الجمعة، 11 أكتوبر 2024

06:11 ص

الذكاء الاصطناعي.. مستقبل الاتصالات في عصر الجيل الخامس

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

حسن راشد

A A

في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي، تشهد العديد من المجالات تحولات جذرية، بدءًا من المساعدات الذكية مثل "Siri" وصولًا إلى السيارات ذاتية القيادة. ومع هذه الثورة الرقمية، يطرح تساؤل حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل الاتصال عبر الهاتف المحمول.

ومع توقع وصول اشتراكات شبكة الجيل الخامس إلى حوالي 5.6 مليار اشتراك بحلول عام 2029، هذا العصر الذي ستدخله مصر بحلول العام المقبل، تتزايد التطلعات نحو هواتف ذكية قادرة على التنبؤ بأنماط استخدام البيانات وتحسين تجربة الاتصال بشكل فوري.. فكيف سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل هذه التجربة؟

قوى تحويلية

يقول رئيس شركة إريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا، باتريك جوهانسون، إن تطور الذكاء الاصطناعي مذهل ويمتلك إمكانيات غير مسبوقة لا تزال بعيدة عن التصور، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي يُعد إحدى القوى التحويلية الكبرى في عصرنا، حيث يحدث ثورة في جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الاتصالات.

رئيس شركة إريكسون في الشرق الأوسط وإفريقيا، باتريك جوهانسون

في مقال له، يوضح جوهانسون، أن قدرات الذكاء الاصطناعي تسهم في تعزيز الكفاءة والأتمتة، ما يؤدي إلى إعادة تشكيل صناعة الاتصالات، وتحسين المرونة، ودعم العمليات التنبؤية، وقد استفاد العديد من مقدمي الخدمات من الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام واتخاذ قرارات تعتمد على البيانات، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في تطوير شبكات المستقبل.

ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يعزز تقنيات الاتصال ويدعم الواقع الممتد ويحسن كفاءة استخدام الطاقة في الشبكات، كما أن ظهور نماذج اللغة الكبيرة وسّع من استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يوفر فوائد تتجاوز التطبيقات التقليدية.

تطور الاتصالات 

ويؤكد أن الذكاء الاصطناعي كان له دور بارز في تطور الاتصالات عبر الهاتف المحمول، إذ أسهم في التحول من النطاق العريض إلى خدمات أكثر قابلية للتنبؤ وأداءً أعلى، وهو تحول يوفر فوائد اقتصادية كبيرة، ما يمكّن الشركات والحكومات والمجتمعات من تحقيق أهداف الاستدامة.

ورغم أن هذه التطورات مثيرة للإعجاب، إلا أننا ما زلنا في بداية استكشاف القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي، ومع انتشار شبكات الجيل الخامس، سيتضح تأثيره أكثر، حيث سيفتح المجال أمام ابتكارات لم تكن متخيلة من قبل، بحسب جوهانسون.

ويشير إلى أن شركته، على مدار عقود، استفادت من حلول الذكاء الاصطناعي لإدارة بيانات الشبكة المعقدة والتنبؤ بالأنماط وتحسين أداء الشبكة، مبينًا أن تقنية إريكسون للإدارة التنبؤية للشبكة تعتمد على التعلم الآلي، لتقديم تشخيصات شاملة تساعد مقدمي خدمات الاتصالات في معالجة مشكلات الشبكة وإعادة تعريف كيفية تشغيلها وصيانتها.

ويوضح أن الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يلعب دورًا حيويًا في ضمان اتصال موثوق وتعزيز الشمول الرقمي، بما يتماشى مع الرؤى الوطنية الطموحة للعديد من حكومات المنطقة، وتقدم حلول الذكاء الاصطناعي دعمًا لتحسين أداء الشبكة والمساهمة في التحول الرقمي، ما يساعد في مواجهة التحديات الفريدة في هذه المنطقة.

الأمن السيبراني 

ومع ذلك، ينبه إلى ضرورة الانتباه إلى قضية الأمن السيبراني، حيث تظهر نقاط ضعف جديدة مع انتقال شبكات الجيل الخامس وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الحوسبة السحابية، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أتاح لأعداء الأمن السيبراني أدوات لاستغلال الثغرات بسرعة.

بحسب تقرير من مؤسسة Sapio Research ومؤسسة Deep Instinct، يعزو 85% من المتخصصين في الأمن السيبراني زيادة الهجمات إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يتطلب حلولًا متقدمة في الأمن السيبراني تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

بناء الثقة 

ويلفت إلى أن بناء الثقة يمثل تحديًا رئيسيًا، حيث قد يؤدي اعتماد الذكاء الاصطناعي على النماذج الاحتمالية إلى خلق حالة من عدم اليقين، لذا فإن الشفافية في عمليات الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية. 

ولتحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي، يشدد على أنه يجب بناء الثقة من خلال معالجة الجوانب المتعلقة بالقدرة على التفسير والإشراف البشري والأمان، مضيفًا أن إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي يتطلب شراكات بين مختلف الصناعات لتطوير حلول آمنة وجديرة بالثقة. 

ويؤكد أنه مع تقدمنا نحو عصر تتمكن فيه الشبكات من الاستشعار والتعلم والعمل بشكل مستقل، سيكون الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في إدارة البيانات الضخمة الناتجة عن مليارات الأجهزة المتصلة.

واختتم جوهانسون بقوله أن المستقبل المترابط يعتمد على شراكات قوية بين شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومزودي خدمات الاتصالات، ما يسهم في تحويل الأعمال والمجتمع من خلال خدمات اتصالات آمنة وفعالة ومستدامة.

search