الجمعة، 02 أغسطس 2024

07:16 ص

سر التشاؤم من يوم الثلاثاء

شيماء السيد

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

تتخلل حياة البشر العديد من الأحداث الغامضة والمأساوية التي تحدث في توقيتات غير مفهومة، ومن بين هذه الأحداث، تبرز قصص "الثلاثاء المنحوس" مع ملك يوغوسلافيا.

الثلاثاء المظلم 

في أرجاء يوغوسلافيا التي كانت تعاني من الصراعات والانقسامات السياسية، كان هناك يوم يعتبر ملعونا تمامًا، مثل الأساطير القديمة التي تحكي عن قوى الظلام والشر، اعتبر الثلاثاء يومًا مُظلمًا في تلك البلاد.

الملك ألكسندر الأول خلال زيارته إلى فرنسا 


كان الملك ألكسندر الأول، يؤمن بهذا النحس المرتبط باليوم، فقد شهدت عائلته، في السابق، وفاة ثلاثة من أفرادها في ذلك اليوم، لذا قرر الملك إلغاء أي مهام رسمية يوم الثلاثاء من كل أسبوع، لكي يتجنب الشر الذي يحمله.

ومع ذلك، في التاسع من أكتوبر 1934، تغيرت الأحداث تمامًا عندما اضطر الملك ألكسندر لكسر هذه العادة والسفر يوم الثلاثاء إلى فرنسا لعقد اتفاقية تحالف مع إيطاليا؛ لمواجهة صعود النازيين الألمان وتهديداتهم المحتملة.

استقل الملك سيارته في مدينة مارسيليا الفرنسية، بعد رحلة بحرية طويلة، كان يستعد للقاء وزير الخارجية الفرنسي لويس بارثو، لكن ما لم يكن يعلمه الملك هو أن القدر كتب له أن يلتقي بالموت في تلك اللحظة، وفقا لـ"الجارديان"

اغتيال الملك

في لحظة غير متوقعة، وبين حشود الجماهير المتجمعة للترحيب به، انشق رجل بلغاري ينتمي إلى إحدى المنظمات الثورية المقدونية التي تطالب بالانفصال عن يوغوسلافيا، واندفع نحو سيارة الملك وأطلق وابلا من الرصاص نحوه.

لحظة اغتيال الملك ألكسندر الأول يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1934


حاول الحراس التصدي للهجوم، لكنهم كانوا متأخرين، سقط الملك ألكسندر الأول على الأرض، والدماء تتدفق من جسده، والفوضى تعم المكان، والحشود تصاب بالذعر والهلع، وفي الوقت نفسه، أُصيب وزير الخارجية الفرنسي بجروح بالغة ونُقل إلى المستشفى، ليفارق الحياة لاحقًا.

وثقت اللحظات الأخيرة من حياة الملك من خلال أحد المصورين الصحفيين الذي كان حاضرًا في المكان، وصنفت واقعة اغتياله كأول عملية يتم تصويرها بشكل مباشر بفيلم إخباري.

اغتيال الملك ألكسندر الأول في فرنسا يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1934

"نحس الثلاثاء"

أصبحت الحكاية المأساوية تسكن ذاكرة يوغوسلافيا، ومن هنا تردد صدى نحس الثلاثاء في إدراك بعض الناس وتصوراتهم، لكن هذا ليس سوى خرافة ولا تمتّ للواقع بصلة، بحسب اختصاصية علم النفس وتعديل السلوك والتخاطب، بسمة سليم.

“التشاؤم من يوم الثلاثاء” عبارة عن موروثات ثقافية غير حقيقية ظهرت عن طريق الصدفة من خلال تعرض أحد الأشخاص لموقف سيئ في هذا اليوم، وبالتالي ربط بين هذا اليوم والموقف، بحسب تصريحها لـ"تليجراف مصر".

إخصائية علم النفس، ترى أن هناك تفسيرا آخر، وهو أن الأفكار التي نؤمن بها تصبح معتقدًا، وبالتالي يكون من المحتمل حدوثها، رغم أن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- نهى عن فكرة التشاؤم والربط بين الأيام والأحداث اليومية التي نتعرض لها.

ودائما يتعرّض الإنسان لمواقف سلبية وإيجابية على مدار الأسبوع وليس في يوم محدد، لذلك تنصح إخصائية علم النفس بالابتعاد عن تصديق هذه المعتقدات، وتجنب الأشخاص المتشائمين، حيث إن التشاؤم يجعل الإنسان عرضة للاكتئاب.

قد يكون الميل إلى الأفكار السلبية والتشاؤم حالة شائعة وليست استثنائية، لكن يمكن التغلب عليها، حسب موقع "webmd" في خمس خطوات.

التفكير الإيجابي

لا يقتصر التفكير الإيجابي على تجاهل المواقف غير السارة أو الصعبة فحسب، لكن هذا يعني أنك تتقبل الأمور السيئة بموقف أكثر إيجابية عوضا عن التشاؤم. ويمكنك القيام بذلك من خلال التحدث مع نفسك بإيجابية.

الأشخاص الداعمون

من الضروري وجود أشخاص في حياتك يقدمون لك الدعم والنصائح والتعليقات الإيجابية، لأن الأفراد السلبيين يزيدون توترك ويجعلونك غير متأكد من قدرتك على التحول نحو نظرة أكثر إيجابية.

الضحك

التمتع بروح الدعابة في حياتك اليومية العامة يمكن أن يحسن إلى حد بعيد من إحساسك بالإيجابية، وعندما تضحك تشعر بتوتر أقل، وتنظر إلى الحياة بإيجابية.

أسلوب حياة إيجابي

حاول تبني عادات صحية مثل ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا، وتناول طعام صحي.

تغيير الأفكار

تحقق مع نفسك لمعرفة ما إذا كانت أفكارك سلبية أم إيجابية، وإذا وجدت أنها سلبية، حاول تغييرها.

search