الجمعة، 20 سبتمبر 2024

05:56 ص

واشنطن بوست: إسرائيل مسؤولة عن تأخير المساعدات إلى غزة

مواطنون في غزة ينتظرون المساعدات

مواطنون في غزة ينتظرون المساعدات

أحمد سعد قاسم

A A

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عملية تسليم المساعدات إلى قطاع غزة بأنها صعبة وخطيرة، وقالت في تقرير نشرته أمس الأول الأربعاء، إنه لا شيء يمر من دون أن يخضع لتفتيش إسرائيلي، وأكدت أن تل أبيب لم تقدم أي دليل على سرقة حماس للمساعدات المقدمة إلى المدنيين.

وطالبت وكالات الإغاثة إسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على عملية توصيل الإمدادات إلى الفلسطينيين اليائسين.
وشرعت تل أبيب في حملة علنية للدفاع عن سجلها الإنساني، وألقت باللوم على الأمم المتحدة وحماس ومصر في الأزمة.
وتحذر الأمم المتحدة من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة. حيث يُقدر برنامج الأغذية العالمي أن 93%؜ من السكان يواجهون أزمة الجوع والمرض معًا، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن أعداد القتلى من المرض والمجاعة في الأشهر المقبلة يمكن أن يفوق أعداد القتلى في الحرب حتى الآن، والتي وصلت الى أكثر من 22 ألف شخص، وفقًا لآخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وتقول وكالات الإغاثة إن العوامل الرئيسية التي تعوق إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة تقع بالكامل تقريبًا تحت سيطرة إسرائيل، حيث لا تزال عملية التفتيش الإسرائيلية على المساعدات طويلة وغير فعالة، ولا يوجد ما يكفي من الشاحنات أو الوقود داخل غزة لتوزيع المساعدات، وآليات حماية العاملين في المجال الإنساني لا يمكن الاعتماد عليها، والسلع التجارية بدأت للتو في التدفق.

لا مكان آمن

ولا تزال مساحات شاسعة من غزة محظورة على عمّال الإغاثة. فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر للاتصالات يعقد عملهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش “الوضع الإنساني في غزة يتجاوز الكلمات. لا مكان ولا أحد آمن“، وأضاف ”الإغاثة المنقذة للحياة لا تصل إلى الأشخاص الذين عانوا شهورًا من الاعتداء المستمر في أي مكان بالقرب من النطاق المطلوب”.
وتصر تل أبيب على أنها تبذل كل ما في وسعها لتخفيف معاناة المدنيين. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل سهّلت تسليم أكثر من 130 ألف طن من المساعدات الإنسانية.
وأضاف أن “إسرائيل لديها قدرة فائضة على تفتيش الشاحنات ومعالجتها”، وأنه “لا يوجد تراكم ولا قيود على نهائيًا”.

وفي المتوسط ، تصل ما بين 100 و200 شاحنة إلى غزة يوميًا. وقبل الحرب، كان هذا العدد حوالي 500، كان العديد منها يحمل بضائع تجارية، وبعد عملية 7 أكتوبر، منعت إسرائيل دخول الشاحنات التجارية إلى غزة.

عملية معقدة

وقال شيراز شاكيرا من اليونيسف مصر، إن التدفق استؤنف في منتصف ديسمبر لكنه كان "محدودًا ومتقطعًا".

وقد عبرت المساعدات المتدفقة إلى غزة في المقام الأول معبر رفح الحدودي مع مصر، في حين يتم تشغيل البوابات هناك من قبل مسؤولين مصريين وفلسطينيين، ولا شيء يمكن أن يدخل من دون تفتيش من قبل المسؤولين الإسرائيليين. وتصف جماعات الإغاثة ذلك بأنه عملية معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا.

وقال أمير عبد الله، الذي يشرف على قوافل الهلال الأحمر المصري، إنه بعد فحص مصري أوليّ، يأخذ سائقو الشاحنات المصريون حمولتهم في "طريق صحراوي وعر" إلى معبر نيتسانا بين مصر وإسرائيل، وهي رحلة تستغرق حوالي ساعتين.

روايات عمال الإغاثة

نقطة التفتيش مفتوحة فقط خلال النهار وتغلق بعد ظهر يومي الجمعة والسبت. ينتظر السائقون في طابور طويل من الشاحنات لدورهم لفحص حمولتهم من قبل العملاء الإسرائيليين، الذين يستخدمون الكلاب وآلة المسح الضوئي.

ويقول عمال إغاثة إن مواد من بينها مشرط للولادة ومعدات لتحلية المياه ومولدات وخزانات أوكسجين وخيام ذات أعمدة معدنية رُفضت، وأحيانًا من دون تفسير من السلطات الإسرائيلية. عندما يتم رفض عنصر واحد على شاحنة، يجب أن تكرِّر حمولة الشاحنة بأكملها العملية، والتي قد تستغرق أسابيع.
وقال سائقان مصريان لصحيفة “واشنطن بوست”، إن الحمولات المعتمدة تعود إلى معبر رفح، حيث قد يستغرق نقل الشحنة إلى شاحنات فلسطينية أيامًا.
ويعزو عمال الإغاثة التأخير إلى عدم وجود مركبات فلسطينية - بعضها تضرر جراء الضربات الإسرائيلية - وليس هناك ما يكفي من الوقود للتنقل، وفقًا لمنسقة الطوارئ العليا في اليونيسف، شاميزا عبد الله.

شحنات الوقود

وفرضت إسرائيل قيودًا على شحنات الوقود، زاعمة أنها ستسرق من قبل حماس لتشغيل صواريخها، ودافعت عن عملية التفتيش باعتبارها ضرورية لمنع تهريب البضائع غير المشروعة. كما اتهم مسؤولون إسرائيليون الأمم المتحدة، دون أدلة، بغض الطرف عن تحويل المساعدات على نطاق واسع من قبل حماس. ونفى مسؤولو الأمم المتحدة هذه المزاعم.
وقال مسؤول أميركي كبير، طلب عدم كشف هويته، للصحيفة “لم تلفت الحكومة الإسرائيلية انتباه نظيرتها الأمريكية لأي دليل محدّد على سرقة حماس أو تحويل المساعدات المقدمة عبر الأمم المتحدة ووكالاتها”.
وتحت ضغط أمريكي، فتحت إسرائيل معبرًا ثانيًا في كرم أبو سالم، خلال ديسمبر الماضي، حيث تسير عملية التفتيش بشكل أسرع.

قوافل من الأردن

كما بدأ برنامج الغذاء العالمي بإرسال قوافل من الأردن إلى غزة عبر الضفة الغربية وإسرائيل.
وقال ستيف تارافيلا، كبير المتحدثين باسم برنامج الأغذية العالمي “هذه بعض الأخبار الجيدة، لكن من المهم إدراك أنها ليست حلًا دائمًا”، مضيفًا “نحن بحاجة إلى فتح جميع المعابر الحدودية لإيصال المساعدات بشكل أسرع”.
وتقول وكالة الأمم المتحدة إن 9 من كل 10 من سكان غزة يتناولون أقل من وجبة واحدة في اليوم. وأن أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي محشورون في شريط صغير من الأرض على طول الحدود الجنوبية مع مصر، معظمهم من دون مأوى مناسب.

search