مذكرة الاعتقال في حق نتنياهو تضع الدول الحليفة في حرج
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو بسبب أفعاله في حرب غزة
عبدالرحمن منصور
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مما أثار ردود فعل واسعة على الصعيدين السياسي والدولي.
ورغم أن إسرائيل ليست طرفًا في المحكمة الجنائية الدولية، ما يقلل من احتمال توقيف المسؤولين الإسرائيليين، فإن هذا القرار يعكس تصعيدًا في الضغط الدولي على تل أبيب ويثير تساؤلات حول موقف حلفائها.
تصعيد في الضغط الدولي
تعد هذه المذكرات تجسيدًا لأسوأ المخاوف الإسرائيلية بشأن المحكمة الجنائية الدولية، التي تثير قلقًا كبيرًا في إسرائيل، خصوصًا بعد التحقيقات المتعلقة بسلوكها العسكري في غزة، كما ذكرت شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية.
وقرار المحكمة يضع الدول الحليفة لإسرائيل في موقف حرج، حيث ستواجه تحديًا بين دعم تحالفاتها مع تل أبيب والالتزام بالقانون الدولي.
حليفات إسرائيل في موقف صعب
على الرغم من أن نتنياهو وجالانت ليسا مرشحين للسفر إلى الدول الـ125 المُلزمة بالقبض عليهما، مثل أستراليا، ما يجعل محاكمتهما في المستقبل القريب أمرًا غير مرجح، فإن التأثير الأكبر قد يقع على الدول التي تدعم إسرائيل.
فهذه الدول قد تجد نفسها أمام اختبار حاسم حول موقفها من القانون الدولي.
مسؤولية إسرائيل عن الوضع في غزة
وفي تعليق لها، أكدت جانينا ديل، أستاذة القانون الدولي في جامعة أكسفورد، أن نتنياهو يتحمل المسؤولية عن تصعيد الحرب في غزة، بما في ذلك ما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية واستخدام الأسلحة.
وأوضحت أن الدعم الدبلوماسي أو المادي من أي دولة لإسرائيل في هذه الأوقات قد يعرضها للمسائلة القانونية بسبب التهم الموجهة إليها والتي تشكل جرائم ضد الإنسانية.
ضغوط سياسية من الولايات المتحدة
ورغم الضغوط السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، على المحكمة الجنائية الدولية، فقد أكدت الدائرة التمهيدية للمحكمة المخاوف القانونية المتعلقة بإجراءات إسرائيل في غزة، حيث أظهرت التحقيقات استمرار نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية في القطاع، وهو ما لم يتم معالجته حتى بعد مرور ما يقارب 14 شهرًا على بدء الحرب.
إسرائيل تواجه تحديات قانونية ودبلوماسية
إسرائيل، التي طالما اعتبرت نفسها محصنة ضد الملاحقات القضائية الدولية استنادًا إلى مبدأ التكامل، تجد نفسها في موقف صعب، إذ لم تُجرِ أي تحقيق داخلي بشأن التصرفات التي تُتهم بها قواتها في غزة، ما يتيح للمحكمة الجنائية الدولية متابعة تحقيقاتها ضد قادتها.
ويتناقض هذا مع السياسة الإسرائيلية التي تدعي قدرة النظام القضائي المحلي على محاكمة أي تجاوزات.
إدانات دولية أخرى ضد إسرائيل
من جهة أخرى، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارات سابقة ضد إسرائيل، مثل رأي محكمة العدل الدولية الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة غير قانوني، ما يعزز الاتجاه الدولي المتزايد لإدانة تل أبيب، حتى من قبل حلفائها التقليديين.
ترحيب فلسطيني بالقرار
على المستوى الفلسطيني، رحب القادة بقرار المحكمة الجنائية الدولية، معتبرين إياه انتصارًا لقضيتهم.
ورغم أن حركة حماس تواجه أيضًا اتهامات مماثلة، فإن الفلسطينيين يرون في مذكرات الاعتقال هذه دليلاً على أن العالم بدأ يسمع معاناتهم. ومع ذلك، يبقى الفلسطينيون مشككين في قدرة هذه القرارات على إحداث تغيير حقيقي في السياسات الدولية تجاههم.
تحديات دبلوماسية أمام إسرائيل
في النهاية، تضع مذكرات الاعتقال إسرائيل أمام تحدٍ قانوني ودبلوماسي كبير، وتظل الساحة الدولية تراقب عن كثب كيف ستؤثر هذه التطورات على تحالفات إسرائيل، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات في سياستها أو مواقف حلفائها.
-
04:56 AMالفجْر
-
06:27 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:55 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بعد إدانة وكالة الطاقة الذرية لها.. ما هي قدرات إيران النووية؟
23 نوفمبر 2024 04:12 ص
بوتين يوجه رسالة قوية للغرب بعد إطلاق صاروخ باليستي
23 نوفمبر 2024 03:27 ص
من الكونغو إلى فلسطين.. المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة الجرائم الدولية
23 نوفمبر 2024 03:22 ص
لمواجهة نقص العمالة.. إسبانيا تمنح الإقامة لـ 900 ألف مهاجر
23 نوفمبر 2024 02:13 ص
أكثر الكلمات انتشاراً