السبت، 23 نوفمبر 2024

03:38 م

قرية يابانية تلجأ للدمى البشرية لتعويض انخفاض عدد سكانها

الدمى البشرية

الدمى البشرية

ياسمين محمد النجار

A A

لجأت إحدى القرى اليابانية إلى تصرف غريب من نوعه، بغرض القضاء على الوحدة التي يشعر بها السكان، جراء قلة أعداهم، إذ فكروا في صناعة عدد من الدمى البشرية وتوزيعها في جميع أنحاء القرية، لمحاكاة شعور المجتمعات الكبيرة الصاخبة.

قلة السكان

قرية إيشينونو اليابانية، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 61 نسمة تقريبًا، 60 من البالغين وطفل واحد فقط، وبسبب انخفاض عدد السكان كانوا يشعرون دائمًا بالغربة والوحدة والفراغ.

ولملء هذه الفجوة فكر أهالي القرية في حل غريب من نوعه، إذ قرروا أن يحاكوا أجواء المجتمعات المتكدسة الصاخبة، من خلال حياكة أعداد كبيرة من الدمى في حجم البشر، وتزينها بشكل يحاكي المظهر البشري، ونشرها في جميع أرجاء القرية.

ومن أجل الواقعية لجأ بعض منهم لوضع عدد من الدمى في أماكن الألعاب كالأرجوحات مع تحريكها بشكل دائم، كما وزعت مجموعة أخرى في المركبات كالدراجات وغيرها.

الدمى البشرية بقرية إيشينونو

مع بداية تنفيذ تلك الفكرة كان الحماس أكثر ما يسيطر على الأهالي، والذين صنعوا الدمى بكميات مهولة فاقت أعدادهم بالأصل، وكان من المثير أن تحتوي القرية على طفل واحد فقط فيما يكون باقي السكان من البالغين.

وبحسب صحيفة نيويورك بوست ترجع حقيقة هذا الأمر إلى أن السكان الأكبر سنًا شجعوا أطفالهم على الدراسة خارج القرية، والتي تبتعد عن مدينة كيوتو الزاخرة بالحياة، والتي هي أقرب مكان مؤهل بالخدمات،  بحوالي ساعة تقريبًا بالسيارة.

سيدة من قرية إيشينونو رفقة إحدى الدمى

 

فرص أكبر خارج القرية 

رغم أن الحياة في ظلال قرية إيشينونو تنعم بالهدوء والسكينة، وهي مكان للاسترخاء بعيدًا عن ملوثات المدن وأبخرة العوادم، إلا أنها ما تزال على منأى من الخدمات الضرورية للسكان، كأماكن التعليم والخدمات الطبية وغيرها، ما يستدعي أهالي القرية لإرسال أولادهم للمدن لزيادة فرصهم في المعيشة والتعليم والزواج.

إذ يخشى البعض منهم أن يصبح أولادهم غير قادرين على الزواج ولا الحصول على الوظائف المرموقة، إذا ما ظلوا عالقين في هذه القرية البعيدة، ورغم ذلك إلا أن شريحة كبيرة من السكان تعاني من ابتعاد أولادهم، الذين قد هجر بعضهم أهاليهم ورفضوا العودة مرة أخرى للقرية.

دمية بشرية تركب الدراجة
search