الأربعاء، 06 نوفمبر 2024

05:22 م

"جنون وافتقار للحكمة".. إقالة جالانت تغضب الشارع والصحافة بإسرائيل

يوآف جالانت وبنيامين نتنياهو

يوآف جالانت وبنيامين نتنياهو

A A

اهتمت الصحافة الإسرائيلية اليوم، بتسليط الضوء على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، وهو القرار الذي أعاد تأجيج الخلافات السياسية داخل حكومة الاحتلال وأعاد الذاكرة إلى أزمة التعديلات القضائية التي اندلعت في عام 2023.

هذا القرار أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والإعلامية، وخرج الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجًا على هذه الخطوة، التي اعتبروها تهديدًا للاستقرار الداخلي.

وفي هذا التقرير، نستعرض آراء ثلاثة من أبرز الصحف في إسرائيل: "يديعوت أحرونوت"، و"هآرتس"، و"معاريف".

انتقاد نتنياهو

في مقال نُشر في صحيفة “يديعوت أحرنوت” للمحلل العسكري، ناحوم برنياع، حذر الأخير من تداعيات القرار على الأمن القومي الإسرائيلي وعلى العلاقة بين الجيش والمجتمع، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على ما يُسمى "المكانة الديمقراطية" لإسرائيل. 

وفقًا لبرنياع، لم يكن جالانت يعارض نتنياهو على المستوى الشخصي، بل كان يعبر عن مخاوفه الجادة من تأثير التعديلات القضائية على وحدة الجيش وقدرته على تنفيذ مهامه.

وأضاف: "بينما قد يرى السياسيون الجيش مؤسسة خاضعة للقرارات السياسية، فإن الجنود والضباط يعتبرون الجيش حصنًا لهم، والإقالة قد تزرع الشكوك والانقسامات داخل هذه المؤسسة".

وفي ختام مقاله، حذر برنياع من أن إقالة جالانت قد تؤثر سلبًا على صورة الحكومة داخليًا وخارجيًا، وتساءل: "كيف ستؤمن الدول بقوة واستقرار الجيش الإسرائيلي إذا كانت قراراته تتعرض للتغيير وفقًا للمصالح السياسية؟". ويختتم بالتأكيد على أن الديمقراطية الإسرائيلية "تموت ببطء وبهدوء".

"يقود إسرائيل نحو الهاوية"

أما يوسي فيرتر، في صحيفة "هآرتس"، فقد قدم تحليلًا شاملًا للقرار، مشيرًا إلى أن إقالة جالانت ليست مفاجئة، بل تتماشى مع أسلوب نتنياهو في التعامل مع المعارضين. 

ويرى فيرتر أن نتنياهو يسعى لتوطيد سلطته من خلال السيطرة على جميع المراكز التي قد تعارض أجندته الإصلاحية، بما في ذلك الجيش، الذي يعتبره أداة سياسية لتحقيق مصالحه، مؤكدًا أن جالانت كان "يمثل صوت الضمير" داخل الحكومة، وعندما تمت إقالته، فقدت الحكومة أحد الأصوات التي كانت تحاول منعها من ارتكاب أخطاء فادحة. 

وفي تحليله يصف فيرتر قرار الإقالة بـ"الجنوني"، مؤكدًا أن ذلك يشير إلى "الافتقار التام للحكمة" من قبل نتنياهو، الذي يقود البلاد إلى "الهاوية". ويضيف أن هذه الخطوة قد تخلق انقسامًا داخليًا بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها في الشارع الإسرائيلي، مشيرًا إلى الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في أعقاب القرار.

"أزمة سياسية وأمنية عميقة"

من جانبه، يبدأ المحلل بن كسبيت مقاله في "معاريف" بالحديث عن الدور المهم الذي لعبه جالانت في التصدي للأزمات العسكرية، مشيرًا إلى مواقفه الحاسمة تجاه القضايا الأمنية المتعلقة بإيران وحزب الله.

لكن مع تصاعد الخلافات بينه وبين نتنياهو حول كيفية إدارة الدولة والأمن، أدى هذا إلى إقالته في وقت حساس، خاصة مع تصاعد التحديات الأمنية في المنطقة.

ويشير كسبيت إلى أن توقيت الإقالة جاء بعناية، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة مع إيران، وكذلك التحقيقات الجارية ضد نتنياهو. ويقول إن "نتنياهو كان يسعى لتحويل الأنظار عن هذه القضايا من خلال التركيز على الملف الأمني". 

وفي الختام، يرى بن كسبيت أن قرار إقالة جالانت يعكس أزمة سياسية وأمنية عميقة تمر بها إسرائيل، وأن الوضع الحالي يزيد من تعقيد المشهد السياسي الداخلي ويزيد من احتمالات تفاقم الأزمة في المستقبل.

search