet Media"، التي تستضيف شخصيات أمريكية مؤثرة. 

وتساهم هذه الحملات في نشر رسائل مؤيدة لروسيا، وتم تعديل مقاطع الفيديو المستخدمة فيها باستخدام الذكاء الاصطناعي لجذب ملايين المتابعين.

الذكاء الاصطناعي بين الداء والدواء

تواجه الولايات المتحدة تحديًا كبيرًا في اكتشاف التزييف المتعلق بالذكاء الاصطناعي، حيث تتراوح دقة أنظمة الكشف بين 25% إلى 82%، مما يعني أن التزييف قد يمر دون اكتشافه ويظل الذكاء الاصطناعي أداة مهمة للحكومات في تحسين الأداء ومعالجة التحديات، كما حدث في اليابان وفرنسا مؤخرًا.

search