الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024

08:39 م

من وجبة شهية لتقليد سنوي.. رحلة العفو عن الديك الرومي في أمريكا

ديك رومي أمام البيت الأبيض في عيد الشكر

ديك رومي أمام البيت الأبيض في عيد الشكر

عبدالرحمن منصور

A A

افتتح الرئيس الأمريكي جو بايدن، موسم عطلاته الأخير في البيت الأبيض، أمس الإثنين، بإعلانه العفو التقليدي عن اثنين من الديوك الرومية، لينقذهما من أن يكونا طبقًا رئيسيًا على مائدة عيد الشكر، ويتيح لهما قضاء بقية حياتهما في جنوب ولاية مينيسوتا.

ويعد هذا التقليد راسخًا منذ عقود في احتفالات الولايات المتحدة الأمريكية بعيد الشكر، وبعد عفو بايدن عن الديكين "بيتش" و"بلوسوم"، ينبغي معرفة تاريخ هذا التقليد العجيب ومن هو أول رئيس بدأ في فيه، حسبما ذكرت الصفحة الرسمية للبيت الأبيض.

تاريخ الديوك الرومية مع أمريكا

وفي القرن التاسع عشر، كانت عادة إرسال الديوك الرومية إلى الرئيس الأمريكي جزءًا من احتفالات عيد الشكر، وتعود بداية الأمر إلى عام 1873، خلال فترة رئاسة يوليسيس جرانت، حيث كان هناك شخص يدعى هوراس فوز، من ولاية رود آيلاند، ينتقي بعناية أفضل الديوك الرومية لعشاء الرئيس، وهي مهمة استمرت لأكثر من 25 عامًا. 

وفي عام 1947، بدأ الاتحاد الوطني للديك الرومي دوره كمورد رسمي للرئيس، حيث قدم أول ديك وزنه 47 رطلًا في عطلة عيد الشكر.

ومع بدء حفلات استقبال الديوك الرومية في حديقة الورود بالبيت الأبيض في العام نفسه، أصبح الحدث فرصة للتصوير، لكنه لم يكن آنذاك تقليد “العفو”، وكانت الطيور تُرسل غالبًا لتُستهلك. 

وفي عام 1948، أعلن الرئيس هاري ترومان أنه سيأخذ الديك إلى منزله في ولاية ميزوري لإطعام عائلته.

الجذور التاريخية للعفو

هناك بعض الجدل حول تاريخ بدء هذا التقليد، لكن الجمعية التاريخية للبيت الأبيض قالت إن إنقاذ الديوك الرومية جاء منذ زمن الرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لينكولن، ووفقًا للرواية، طلب منه ابنه تاد إنقاذ الديك الذي تم إعداده لوجبة عيد الشكر، بحُجة حقه في الحياة، واستجاب الوالد للطلب، ليصبح هذا الفعل الأساس غير الرسمي لفكرة العفو.

كما قرر الرئيس جون كينيدي في عام 1963، إعادة الديك الذي أهداه الاتحاد الوطني للمزرعة، قائلًا: "سنترك هذا الديك ينمو". 

وخلال إدارة ريتشارد نيكسون، بات من المعتاد إرسال الديوك إلى مزارع قريبة بعد حفل الاستقبال، لكن دون إعلان رسمي عن العفو.

ترسيخ تقليد العفو عن الديوك الرومية

وكان الرئيس جورج بوش الأب أول من أعلن رسميًا عن عفو لديك رومي في 14 نوفمبر 1989، عندما أعلن أن ديك ذلك العام سيُعفى من الذبح ويُنقل إلى مزرعة، ومنذ ذلك الحين، تحول العفو إلى تقليد سنوي رسمي.

وخلال فترة الرئيس باراك أوباما، كان العفو يشمل ديكين، مع لحظات فكاهية تضفي طابعًا شخصيًا، حيث قال أوباما في 2009، مازحًا إن الديك "كوريج" نجا من مائدة البيت الأبيض بفضل تدخل ابنتيه ماليا وساشا.

وعفى الرئيس دونالد ترامب أيضا خلال فترة ولايته الأولى تحديدًا في عيد الشكر للعام 2018، عن ديكين هما "بيز" و"كاروتس"، ليقضيا ما تبقى من حياتهما التي تتراوح من 8 إلى 10 سنوات دون ذبح.

وكان آخر عفو عن الديوك الرومية قبل عفو الأمس، هو عفو الرئيس جو بايدن العام الماضي، خلال احتفالات عيد الشكر التي صادفت عيد ميلاده، وعفا عن الديكين “ليبرتي وبيل” ليعودا إلى ولايتهما الأصلية لتلقي الرعاية فيها.

من المائدة إلى المزرعة

ورغم تغير الزمن، يظل الاحتفال بإنقاذ الديك الرومي جزءًا من التقاليد الأمريكية في عيد الشكر، ومع كل عفو، يتذكر الأمريكيون تطور العلاقة بين طيورهم المميزة ورؤسائهم، من وجبة شهية إلى رمز للرحمة والاحتفاء.

search