الجمعة، 25 أكتوبر 2024

11:20 ص

الجوع والشلل والقتل.. أسلحة إسرائيل ضد أطفال غزة

أهالي غزة

أهالي غزة

حبيبة وائل

A A

عبر آباء غزة عن استيائهم من قرار الأمم المتحدة بتعليق حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع، إلا أنهم أشاروا إلى أن التهديد الأكبر يتمثل في الموت والجوع، حيث تواصل إسرائيل تكثيف حصارها على شمال غزة. 

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان الأربعاء، أن المرحلة الثالثة والأخيرة من حملة التطعيمات تم تأجيلها في شمال غزة نتيجة لـ"تصاعد العنف، والقصف المكثف، وأوامر الإخلاء الجماعي، وغياب فترات هدنة إنسانية مضمونة"، وكان من المقرر أن يستفيد من هذه المرحلة أكثر من 119 ألف طفل. 

بدأت حملة التطعيمات في الأول من سبتمبر بعد تسجيل أول حالة إصابة بشلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا، حيث أصيب طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وعلق العديد من الأهالي بأن حياتهم أصبحت أكثر عرضة للخطر بسبب العنف المستمر. 

أصوات من قلب المعاناة 

تقول سناء حمودة، وهي نازحة فلسطينية تبلغ من العمر 62 عامًا وتعيش في مخيم جباليا المحاصر، "لم يعد يهمنا ما إذا كان أطفالنا قد تلقوا التطعيم أم لا.. إذا لم يمت الأطفال بسبب المرض، فسيموتون بسبب المذبحة المستمرة. سيهلكون بسبب نقص الغذاء والماء". وأعربت عن أن الوضع أصبح غير مستقر لدرجة أن تأجيل التطعيمات أو إلغاؤها لم يعد يمثل فرقًا يُذكر. وفقًا لصحيفة "ذا ناشونال".  

مهدي المصري، البالغ من العمر 38 عامًا من بيت حانون، يقول: "العالم يراقبنا ونحن نموت، بينما يطلبون منا أن نلقح أطفالنا. إذا كنتم تهتمون بنا حقًا، أوقفوا الإبادة الجماعية. لن أقلق بشأن إعادة جدولة التطعيمات طالما أن العمليات العسكرية مستمرة". 

ورغم تعليق الحملة، أكدت الأمم المتحدة أن هذا القرار يعرض جهود مكافحة شلل الأطفال للخطر، مع زيادة احتمال إصابة المزيد من الأطفال بالمرض. لكن الآباء في غزة يؤكدون أن إنهاء العنف هو الأولوية القصوى. 

التحديات على الأرض 

وفقًا لليونيسف، فمن المستحيل على الأسر الوصول بأمان إلى مراكز التطعيمات في ظل الوضع الحالي، كما أن العاملين الصحيين لا يستطيعون العمل بشكل آمن.  

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مقتل موظفين تابعين لها جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة تابعة للأمم المتحدة في دير البلح، ليرتفع عدد القتلى من موظفي الوكالة إلى أكثر من 220 موظفًا منذ بدء الحرب قبل عام. 

الوضع الميداني في غزة 

تعاني المناطق الشمالية من غزة حصارًا عسكريًا مشددًا منذ ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية.

وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية أضرمت النار في المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، ما زاد من معاناة السكان في مخيم جباليا. 

ودعت الأونروا إلى هدنة مؤقتة للسماح للمدنيين بالمغادرة من المناطق الأكثر تضررًا في الشمال، ووصفت الأوضاع بأنها "كارثية"، حيث ينتظر الناس "الموت" نتيجة القصف المستمر وانعدام الوصول إلى الموارد الأساسية. 

الأمل بين الركام 

ورغم الظروف الصعبة، لا يزال بعض الآباء يأملون في استئناف حملة التطعيمات في وقت قريب. ملاك عياد، البالغة من العمر 27 عامًا من حي الدرج في غزة، قالت: "أعطيت ابنتي الجرعة الأولى من التطعيم، ونحن ننتظر الجرعة الثانية. رغم أن التطعيم لن يحمينا من الموت أو الخوف، إلا أنه ضروري لحماية الأطفال من الأمراض، لأن الطفل المريض سيكون أكثر عرضة للهلاك".

search