الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

03:27 م

غزة محاصرة بين النار والماء.. والنازحون: "لا مكان نذهب إليه"

معاناة النازحين الفلسطينين مع أمطار الشتاء

معاناة النازحين الفلسطينين مع أمطار الشتاء

A A

غمرت الأمطار الغزيرة مخيمات النازحين الفلسطينيين في أنحاء غزة، اليوم، ما أضاف بُعدًا مأساويًا لمجتمعات دمرتها بالفعل 13 شهرًا من الحرب، في حين كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيليي ضرباتها في القطاع.

ملامح الحياة باتت في غاية الصعوبة داخل مخيمات النازحين، فقد وضع البعض دلاء ماء على الأرض لحماية الحصائر من تسرب الماء إلى داخل الخيام، وحفروا الخنادق لتصريف المياه بعيدًا عن خيامهم.

معاناة النازحين في أيام الشتاء

معاناة أطفال غزة النازحين مع أمطار الشتاء

سعاد السبع، أم لستة أطفال من شمال غزة، تعيش الآن داخل غرفة ذات نوافذ مكسورة في مدرسة تؤوي أسرًا نازحة في خانيونس جنوب القطاع، قالت إن الكثير من الخيام التي استخدمت في بداية الحرب لم تعد توفر الحماية بعدما تهالكت، كما أن سعر الخيام الجديدة والأغطية البلاستيكية ارتفع إلى ما يتجاوز قدرات الأسر النازحة، بحسب ما نقلته “رويترز”.

وتبيع “سابيا” الخبز الذي تصنعه في فرن يعمل بالحطب لكسب لقمة العيش لأطفالها، لكن مياه الأمطار أفسدت الدقيق وألحقت الضرر بالفرن، وتقول: "كنت خائفة من الحياة أو الموت، والآن نشعر بالقلق من المطر".

وأشارت إلى معاناتها في أيام الشتاء القارس، وقالت: "غرق العجين في الماء وغرق الكثير من الفرش. كان المطر يهطل فوق رأسي وواصلتُ الخَبز لتوفير احتياجات أطفالي".

وغمرت المياه بعض المخيمات الأخرى الأقرب إلى الشاطئ، كما جرفت الأمواج العالية بعض الخيام.

وقالت مريم أبو صقر، التي كانت تعيش في خيمة على الشاطئ قبل أن تغمرها مياه البحر، إن "البحر أخذ ابنتي الصغيرة، والحمد لله تمكنا من إنقاذها". وتساءلت في أسى: “أين نذهب؟ أينما نذهب، يقولون لنا إنه لا يوجد مكان”!

10 آلاف خيمة جرفتها المياه

من جانبها، أعلنت دائرة الإعلام الحكومي في غزة أن نحو 10 آلاف خيمة إما جرفتها المياه أو تضررت بسبب العاصفة الشتوية، داعية إلى تقديم المساعدات الدولية لتوفير الخيام للأسر النازحة كمن أجل حمايتها من الأمطار.

وقالت في بيان لها: "بحسب فرق التقييم الميدانية الحكومية، فإن 81% من خيام النازحين لم تعد صالحة للاستخدام، ومن بين 135 ألف خيمة، هناك 110 آلاف خيمة مهترئة تمامًا وتحتاج إلى استبدال عاجل".

وقالت دائرة الطوارئ المدنيّة الفلسطينية إن آلاف النازحين تأثروا بالفيضانات الموسمية، وطالبت الجهات المانحة بتوفير خيام وكرفانات جديدة لحمايتهم.

الأونروا تحذر

في السياق ذاته، كتبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور عبر منصة "إكس"، إن الأمطار الأولى في الشتاء تعني المزيد من المعاناة.

وأضافت المنظمة في بيانها: "إن نحو نصف مليون شخص معرضون للخطر في المناطق التي تتعرض للفيضانات، والوضع لن يزداد إلا سوءًا مع كل قطرة مطر وكل قنبلة وكل ضربة".

إسرائيل تشن هجوما على غزة

وتأتي معاناة النازحين مع أمطار الشتاء والبرد القارس تزامنًا مع تكثيف إسرائيل غاراتها على القطاع، ففي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قتلت غارة إسرائيلية أربعة أشخاص على الأقل بحسب مصادر طبيّة، في حين عزّزت الدبابات توغلاتها في الطرف الشمالي لبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في القطاع.

وقال مسعفون إن سبعة فلسطينيين استشهدوا في غارتين جويتين إسرائيليتين في منطقة جباليا.

طوفان الأقصى

يُذكر أن عناصر حركة “حماس” الفلسطينية شنت هجوم غير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر 2023 يُعرف بعملية “طوفان الأقصى”، أسفرت عن مقتل 1200 شخص، وأسروا أكثر من 250 إسرائيليًا وأعادوهم إلى غزة، وفقًا لإحصاءات إسرائيلية.

وجاء الرد الإسرائيلي على “حماس” في اليوم التالي، حيث شنت قوات الاحتلال حربًا واسعة النطاق، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 44 ألف فلسطيني، وتهجير جميع سكان القطاع تقريبًا مرة واحدة على الأقل، وفقًا لمسؤولين في غزة، في حين حوّلت مساحات واسعة من الأراضي الساحلية الضيقة إلى أنقاض.

search