الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:51 م

من التعلق للاكتئاب.. ماذا يفعل "تيك توك" في أدمغة الأطفال؟

تيك توك

تيك توك

خاطر عبادة

A A

يستخدم أكثر من 1.5 مليار طفل حول العالم تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك"، وتشكو العديد من الأسر من تأثيراته السلبية على سلوكيات أطفالهم نتيجة الاستخدام المفرط وغير المقنن للتطبيق الشهير.

محتوى جاذب للأطفال

ويقدم TikTok محتوى جاذبًا للأطفال بسبب خاصية التمرير السريع والسهل لعشرات الفيديوهات القصيرة والمرتبطة بصغار السن والتي تجعل من الصعب على الطفل عدم الارتباط بها؛ حيث تتباهى الشركة المسؤولة عن التطبيق ومقرها الصين، بأنها تضم أكبر منصة يشارك فيها الملايين اهتماماتهم وينمون مواهبهم ويكتشفون مهاراتهم.

ربما يعتبر البعض هذا الجانب إيجابيًا لكن هناك زوايا أخرى مظلمة لتطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل عام؛ فهي مضيعة للوقت ومشتتة لتركيز الأطفال بدلًا من تنمية مهاراتهم بطرق علمية أو عملية.

يأكل دماغ الأطفال

وفي تقرير لصحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية، بعنوان "تيك توك يأكل دماغ الأطفال"، قال إن التطبيق الشهير استحوذ على اهتمام جيل كامل بعدما سبقه في ذلك “يوتيوب”.

وفي عام 2021، بلغ عدد تنزيلات التطبيق مليارًا، بسرعة تتجاوز المنافسين الأقدم مثل “فيسبوك” و"إنستجرام".

تأثيره على الأطفال والطلاب

ويسبب التعامل المستمر مع التطبيق حالة من الإدمان القهري والنسيان ويضعف التركيز ويشتت الانتباه مما يؤثر على قدرة الطلاب على التحصيل والعلم.

وأكد باحثون أن الاستهلاك المفرط لمقاطع الفيديو القصيرة يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوب فيها.

فرط الاستخدام

وحللت ورقة بحثية أجراها باحثون في الصين، ونُشرت في مجلة NeuroImage في عام 2021، فحوصات الدماغ لأشخاص يستخدمون تطبيقًا مشابهًا لـ"تيك توك" يسمى Douyin، من حيث التمرير اللانهائي لمقاطع الفيديو،  وقدرت الدراسة أن 5.9% من المستخدمين قد يكون لديهم مشاكل كبيرة تتعلق بفرط الاستخدام.

وأشارت دراسة أخرى أجراها باحثون صينيون عام 2021، على 3000 مراهق تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا إلى أن الاستخدام المفرط للتطبيق قد يرتبط بالنسيان وضعف الذاكرة؛ وزيادة حالات الاكتئاب والقلق والعصبية والتوتر.

تشتيت الانتباه

وأفاد المشاركون في الاستطلاع، وقوامهم كان 1300 شخص، وتراوحت أعمارهم بين 11 و15 عامًا، أنهم يقضون ساعتين و39 دقيقة في التطبيق يوميًا في المتوسط، أكثر من أي تطبيق منافس.

ومن جانبها قالت أستاذ علم النفس في جامعة بيبردين في كاليفورنيا جينيفر هاريجر، إن الأشخاص يصبحون أكثر تعلقًا بالتطبيق كلما كانوا أصغر سنًا.
وألقى المعلمون اللوم على “تيك توك” ومنافسيه من مواقع التواصل، بتشتيت انتباه التلاميذ في الفصل. 
وفي استطلاع شمل 500 معلم، ألقى 85% منهم باللوم على الطبيعة "السريعة والقصيرة" لتطبيقات التواصل الاجتماعية وعلاقتها بانخفاض مشاركة الطلاب في اليوم الدراسي.

وأوضح المراهقون الذين شملهم الاستطلاع أنهم يستخدمون هواتفهم لمدة 43 دقيقة خلال ساعات الدراسة.

عادة سلبية

ويمكن القول إن المخاوف العامة بشأن الوقت الذى يقضيه الأطفال أمام الشاشة ليست جديدة منذ أن ظهرت أجهزة التلفزيون أو ألعاب فيديو والهواتف، لكن العلماء ما زالوا يناقشون مدى ضرر تأثير الاستخدام طويل الأمد لتطبيقات الوسائط الاجتماعية على الأطفال.

وعلى الرغم من أنه لا يُسمح رسميًا للأطفال دون سن 13 عامًا باستخدام التطبيق، فإن بيانات المسح الصادرة عن الجهة التنظيمية Ofcom تقدر أن 53% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عامًا يستخدمون التطبيق، وأن ثلث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا لديهم بالفعل حساب على “تيك توك”.

"فلترة" الحسابات

من جانبها قالت “تيك توك” إنها تمتلك أنظمة أمان رائدة، بما في ذلك الأدوات التي تمنع المراهقين من مشاهدة المحتوى الذي قد لا يناسبهم، لافتة إلى أنه تتم تصفية المنشورات الرسومية من خلاصة "رشحنا لك For You"، ويتم منع حسابات الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من رؤية المنشورات الأكثر نضجًا.

search